السنة ٩٥

الجزء الثاني

السنة الخامسة والتسعون | الجزء الثاني | تموز – كانون الأول ٢٠٢١

اُطلب نسختك الورقيّة

إشترِ نسختك الرقميّة

افتتـاحيّــة العدد

اقرأ الافتتاحيّة كاملةً

رسالة «كلّنا إخوة»: أسئلة حسّاسة عن «الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة»

رسالة البابا فرنسيس الثّالثة: «كلّنا إخوة» بعد «نور الإيمان» (2013) و«ليكن ممجّدًا» (2015) تقليديّة في نهجها، ولكنّها تطرح أكثر من قضيّة على صعيد مضمونها وأهدافها. عندما صدرت في شهر أكتوبر الفائت رأى فيها البعض رجعَ صدى لوثيقة أبو ظبي (2019) في «الأخوّة البشريّة» التي وقّعها شيخ الأزهر أحمد الطيّب إلى جانب البابا فرنسيس. إنّها تعالج موضوعًا مفضّلًا لدى الحبر الأعظم، إذ يعتبرها البعض رسالة تتضمّن فكرًا ناضجًا، وقد أراد قداسته أن يعلنها في مدينة أسيزي الإيطاليّة التي يرمز إليها القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، وكذلك اجتماعات الصّلاة المشتركة بين ممثّلي الأديان جميعًا، بروحيّة الأخوّة من أجل الوحدة والعدالة والسّلام.

من مضمون الرسالة، نستخرج بعض الأفكار الأساسيّة التي تشدّد على «القدرة في أن نكون إخوة»، وأنّ الشّعور الفعليّ بالأخوّة هو ضروريّ من أجل بناء مجتمع أكثر عدلًا، وأنّه من شأن «الأخوّة أن تنتصر على المنافسة والحذر من الآخر». يعود قداسة البابا إلى بعض أفكاره التي أوردها في رسالته «نور الإيمان» حيث ينتقد العقيدة النّيوليبراليّة، وهي ناجمة عن «فكر فقير يجترّ ذاته» وكذلك «المضاربات الماليّة التي تهدف إلى الرّبح السّريع»، مشيرًا إلى أنّ ضعف الأنظمة العالميّة تجاه الوباء ومضاعفاته، لا يقدر نظام السّوق الحاليّ على أن يجد له حلًّا؛ فالاقتصاد العالميّ يفرّق بين النّاس؛ أغنياء وفقراء، وعليه هو أن يمنعهم من أن يكونوا إخوة. فالوحدة المؤسّسة في كلمة الله، هي التي تجمع وتعالج وتشفي على نموذج السّامريّ الصّالح الذي فعل المستحيل لإنقاذ الغريب حتّى ولو كان من ملّةٍ أخرى.

لا يتردّد الحبر الأعظم في رسم فضح عالمٍ تسوده الأنانيّة والوحشيّة، ولذلك فهو يرفع راية المودّة واللّقاء، والصّداقة الاجتماعيّة لا بل المجتمعيّة أداة يتغلّب فيها النّاس، بفضل روح المودّة واللّقاء، على القساوة المجّانيّة. ولا شكّ في أنّ الفصل الثّامن والأخير «الأديان في خدمة البشريّة في العالم» يبدو كأنّه إعادة قراءة لوثيقة أبو ظبي، فيشدّد مذكّرًا أنّ رسالة الأديان هي في الأصل دعوة إلى السّلام وإلى لا إمكانيّة الدّعوة إلى العنف النّفسيّ والجسديّ المؤذي للإنسان والمميت للرّوح. ويدعو البابا المسيحيّين إلى أن يكونوا بوحدتهم قدوة لتآخي ووحدة المنتمين إلى الأديان. وهذه الدّعوة هي ملحّة اليوم قبل أيّ وقت، إلى هذه الأخوّة المتأصّلة في الإيمان العالميّ لحقوق الإنسان وواجباته.

