السنة ٩٣
الجزء الأوّل
السنة الثالث والتسعون | الجزء الأوّل | كانون الثاني – حزيران ٢٠١٩

أطلب نسختك الورقيّة

إشترِ نسختك الرقميّة

إفتتـاحيّــة العدد

اقرأ الافتتاحيّة كاملةً

البحث العلميّ حجر الزاوية في تطوّر المجتمعات

 جاء في المداخلة المسهبة لوزير الثقافة الأسبق الدكتور اللبنانيّ غسّان سلامة، بعنوان: «سبعة تحدّيات تواجه التعليم العالي»: «لن أرهقكم بما تعلمون من ضآلة الموارد العربيّة المخصّصة للبحث العلمي، إذ نجد أنفسنا في أسفل البيانات العالميّة… ويقيني أنَّ أحد المفاتيح هو في إنشاء جامعات بحثيّة يكون البحث العلميّ فيها بأهميّة التعليم نفسه، إن لم يكن أهمّ…». جاء في العدد نفسه من الجريدة، ضمن توصيات «دورة لبنان»، في ما خصّ قرارات المؤتمر العامّ للاتّحاد: «البند 7 – نشاط المجلس العربيّ للدراسات العليا والبحث العلميّ، بما ينطوي عليه من دعم الأبحاث، ودعم الصندوق المموِّل، وحثّ المنظّمات الدوليّة الداعمة، وربط الجهات الداعة بعضها ببعض…؛ البند 20 – جائزة اتّحاد الجامعات العربيّة للباحث العربيّ المتميِّز».
 وجاء في النهار، على لسان دولا كرو سركيس نائبة رئيس جامعة القدّيس يوسف لشؤون البحث العلميّ: «تعمد الدول التي تحتلّ الأسواق العالميّة إلى تشجيع الصناعيّين على الانخراط في منظومة التعليم العالي والبحث العلميّ، بهدف التطوير والابتكار، ممّا يؤدّي إلى صناعة رائدة ذات قدرة تنافسيّة… إنّ التقدّم التكنولوجيّ في مجال الذكاء الاصطناعيّ يؤدّي يوميًّا إلى ولادة عدد كبير من المنتجات والخدمات الجديدة التي ستفرض تحوّلات جذريّة في أنظمة التعليم الجامعيّ ومناهجه، بحيث يكون للبحث العلميّ دور أساسيّ في مواكبة هذا التطوّر».
 صدر تصنيف «كواكاريلي سيموندز» العالميّ لجامعات الدول العربيّة 2019 - (GS Regional Rankings) – وهو تصنيف تقوم به المؤسّسة العالميّة منذ العام 2013 على التوالي. وبمعزلٍ عن ترتيب الجامعات العربيّة وتصنيفها، فثمّة تسعة مؤشِّرات رئيسيّة استخدمت في التصنيف العالميّ، من بينها: عدد الأوراق البحثيّة لكلّ أستاذ – نسبة الاستشهادات في كلّ ورقة بحثيّة – نسبة حاملي الدكتوراه في الهيئة التعليميّة (أي أصحاب البحوث والدراسات المصنَّفة) – نسبة الأساتذة الدوليِّين إلى كلّ هيئة التدريس.
لا ينحصرُ البحثُ العلميّ في العلوم البحتة كالرياضيّات والإحصاء والجبر أو العلوم التطبيقيّة كالفيزياء والكيمياء والجغرافية والطبّ والفلك وغيرها، بل يشمل أيضًا العلوم التي تعالج بيئة الإنسان أدبًا وقانونًا وتاريخًا واجتماعًا وعلمَ نفس وفنونًا شتّى. ولئن كانت الشركات العالميّة العملاقة، في عصرنا وفي الماضي، قادرة على القيام بالبحوث العلميّة القوامها عنصران لا غير: الأدمغة البشريّة والإلكترونيّة والمال، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، في ميادين الفلك والآثار والصناعات البتروليّة والأسلحة الفتّاكة وصناعة الأدوية والصناعات الحديثة الثقيلة، والإلكترونيّات، والصناعات الغذائيّة… فالشركات تبقى أمينة على مصالحها الماديّة، وعلى توسيع أسواقها الاستهلاكيّة العالميّة، بغية الإفادة والسيطرة الاقتصاديّة من نتائج الأبحاث والدراسات. ولئن قامت وتقوم الشركات العملاقة بتمويل بعض الأبحاث في ميادين متخصّصة وفي مؤسّسات معيّنة، ألا يخشى، على سبيل التشكيك لا التعميم، أن تكون وراء توجيه بعض البحوث إلى نتائج معيّنة تخدم مصالحها الماديّة والاقتصاديّة، في صناعات الأسلحة أو التبغ أو أدوية بعض الأمراض مثلًا. وليس من حقّ المراقب أن يشكّك في هكذا نتائج بحثيّة مموّلة، في عصر تسيطر عليه الذهنيّة الاستهلاكيّة والتوسّع المادّيّ المعولم. ألا يُجسِّد المثل الفرنسيّ المشهور هذه المعادلة: «Qui donne ordonne».
تبقى الجامعات، بكلِّيّاتها ومعاهدها المتخصِّصة، ومستشفياتها ومراكزها البحثيّة العائدة إليها، مؤتمنةً على رسالة العِلْم والتقدّم والترقّي والتطوّر، وقادرةً على إجراء البحوث العلميّة في مختلف الميادين، بنزاهةٍ وتجرّد وموضوعيّة، بعيدًا عن المنفعة والإفادة، وخدمةً للعِلْم والإنسان والبشريّة.
يتصدّر عدد المشرق للعام 2019، ملفّ خاصّ من مقالَيْن عن البحث العلميّ: الأوّل عن تكوين الباحث؛ والثاني عن الصعوبات التي تواجهه وتأثيرها في مصداقيّة النتائج وموضوعيّتها. والأستاذان الأصيلان المعدّان البحثَيْن يدرّسان كلاهما في الجامعة الوطنيّة، وفي جامعة القدّيس يوسف. إذ نفتتح بهذَيْن المقالَيْن باقةً من المقالات المتخصِّصة في ميادين علميّة وأدبيّة وتاريخيَّة وروحيَّة مختلفة، نكون قد أضأنا شمعةً بحثيَّة صغيرة في ظلام الجهل والتسلّط والسيطرة والتكالب على المادّة، ظلامٍ يحاول كلّ طالب وكلّ باحثٍ عن العلم وعن الحقيقة أن يجلوَه عن عينيه.