الحبر الأعظم يرفع «الصّداقة الاجتماعيّة» إلى مرتبة الأصل والأساس، لأنّ هذه الصّداقة هي المنتجةُ الحقّ للأخوّة بين البشر، فهي تفتح نوافذ النّاس وأبوابها، بعضها على البعض الآخر. والصّداقة الاجتماعيّة هي التي توصل النّاس إلى المحبّة، والحبّ الذي يصنع شعبًا ويوحّده على امتداد الأرض وتاريخها.

ينتقد البعض الرّسالة لأنّها ذات «نفس رومنطيقيّ»، إذ إنّ الفوارق والعنف المتأصّل في النّفوس هما الأقوى، ويستدعيان نظامًا، ودولة تعاقب وتجازي وتفرض على النّاس المواطنيّة. ويستطرد البعض فيقول: إنّ الرسالة تتحدّث عن الغريب الذي يأتي دارك كضيف مميّز، إلّا أنّ هذا الضّيف يتحوّل إلى مستبدّ يريد أن يفرض قواعده وتقاليده على صاحب الدّار.

لربّما كان النّقد صادقًا، فهو يصبّ في هذه الرّسالة الأبويّة، للتّفكير في كلّ الأمور التي تمنع الانقسام على الذّات البشريّة، والتّفكير في المسائل التي من شأنها التّقريب بين النّاس والتّضامن بينهم، واعتماد الحوار الصّريح، طريقًا إلى الوحدة، وإلى إمكانيّة أن يقول الإنسان للآخر «أنت أخي».

الرّسالة وصلت، وكأنّها دعوة نبويّة تنقلنا من مكان إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى، حالة الانقسام والتّشرذم إلى حالة الصّفاء والانفتاح. دعوة الغنيّ والفقير لتغيير النّظرة إلى الآخر وللمسيحيّين وأتباع الدّيانات إلى حوار الإخوة لا إلى التّنافس من أجل التَّسلُّط، وكذلك تغيير الفعل من إرادة البقاء إلى الرّغبة في صون العلاقة وحفظها.

وتبقى الأخوّة هي الأساس لكلّ حياة مواطنيّة، ولكلّ نظام يقوم على مبدأ حقوق الإنسان وواجباته، وعليه فهي تستدعي الدّولة القويّة القادرة على تحقيق التزامات الأخوّة في جوّ من العدالة والمساواة، وتداول السّلطة بوجهٍ ديموقراطيّ.

افتتـاحيّــة العدد

اقرأ الافتتاحيّة كاملةً

رسالة «كلّنا إخوة»: أسئلة حسّاسة عن «الأخوّة والصّداقة الاجتماعيّة»

رسالة البابا فرنسيس الثّالثة: «كلّنا إخوة» بعد «نور الإيمان» (2013) و«ليكن ممجّدًا» (2015) تقليديّة في نهجها، ولكنّها تطرح أكثر من قضيّة على صعيد مضمونها وأهدافها. عندما صدرت في شهر أكتوبر الفائت رأى فيها البعض رجعَ صدى لوثيقة أبو ظبي (2019) في «الأخوّة البشريّة» التي وقّعها شيخ الأزهر أحمد الطيّب إلى جانب البابا فرنسيس. إنّها تعالج موضوعًا مفضّلًا لدى الحبر الأعظم، إذ يعتبرها البعض رسالة تتضمّن فكرًا ناضجًا، وقد أراد قداسته أن يعلنها في مدينة أسيزي الإيطاليّة التي يرمز إليها القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، وكذلك اجتماعات الصّلاة المشتركة بين ممثّلي الأديان جميعًا، بروحيّة الأخوّة من أجل الوحدة والعدالة والسّلام.

من مضمون الرسالة، نستخرج بعض الأفكار الأساسيّة التي تشدّد على «القدرة في أن نكون إخوة»، وأنّ الشّعور الفعليّ بالأخوّة هو ضروريّ من أجل بناء مجتمع أكثر عدلًا، وأنّه من شأن «الأخوّة أن تنتصر على المنافسة والحذر من الآخر». يعود قداسة البابا إلى بعض أفكاره التي أوردها في رسالته «نور الإيمان» حيث ينتقد العقيدة النّيوليبراليّة، وهي ناجمة عن «فكر فقير يجترّ ذاته» وكذلك «المضاربات الماليّة التي تهدف إلى الرّبح السّريع»، مشيرًا إلى أنّ ضعف الأنظمة العالميّة تجاه الوباء ومضاعفاته، لا يقدر نظام السّوق الحاليّ على أن يجد له حلًّا؛ فالاقتصاد العالميّ يفرّق بين النّاس؛ أغنياء وفقراء، وعليه هو أن يمنعهم من أن يكونوا إخوة. فالوحدة المؤسّسة في كلمة الله، هي التي تجمع وتعالج وتشفي على نموذج السّامريّ الصّالح الذي فعل المستحيل لإنقاذ الغريب حتّى ولو كان من ملّةٍ أخرى.