إفتتـاحيّــة العدد

اقرأ الافتتاحيّة كاملةً

البحث العلميّ حجر الزاوية في تطوّر المجتمعات

 جاء في المداخلة المسهبة لوزير الثقافة الأسبق الدكتور اللبنانيّ غسّان سلامة، بعنوان: «سبعة تحدّيات تواجه التعليم العالي»: «لن أرهقكم بما تعلمون من ضآلة الموارد العربيّة المخصّصة للبحث العلمي، إذ نجد أنفسنا في أسفل البيانات العالميّة… ويقيني أنَّ أحد المفاتيح هو في إنشاء جامعات بحثيّة يكون البحث العلميّ فيها بأهميّة التعليم نفسه، إن لم يكن أهمّ…». جاء في العدد نفسه من الجريدة، ضمن توصيات «دورة لبنان»، في ما خصّ قرارات المؤتمر العامّ للاتّحاد: «البند 7 – نشاط المجلس العربيّ للدراسات العليا والبحث العلميّ، بما ينطوي عليه من دعم الأبحاث، ودعم الصندوق المموِّل، وحثّ المنظّمات الدوليّة الداعمة، وربط الجهات الداعة بعضها ببعض…؛ البند 20 – جائزة اتّحاد الجامعات العربيّة للباحث العربيّ المتميِّز».
 وجاء في النهار، على لسان دولا كرو سركيس نائبة رئيس جامعة القدّيس يوسف لشؤون البحث العلميّ: «تعمد الدول التي تحتلّ الأسواق العالميّة إلى تشجيع الصناعيّين على الانخراط في منظومة التعليم العالي والبحث العلميّ، بهدف التطوير والابتكار، ممّا يؤدّي إلى صناعة رائدة ذات قدرة تنافسيّة… إنّ التقدّم التكنولوجيّ في مجال الذكاء الاصطناعيّ يؤدّي يوميًّا إلى ولادة عدد كبير من المنتجات والخدمات الجديدة التي ستفرض تحوّلات جذريّة في أنظمة التعليم الجامعيّ ومناهجه، بحيث يكون للبحث العلميّ دور أساسيّ في مواكبة هذا التطوّر».
 صدر تصنيف «كواكاريلي سيموندز» العالميّ لجامعات الدول العربيّة 2019 - (GS Regional Rankings) – وهو تصنيف تقوم به المؤسّسة العالميّة منذ العام 2013 على التوالي. وبمعزلٍ عن ترتيب الجامعات العربيّة وتصنيفها، فثمّة تسعة مؤشِّرات رئيسيّة استخدمت في التصنيف العالميّ، من بينها: عدد الأوراق البحثيّة لكلّ أستاذ – نسبة الاستشهادات في كلّ ورقة بحثيّة – نسبة حاملي الدكتوراه في الهيئة التعليميّة (أي أصحاب البحوث والدراسات المصنَّفة) – نسبة الأساتذة الدوليِّين إلى كلّ هيئة التدريس.
لا ينحصرُ البحثُ العلميّ في العلوم البحتة كالرياضيّات والإحصاء والجبر أو العلوم التطبيقيّة كالفيزياء والكيمياء والجغرافية والطبّ والفلك وغيرها، بل يشمل أيضًا العلوم التي تعالج بيئة الإنسان أدبًا وقانونًا وتاريخًا واجتماعًا وعلمَ نفس وفنونًا شتّى. ولئن كانت الشركات العالميّة العملاقة، في عصرنا وفي الماضي، قادرة على القيام بالبحوث العلميّة القوامها عنصران لا غير: الأدمغة البشريّة والإلكترونيّة والمال، وذلك على سبيل المثال لا الحصر، في ميادين الفلك والآثار والصناعات البتروليّة والأسلحة الفتّاكة وصناعة الأدوية والصناعات الحديثة الثقيلة، والإلكترونيّات، والصناعات الغذائيّة… فالشركات تبقى أمينة على مصالحها الماديّة، وعلى توسيع أسواقها الاستهلاكيّة العالميّة، بغية الإفادة والسيطرة الاقتصاديّة من نتائج الأبحاث والدراسات. ولئن قامت وتقوم الشركات العملاقة بتمويل بعض الأبحاث في ميادين متخصّصة وفي مؤسّسات معيّنة، ألا يخشى، على سبيل التشكيك لا التعميم، أن تكون وراء توجيه بعض البحوث إلى نتائج معيّنة تخدم مصالحها الماديّة والاقتصاديّة، في صناعات الأسلحة أو التبغ أو أدوية بعض الأمراض مثلًا. وليس من حقّ المراقب أن يشكّك في هكذا نتائج بحثيّة مموّلة، في عصر تسيطر عليه الذهنيّة الاستهلاكيّة والتوسّع المادّيّ المعولم. ألا يُجسِّد المثل الفرنسيّ المشهور هذه المعادلة: «Qui donne ordonne».
تبقى الجامعات، بكلِّيّاتها ومعاهدها المتخصِّصة، ومستشفياتها ومراكزها البحثيّة العائدة إليها، مؤتمنةً على رسالة العِلْم والتقدّم والترقّي والتطوّر، وقادرةً على إجراء البحوث العلميّة في مختلف الميادين، بنزاهةٍ وتجرّد وموضوعيّة، بعيدًا عن المنفعة والإفادة، وخدمةً للعِلْم والإنسان والبشريّة.
يتصدّر عدد المشرق للعام 2019، ملفّ خاصّ من مقالَيْن عن البحث العلميّ: الأوّل عن تكوين الباحث؛ والثاني عن الصعوبات التي تواجهه وتأثيرها في مصداقيّة النتائج وموضوعيّتها. والأستاذان الأصيلان المعدّان البحثَيْن يدرّسان كلاهما في الجامعة الوطنيّة، وفي جامعة القدّيس يوسف. إذ نفتتح بهذَيْن المقالَيْن باقةً من المقالات المتخصِّصة في ميادين علميّة وأدبيّة وتاريخيَّة وروحيَّة مختلفة، نكون قد أضأنا شمعةً بحثيَّة صغيرة في ظلام الجهل والتسلّط والسيطرة والتكالب على المادّة، ظلامٍ يحاول كلّ طالب وكلّ باحثٍ عن العلم وعن الحقيقة أن يجلوَه عن عينيه.

محتويات العدد

@
الحركة والسكون منهج نقديّ أدبيّ مُستنبَط من التراث الثقافيّ العربيّ
بقلم د. إبراهيم فضل الله
@
"المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة" أفضل المعاجم اللغويّة المعاصرة؟
بقلم د. إميل بديع يعقوب
@
القدّيس فرنسيس كَسافارْيوس الرسول الهمام الأمين (2)
بقلم د. منى كرم
@
القدّيس فرنسيس كَسافاريوس الرسول الهُمام الأمين (١)
بقلم د. منى كرم
@
مساهمة الحياة الرهبانيّة في العمل المسكونيّ
بقلم الأبّاتي مارون نصر
@
رجل الله الأب الحبيس أليشاع الحردينيّ في الوثائق والمخطوطات
بقلم الأب حنّا إسكندر
@
شعراء العربيّة بلِنجَة في العصر الحديث وانتماءاتهم الفكريّة والعَقَديّة
بقلم د. حسين مَرعشي
@
إسكندر كرباج (1885- 1953)
بقلم د. أندره نصّار
@
إفتتاحيّة: البحث العلميّ حجر الزاوية في تطوّر المجتمعات
بقلم ريمون حرفوش
@
تكوين الطالب الباحث أو قَدْحُ الزَّنْد
بقلم د. جوزف لبُّس
@
الصعوبات التي تواجهُ الباحث الجامعيّ وتأثيرها في مصداقيّة نتائج البحث وموضوعيّتها
بقلم د. محمّد رمّال
@
التمييز الروحيّ الإغناطيّ والتزام المواطنة: توضيحُ دور الإيمان في الخيارات الشخصيّة الوطنيّة والسياسيّة
بقلم الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ
@
قراءة في رسالة البابا فرنسيس حول العائلة: "فرح الحبّ"
بقلم المطران بولس الصيّاح
@
النزعة الإنسانيّة والحداثة اللغويّة في شعر محمود درويش
بقلم د. صبحي البستانيّ
@
العنوان بين الأدب والرسم – قراءة في العنوان ووظيفته (كتاب "لوحات إن حكت – قراءات في لوحات القراءة" لجوزف لبُّس أنموذجًا)
بقلم د. هدى المعدراني
@
الشخصيّات في السرد: دراسة نظريّة
بقلم دورتي نبيل نصر
i

مقالات هذا العدد

تكوين الطالب الباحث أو قَدْحُ الزَّنْد

تكوين الطالب الباحث أو قَدْحُ الزَّنْد

إنّ إدراك معارف جديدة وخَلقَها هي مصدر تطوّر الأفراد والأمم الأساسيّة. بالطبع، يفتحُ البحث بابًا على المجهول، ولكنّه يسمح بمواجهة العالم وبفهمه بدقّة وروحٍ خَلّاقة. ودائمًا نتساءل بشأن ما يؤلّفُ “الامتياز في البحث”، وكيف نطلق عمليّة الابتكار من خلال صِلاتٍ ديناميكيّة وإستراتيجيّة موجودة بين إنتاج المعارف الجديدة، ونقل هذه المعارف، والانحدارات التي تنتج من ذلك في قلب المجتمع. إنّ هذا المقال يبغي، من جهة أولى، تحليل الإجراءات والإستراتيجيّات الأساسيّة لتكوين “رأس المال” الإنسانيّ والثقافيّ والفكريّ لدى الطالب، كما يقترح من جهة ثانية على مؤسّسات التعليم العالي توجيهات يمكنها أن تساهم في تحسين نوعيّة التعليم وفي تغذية أسلوب ممارسته.

الصعوبات التي تواجهُ الباحث الجامعيّ وتأثيرها في مصداقيّة نتائج البحث وموضوعيّتها

إشترِ نسختك الرقميّةنشأت فكرة هذا البحث من الحاجة إلى مساعدة الباحثين الجامعيّين على تعرُّف الصعوبات التي تعترضهم في أثناء إعداد أبحاثهم، والكشف عن مدى تأثير هذه الصعوبات في مصداقيّة النتائج التي تتوصَّل إليها هذه الأبحاث، إيمانًا منّا بالدور الذي يعوَّل على البحث العلميّ في تنمية المجتمع واقتراح الحلول المناسِبة لمشكلاته، ولهذه الغاية تمَّ رصْد الصعوبات التي اعترضت طلّاب الماجستير في جامعة القدّيس يوسف والذين ناقشوا رسائلهم في الفترة الواقعة بين العام 2010 ومنتصف العام 2016، وقد دلّت النتائج على أنّ هناك علاقة وثيقة بين حجم الصعوبات ونوعها وطريقة معالجتها ودرجة المصداقيّة التي تتمتّع بها هذه النتائج، كما لحظت النتائج فروقًا دالَّة في نوع الصعوبات وحجمها تُعزى لمتغيِّر جنس الباحث.

التمييز الروحيّ الإغناطيّ والتزام المواطنة: توضيحُ دور الإيمان في الخيارات الشخصيّة الوطنيّة والسياسيّة

قد لا يتساءلُ المؤمن عمّا إذا كان لإيمانه دورٌ في حياته السياسيّة والوطنيّة، إذ يعلم سلفًا أنّ إيمانَه مصدر وحي في كلّ مجالات حياته. ولكنّه قد يطرح هذا السؤال: كيف يجسِّد هذا الوحي؟ فانطلاقًا من هذا السؤال، يسلّط الكاتب الضوء على خطوط تعليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني العريضة التي توجّه كلَّ تفكيرٍ مسيحيّ في شأن المواطنة. ثمّ، يعرض المبادئ العامّة التي تساعد على إجراء تمييزٍ في موقفٍ مُعاش، مستوحيًا بتلك الخطوط العريضة.

قراءة في رسالة البابا فرنسيس حول العائلة: “فرح الحبّ”

يعالج المقال نموذج الرحّالة الأصليّ في ديوان جمال الصليعيّ (شاعر تونسيّ معاصر) وادي النَّمل، كاشفًا اللغة العربيّإنّ رسالة “فرح الحبّ” هي عِظة في طريقة عيش الحُبّ في العائلة، بهدف العيش في الفرح. ولكي تستطيع العائلةُ ذلك، الكاهن مدعوّ إلى اعتماد مسيرةٍ معها تتلخّص بمراحل أربع: أوّلًا، فَهم عدم راحة العائلة، وثانيًا، تقديم التغذية المطلوبة، في ضوء الكتابات المقدّسة، من أجل محو عدم الراحة، وثالثًا، إيجاد طرق راعويّة جديدة وملائمة، والتأكّد من فعّاليّتها، ورابعًا، قيادة المؤمن نحو التمييز ليفهم بوجهٍ أفضل تكرُّس العائلة ومعنى الحُبّ، ومساعدته في اتّباع ضميره المكوَّن والمنوَّر، يتصرّف بتعاطُفٍ بدلًا من إدانة الآخرين والحكم عليهم.

النزعة الإنسانيّة والحداثة اللغويّة في شعر محمود درويش

من المسلَّم به أنّ شِعر محمود درويش طبعَ تطوّر الشعر العربيّ. وإنّ بعض النقّاد ينسبون شهرتَه إلى القضيّة الفلسطينيّة التي كان يدافع عنها. إلّا أنّ قيمة شعره الجماليّة بعيدة عن أن تكونَ مقتصَرة على تاريخ الأحداث أو على ظروفٍ اجتماعيّة- سياسيّة. وطوال مسيرته، كان على الدوام يبحث عن بلاغةٍ جديدة. كان يسعى لإثبات أنّه يتصدّرُ كلَّ شاعر، باستقلالٍ عن القضيّة الفلسطينيّة. وهكذا، من بين الخصائص التي ميّزت شِعرَه، هناك الإنسانيّة والابتكار في كتابة الشعر.

العنوان بين الأدب والرسم – قراءة في العنوان ووظيفته (كتاب “لوحات إن حكت – قراءات في لوحات القراءة” لجوزف لبُّس أنموذجًا)

تقدّم هذه القراءة دراسة تحليليّة سيميائيّة لعتبات كتاب لوحات إن حكت – قراءات في لوحات القراءة لجوزف لبُّس. وتتضمّن هذه العتبات كلّ ما يُحيط بالنصّ من غلاف وعنوان وإهداء ومقدّمة وصولًا إلى العناوين الداخليّة، لتبيّن هذه الدراسة علاقة هذه العناصر بعضها ببعض أوّلًا، ثمّ علاقتها بالنصّ ثانيًا، وعلاقة الأدب بالرسم ثالثًا، ولتخرج بمحصّلة مَفادُها أنّ عتبات لوحات إن حكت ألّفت مدخلًا لدراسة النصّ، وأثبتت مقولة أنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه، أو أنّ أخبار الدار على باب الدار.

الشخصيّات في السرد: دراسة نظريّة

تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الخياليّة التي عولِجت بواسطة عمليّات النقد التقليديّة والحديثة. وهي تنقسم إلى خمسة أقسام تتطرّق إلى الشخصيّات وأدوارها، بحسب عدّة نقّاد، كما بحسب البُعد الجسديّ والبعد الاجتماعيّ والبعد النفسيّ. كما تجعلنا هذه الدراسة نكتشف صلةً متينة بين عدّة أبعاد تبيّن أنّها على علاقة قويّة فيما بينها.

الحركة والسكون منهج نقديّ أدبيّ مُستنبَط من التراث الثقافيّ العربيّ

تبحث هذه الدراسة في قضايا النقد الأدبيّ، وتفتح بابًا جديدًا في المناهج النقديّة الأدبيّة؛ فلأوّل مرّة في تاريخ الدراسات النقديّة تُقدَّم نظريّة نقديّة أدبيّة تعكس المنهج الحضاريّ العربيّ، وقد وجدنا أنّ جماليّات النصّ الأدبيّ العربيّ تكمن في محاكاة المفردات الحضاريّة العربيّة، وبعد البحث والتمحيص وجدنا أنّ أساس المرتكزات الحضاريّة العربيّة يقوم على البدو (الحراك الدائم) والحضر (الاستقرار الدائم)، والإنسان العربيّ يعيشُ في حياته الحراكَ الدائم بحثًا عن الكلأ والماء، وعندما يجدهما يستقرّ ويثبت، وتاليًا فإنّ نسبة الحراك أكثر بكثير من نسبة الثبات والاستقرار. وهكذا وجدنا هذه المرتكزات الحضاريّة قد انعكست على اللغة العربيّة المرتكزة على الحركة والسكون، وأصبح النصّ الأدبيّ العربيّ يحمل في طيّته قيم الحركة والسكون، ولهذا وجبَ على النقد الأدبيّ أن يبحث في تناسب الحركة والسكون في النصّ كي يظهر مقوّمات الجمال في هذا النصّ، فكلّما تناسبت الحركة مع السكون كان النصّ أقرب إلى الأدبيّة، وقولنا تناسُب الحركة مع السكون في النصّ لا يعني التساوي بينهما.
هكذا وصلنا في ختام دراستنا هذه إلى أنّ الحركة والسكون هما الأساس الأفضل في مقاربة النصوص الأدبيّة العربيّة، لأنّ هذا الأساس هو انعكاس طبيعيّ للحضارة العربيّة القائمة على الحراك والاستقرار.

“المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة” أفضل المعاجم اللغويّة المعاصرة؟

يعالج المقال أهميّة المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، وكتّابه، وتسميته، ومصادره، والرموز الواردة فيه، ومنهجيّته… وأخيرًا حسناته وسلبيّاته. والكاتب يقوم بجولة على مضمون هذا العمل طوال مقاله، بهدف تبيان نقاطه القويّة والضعيفة على مستوياتٍ عدّة. يذكرُ الأخطاء الواردة في بعض المواقع، ويقترح مناهجَ تصحيح أو إصلاح على صلة بتعابير وصور، وحتّى إلغاء بعض الإضافات. أمّا هذه التغييرات فقد تتمّ بهدف أن يحافظ هذا المنجد على أهميّته ويبقى الأفضل بين مُماثِليه.

القدّيس فرنسيس كَسافارْيوس الرسول الهمام الأمين (2)

إشترِ نسختك الرقميّةتحدّثت المؤلّفة في هذا العدد من المقالة المشار إليها، عن مغادرة القدّيس فرنسيس كسافاريوس ليشبونة إلى غوا، وكيفيّة تبشيره سكّان هذه المدينة بالتعاليم المسيحيّة، ثمّ كيفيّة تبشيره بالتعاليم عينها سكّان كاب كومورين، فسكّان بارافير، وكيف أجرى الله على يديه في المناطق الثلاث المتقدّم ذكرها معجزات عظيمة. بعد ذلك وقفت على عودته إلى غوا حيث عَمَدَ إلى تأسيس مدرسة جعلَ مديرَها من أبناء رهبانيّته اليسوعيّة، فعودته إلى بارافير لمساندة مسيحيّيها الذين اضطرّوا إلى الاختباء في المغاور بعد أن اعتدى عليهم قوم الباذج. ثمّ تحدّثت عن تبشيره بالإنجيل سكّان ترافانكور ومليابور وملقّا وأمبوان ومور، وكيف أيّده آنذاك العليّ القدير بأمور خارقة جعلت هؤلاء السكّان يرفعون راية المسيحيّة بوجهٍ أسرع وأقوى. وبعد ذلك تطرّقت المؤلّفة إلى تعرّفه بسيّد يابانيّ ظاهر الأبّهة، قام بعد تنصّره على يديه تنصّرًا صادقًا وقويًّا، بِحَثِّه على السفر إلى اليابان لتبشير اليابانيّين بالإنجيل. ثمّ ورّقت التصميم المومأ إليه: فتحدّثت عن سفره إلى كانغوكسيما، فإلى حصن إكساندونو، فإلى مدينة مياقو، وكيف راح في تلك المناطق يعظ الناس ويبشّرهم بمحبّة صافية وشجاعة نزيهة، وهو لا يرجو إلّا إرضاء السماء وإسعادها.

مساهمة الحياة الرهبانيّة في العمل المسكونيّ

بحسب هذا المقال، يقتضي نجاحُ الحياة المسكونيّة دخولها في المجتمع والحياة الاجتماعيّة، وفي الوقت نفسه تقرّبها من السُلطة الكنسيّة، من دون أن ينتمي إليها الرهبان، إذ إنّهم نذروا الطاعة في كلّ شيء إلّا الخطيئة؛ لقد اختاروا الابتعاد عن ممارسة كلّ سلطة على الآخرين كما على أنفسهم. والكاتب يؤكّد مع ذلك، وبعد بحثٍ طويل، أنّ المؤسّسات المسكونيّة الشرقيّة، وبالتالي الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، هي أكثر من أيّ وقت معنيّة بالعمل المسكونيّ، ما يفترض مساهمة الرهبان في هذا النشاط الذي يُغني الحياةَ الاجتماعيّة.

رجل الله الأب الحبيس أليشاع الحردينيّ في الوثائق والمخطوطات

نخبر باختصار حياةَ الأب أليشاع الحردينيّ: ولادته، وتربيته، والتِحاقه بالدير، ودخوله المنسكة، وأخيرًا وفاته. نعرضُ نشاطَه الاقتصاديّ: إعادة تأهيل المنسكة، والأراضي المحيطة، وشراء حوالى خمسين أرضًا زراعيّة. لم يكن هذا الناسك الخاشع أبًا روحيًّا للقدّيس شربل وحسب، بل كان أبًا روحيًّا للكثير من الرهبان والعلمانيّين. وفي نهاية حياته، نكّل به رؤساؤه، على غرار يسوع المسيح. وبعد عذاباته، وجدَ، في المسيح نفسِه، فرحَ الحياة الأبديّة

شعراء العربيّة بلِنجَة في العصر الحديث وانتماءاتهم الفكريّة والعَقَديّة

قليلًا ما درس الباحثون المعاصرون الأدبَ العربيّ الحديث في إيران، وخاصّةً ما يتعلّق بالأدب في المناطق الحدوديّة بين الأقلّيّات الوطنيّة والمذهبيّة. يحاول هذا المقال الإجابة عن سؤالَين رئيسَين: مَن هم الممثّلون عن الشعر العربيّ الحديث في لِنجة، وما هي انتماءاتُهم الفكريّة والعَقَديّة؟ لذا، يعتمد الكاتب المنهجيّة التاريخيّة، برُجوعه إلى قائمة مصادر غنيّة متخصّصة يذكرها في بداية مقاله، ليعدّد في ما بعد الشعراء المعنيّين وأعمالهم وبعض المقتطفات من قصائدهم.

إسكندر كرباج (1885- 1953)

إنّ إسكندر كرباج، وأصلُه من زحلة في البقاع، عندما كان شابًّا لبنانيًّا طموحًا، هاجرَ إلى البرازيل في العام 1897، في سنّ الثانية عشرة. مارس الاقتصاد في كازا برانكا، ولكنّ هذا لم يردعه عن متابعة دراسته. تعلّمَ العربيّة والبرتغاليّة وصارَ كاتبًا مشهورًا. إنّ شغفَه للكتابة شجّعته على ممارسة مهنة الصحافة. وفي العام 1933، التحق بالعصبة الأندلسيّة التي أسّسَها فريقٌ من الكتّاب والشعراء اللبنانيّين والعرب. كان كاتبًا خصيبًا ترك خلفه مؤلّفاتٍ أدبيّة عربيّة وقصصًا مترجمَة من البرتغاليّة. توفّي إسكندر كرباج في العام 1953 بعد أن كان عاش حياةً مليئة بالنجاح والتضحيات.

i

مقالات هذا العدد

تكوين الطالب الباحث أو قَدْحُ الزَّنْد

تكوين الطالب الباحث أو قَدْحُ الزَّنْد

إنّ إدراك معارف جديدة وخَلقَها هي مصدر تطوّر الأفراد والأمم الأساسيّة. بالطبع، يفتحُ البحث بابًا على المجهول، ولكنّه يسمح بمواجهة العالم وبفهمه بدقّة وروحٍ خَلّاقة. ودائمًا نتساءل بشأن ما يؤلّفُ “الامتياز في البحث”، وكيف نطلق عمليّة الابتكار من خلال صِلاتٍ ديناميكيّة وإستراتيجيّة موجودة بين إنتاج المعارف الجديدة، ونقل هذه المعارف، والانحدارات التي تنتج من ذلك في قلب المجتمع. إنّ هذا المقال يبغي، من جهة أولى، تحليل الإجراءات والإستراتيجيّات الأساسيّة لتكوين “رأس المال” الإنسانيّ والثقافيّ والفكريّ لدى الطالب، كما يقترح من جهة ثانية على مؤسّسات التعليم العالي توجيهات يمكنها أن تساهم في تحسين نوعيّة التعليم وفي تغذية أسلوب ممارسته.

الصعوبات التي تواجهُ الباحث الجامعيّ وتأثيرها في مصداقيّة نتائج البحث وموضوعيّتها

إشترِ نسختك الرقميّةنشأت فكرة هذا البحث من الحاجة إلى مساعدة الباحثين الجامعيّين على تعرُّف الصعوبات التي تعترضهم في أثناء إعداد أبحاثهم، والكشف عن مدى تأثير هذه الصعوبات في مصداقيّة النتائج التي تتوصَّل إليها هذه الأبحاث، إيمانًا منّا بالدور الذي يعوَّل على البحث العلميّ في تنمية المجتمع واقتراح الحلول المناسِبة لمشكلاته، ولهذه الغاية تمَّ رصْد الصعوبات التي اعترضت طلّاب الماجستير في جامعة القدّيس يوسف والذين ناقشوا رسائلهم في الفترة الواقعة بين العام 2010 ومنتصف العام 2016، وقد دلّت النتائج على أنّ هناك علاقة وثيقة بين حجم الصعوبات ونوعها وطريقة معالجتها ودرجة المصداقيّة التي تتمتّع بها هذه النتائج، كما لحظت النتائج فروقًا دالَّة في نوع الصعوبات وحجمها تُعزى لمتغيِّر جنس الباحث.

التمييز الروحيّ الإغناطيّ والتزام المواطنة: توضيحُ دور الإيمان في الخيارات الشخصيّة الوطنيّة والسياسيّة

قد لا يتساءلُ المؤمن عمّا إذا كان لإيمانه دورٌ في حياته السياسيّة والوطنيّة، إذ يعلم سلفًا أنّ إيمانَه مصدر وحي في كلّ مجالات حياته. ولكنّه قد يطرح هذا السؤال: كيف يجسِّد هذا الوحي؟ فانطلاقًا من هذا السؤال، يسلّط الكاتب الضوء على خطوط تعليم المجمع الفاتيكانيّ الثاني العريضة التي توجّه كلَّ تفكيرٍ مسيحيّ في شأن المواطنة. ثمّ، يعرض المبادئ العامّة التي تساعد على إجراء تمييزٍ في موقفٍ مُعاش، مستوحيًا بتلك الخطوط العريضة.

قراءة في رسالة البابا فرنسيس حول العائلة: “فرح الحبّ”

يعالج المقال نموذج الرحّالة الأصليّ في ديوان جمال الصليعيّ (شاعر تونسيّ معاصر) وادي النَّمل، كاشفًا اللغة العربيّإنّ رسالة “فرح الحبّ” هي عِظة في طريقة عيش الحُبّ في العائلة، بهدف العيش في الفرح. ولكي تستطيع العائلةُ ذلك، الكاهن مدعوّ إلى اعتماد مسيرةٍ معها تتلخّص بمراحل أربع: أوّلًا، فَهم عدم راحة العائلة، وثانيًا، تقديم التغذية المطلوبة، في ضوء الكتابات المقدّسة، من أجل محو عدم الراحة، وثالثًا، إيجاد طرق راعويّة جديدة وملائمة، والتأكّد من فعّاليّتها، ورابعًا، قيادة المؤمن نحو التمييز ليفهم بوجهٍ أفضل تكرُّس العائلة ومعنى الحُبّ، ومساعدته في اتّباع ضميره المكوَّن والمنوَّر، يتصرّف بتعاطُفٍ بدلًا من إدانة الآخرين والحكم عليهم.

النزعة الإنسانيّة والحداثة اللغويّة في شعر محمود درويش

من المسلَّم به أنّ شِعر محمود درويش طبعَ تطوّر الشعر العربيّ. وإنّ بعض النقّاد ينسبون شهرتَه إلى القضيّة الفلسطينيّة التي كان يدافع عنها. إلّا أنّ قيمة شعره الجماليّة بعيدة عن أن تكونَ مقتصَرة على تاريخ الأحداث أو على ظروفٍ اجتماعيّة- سياسيّة. وطوال مسيرته، كان على الدوام يبحث عن بلاغةٍ جديدة. كان يسعى لإثبات أنّه يتصدّرُ كلَّ شاعر، باستقلالٍ عن القضيّة الفلسطينيّة. وهكذا، من بين الخصائص التي ميّزت شِعرَه، هناك الإنسانيّة والابتكار في كتابة الشعر.

العنوان بين الأدب والرسم – قراءة في العنوان ووظيفته (كتاب “لوحات إن حكت – قراءات في لوحات القراءة” لجوزف لبُّس أنموذجًا)

تقدّم هذه القراءة دراسة تحليليّة سيميائيّة لعتبات كتاب لوحات إن حكت – قراءات في لوحات القراءة لجوزف لبُّس. وتتضمّن هذه العتبات كلّ ما يُحيط بالنصّ من غلاف وعنوان وإهداء ومقدّمة وصولًا إلى العناوين الداخليّة، لتبيّن هذه الدراسة علاقة هذه العناصر بعضها ببعض أوّلًا، ثمّ علاقتها بالنصّ ثانيًا، وعلاقة الأدب بالرسم ثالثًا، ولتخرج بمحصّلة مَفادُها أنّ عتبات لوحات إن حكت ألّفت مدخلًا لدراسة النصّ، وأثبتت مقولة أنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه، أو أنّ أخبار الدار على باب الدار.

الشخصيّات في السرد: دراسة نظريّة

تنتمي هذه الدراسة إلى الدراسات الخياليّة التي عولِجت بواسطة عمليّات النقد التقليديّة والحديثة. وهي تنقسم إلى خمسة أقسام تتطرّق إلى الشخصيّات وأدوارها، بحسب عدّة نقّاد، كما بحسب البُعد الجسديّ والبعد الاجتماعيّ والبعد النفسيّ. كما تجعلنا هذه الدراسة نكتشف صلةً متينة بين عدّة أبعاد تبيّن أنّها على علاقة قويّة فيما بينها.

الحركة والسكون منهج نقديّ أدبيّ مُستنبَط من التراث الثقافيّ العربيّ

تبحث هذه الدراسة في قضايا النقد الأدبيّ، وتفتح بابًا جديدًا في المناهج النقديّة الأدبيّة؛ فلأوّل مرّة في تاريخ الدراسات النقديّة تُقدَّم نظريّة نقديّة أدبيّة تعكس المنهج الحضاريّ العربيّ، وقد وجدنا أنّ جماليّات النصّ الأدبيّ العربيّ تكمن في محاكاة المفردات الحضاريّة العربيّة، وبعد البحث والتمحيص وجدنا أنّ أساس المرتكزات الحضاريّة العربيّة يقوم على البدو (الحراك الدائم) والحضر (الاستقرار الدائم)، والإنسان العربيّ يعيشُ في حياته الحراكَ الدائم بحثًا عن الكلأ والماء، وعندما يجدهما يستقرّ ويثبت، وتاليًا فإنّ نسبة الحراك أكثر بكثير من نسبة الثبات والاستقرار. وهكذا وجدنا هذه المرتكزات الحضاريّة قد انعكست على اللغة العربيّة المرتكزة على الحركة والسكون، وأصبح النصّ الأدبيّ العربيّ يحمل في طيّته قيم الحركة والسكون، ولهذا وجبَ على النقد الأدبيّ أن يبحث في تناسب الحركة والسكون في النصّ كي يظهر مقوّمات الجمال في هذا النصّ، فكلّما تناسبت الحركة مع السكون كان النصّ أقرب إلى الأدبيّة، وقولنا تناسُب الحركة مع السكون في النصّ لا يعني التساوي بينهما.
هكذا وصلنا في ختام دراستنا هذه إلى أنّ الحركة والسكون هما الأساس الأفضل في مقاربة النصوص الأدبيّة العربيّة، لأنّ هذا الأساس هو انعكاس طبيعيّ للحضارة العربيّة القائمة على الحراك والاستقرار.

“المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة” أفضل المعاجم اللغويّة المعاصرة؟

يعالج المقال أهميّة المنجد في اللغة العربيّة المعاصرة، وكتّابه، وتسميته، ومصادره، والرموز الواردة فيه، ومنهجيّته… وأخيرًا حسناته وسلبيّاته. والكاتب يقوم بجولة على مضمون هذا العمل طوال مقاله، بهدف تبيان نقاطه القويّة والضعيفة على مستوياتٍ عدّة. يذكرُ الأخطاء الواردة في بعض المواقع، ويقترح مناهجَ تصحيح أو إصلاح على صلة بتعابير وصور، وحتّى إلغاء بعض الإضافات. أمّا هذه التغييرات فقد تتمّ بهدف أن يحافظ هذا المنجد على أهميّته ويبقى الأفضل بين مُماثِليه.

القدّيس فرنسيس كَسافارْيوس الرسول الهمام الأمين (2)

إشترِ نسختك الرقميّةتحدّثت المؤلّفة في هذا العدد من المقالة المشار إليها، عن مغادرة القدّيس فرنسيس كسافاريوس ليشبونة إلى غوا، وكيفيّة تبشيره سكّان هذه المدينة بالتعاليم المسيحيّة، ثمّ كيفيّة تبشيره بالتعاليم عينها سكّان كاب كومورين، فسكّان بارافير، وكيف أجرى الله على يديه في المناطق الثلاث المتقدّم ذكرها معجزات عظيمة. بعد ذلك وقفت على عودته إلى غوا حيث عَمَدَ إلى تأسيس مدرسة جعلَ مديرَها من أبناء رهبانيّته اليسوعيّة، فعودته إلى بارافير لمساندة مسيحيّيها الذين اضطرّوا إلى الاختباء في المغاور بعد أن اعتدى عليهم قوم الباذج. ثمّ تحدّثت عن تبشيره بالإنجيل سكّان ترافانكور ومليابور وملقّا وأمبوان ومور، وكيف أيّده آنذاك العليّ القدير بأمور خارقة جعلت هؤلاء السكّان يرفعون راية المسيحيّة بوجهٍ أسرع وأقوى. وبعد ذلك تطرّقت المؤلّفة إلى تعرّفه بسيّد يابانيّ ظاهر الأبّهة، قام بعد تنصّره على يديه تنصّرًا صادقًا وقويًّا، بِحَثِّه على السفر إلى اليابان لتبشير اليابانيّين بالإنجيل. ثمّ ورّقت التصميم المومأ إليه: فتحدّثت عن سفره إلى كانغوكسيما، فإلى حصن إكساندونو، فإلى مدينة مياقو، وكيف راح في تلك المناطق يعظ الناس ويبشّرهم بمحبّة صافية وشجاعة نزيهة، وهو لا يرجو إلّا إرضاء السماء وإسعادها.

مساهمة الحياة الرهبانيّة في العمل المسكونيّ

بحسب هذا المقال، يقتضي نجاحُ الحياة المسكونيّة دخولها في المجتمع والحياة الاجتماعيّة، وفي الوقت نفسه تقرّبها من السُلطة الكنسيّة، من دون أن ينتمي إليها الرهبان، إذ إنّهم نذروا الطاعة في كلّ شيء إلّا الخطيئة؛ لقد اختاروا الابتعاد عن ممارسة كلّ سلطة على الآخرين كما على أنفسهم. والكاتب يؤكّد مع ذلك، وبعد بحثٍ طويل، أنّ المؤسّسات المسكونيّة الشرقيّة، وبالتالي الكنائس الكاثوليكيّة الشرقيّة، هي أكثر من أيّ وقت معنيّة بالعمل المسكونيّ، ما يفترض مساهمة الرهبان في هذا النشاط الذي يُغني الحياةَ الاجتماعيّة.

رجل الله الأب الحبيس أليشاع الحردينيّ في الوثائق والمخطوطات

نخبر باختصار حياةَ الأب أليشاع الحردينيّ: ولادته، وتربيته، والتِحاقه بالدير، ودخوله المنسكة، وأخيرًا وفاته. نعرضُ نشاطَه الاقتصاديّ: إعادة تأهيل المنسكة، والأراضي المحيطة، وشراء حوالى خمسين أرضًا زراعيّة. لم يكن هذا الناسك الخاشع أبًا روحيًّا للقدّيس شربل وحسب، بل كان أبًا روحيًّا للكثير من الرهبان والعلمانيّين. وفي نهاية حياته، نكّل به رؤساؤه، على غرار يسوع المسيح. وبعد عذاباته، وجدَ، في المسيح نفسِه، فرحَ الحياة الأبديّة

شعراء العربيّة بلِنجَة في العصر الحديث وانتماءاتهم الفكريّة والعَقَديّة

قليلًا ما درس الباحثون المعاصرون الأدبَ العربيّ الحديث في إيران، وخاصّةً ما يتعلّق بالأدب في المناطق الحدوديّة بين الأقلّيّات الوطنيّة والمذهبيّة. يحاول هذا المقال الإجابة عن سؤالَين رئيسَين: مَن هم الممثّلون عن الشعر العربيّ الحديث في لِنجة، وما هي انتماءاتُهم الفكريّة والعَقَديّة؟ لذا، يعتمد الكاتب المنهجيّة التاريخيّة، برُجوعه إلى قائمة مصادر غنيّة متخصّصة يذكرها في بداية مقاله، ليعدّد في ما بعد الشعراء المعنيّين وأعمالهم وبعض المقتطفات من قصائدهم.

إسكندر كرباج (1885- 1953)

إنّ إسكندر كرباج، وأصلُه من زحلة في البقاع، عندما كان شابًّا لبنانيًّا طموحًا، هاجرَ إلى البرازيل في العام 1897، في سنّ الثانية عشرة. مارس الاقتصاد في كازا برانكا، ولكنّ هذا لم يردعه عن متابعة دراسته. تعلّمَ العربيّة والبرتغاليّة وصارَ كاتبًا مشهورًا. إنّ شغفَه للكتابة شجّعته على ممارسة مهنة الصحافة. وفي العام 1933، التحق بالعصبة الأندلسيّة التي أسّسَها فريقٌ من الكتّاب والشعراء اللبنانيّين والعرب. كان كاتبًا خصيبًا ترك خلفه مؤلّفاتٍ أدبيّة عربيّة وقصصًا مترجمَة من البرتغاليّة. توفّي إسكندر كرباج في العام 1953 بعد أن كان عاش حياةً مليئة بالنجاح والتضحيات.

Share This