لا يتردّد الحبر الأعظم في رسم فضح عالمٍ تسوده الأنانيّة والوحشيّة، ولذلك فهو يرفع راية المودّة واللّقاء، والصّداقة الاجتماعيّة لا بل المجتمعيّة أداة يتغلّب فيها النّاس، بفضل روح المودّة واللّقاء، على القساوة المجّانيّة. ولا شكّ في أنّ الفصل الثّامن والأخير «الأديان في خدمة البشريّة في العالم» يبدو كأنّه إعادة قراءة لوثيقة أبو ظبي، فيشدّد مذكّرًا أنّ رسالة الأديان هي في الأصل دعوة إلى السّلام وإلى لا إمكانيّة الدّعوة إلى العنف النّفسيّ والجسديّ المؤذي للإنسان والمميت للرّوح. ويدعو البابا المسيحيّين إلى أن يكونوا بوحدتهم قدوة لتآخي ووحدة المنتمين إلى الأديان. وهذه الدّعوة هي ملحّة اليوم قبل أيّ وقت، إلى هذه الأخوّة المتأصّلة في الإيمان العالميّ لحقوق الإنسان وواجباته.

الحبر الأعظم يرفع «الصّداقة الاجتماعيّة» إلى مرتبة الأصل والأساس، لأنّ هذه الصّداقة هي المنتجةُ الحقّ للأخوّة بين البشر، فهي تفتح نوافذ النّاس وأبوابها، بعضها على البعض الآخر. والصّداقة الاجتماعيّة هي التي توصل النّاس إلى المحبّة، والحبّ الذي يصنع شعبًا ويوحّده على امتداد الأرض وتاريخها.

ينتقد البعض الرّسالة لأنّها ذات «نفس رومنطيقيّ»، إذ إنّ الفوارق والعنف المتأصّل في النّفوس هما الأقوى، ويستدعيان نظامًا، ودولة تعاقب وتجازي وتفرض على النّاس المواطنيّة. ويستطرد البعض فيقول: إنّ الرسالة تتحدّث عن الغريب الذي يأتي دارك كضيف مميّز، إلّا أنّ هذا الضّيف يتحوّل إلى مستبدّ يريد أن يفرض قواعده وتقاليده على صاحب الدّار.

لربّما كان النّقد صادقًا، فهو يصبّ في هذه الرّسالة الأبويّة، للتّفكير في كلّ الأمور التي تمنع الانقسام على الذّات البشريّة، والتّفكير في المسائل التي من شأنها التّقريب بين النّاس والتّضامن بينهم، واعتماد الحوار الصّريح، طريقًا إلى الوحدة، وإلى إمكانيّة أن يقول الإنسان للآخر «أنت أخي».

الرّسالة وصلت، وكأنّها دعوة نبويّة تنقلنا من مكان إلى آخر، ومن حالة إلى أخرى، حالة الانقسام والتّشرذم إلى حالة الصّفاء والانفتاح. دعوة الغنيّ والفقير لتغيير النّظرة إلى الآخر وللمسيحيّين وأتباع الدّيانات إلى حوار الإخوة لا إلى التّنافس من أجل التَّسلُّط، وكذلك تغيير الفعل من إرادة البقاء إلى الرّغبة في صون العلاقة وحفظها.

وتبقى الأخوّة هي الأساس لكلّ حياة مواطنيّة، ولكلّ نظام يقوم على مبدأ حقوق الإنسان وواجباته، وعليه فهي تستدعي الدّولة القويّة القادرة على تحقيق التزامات الأخوّة في جوّ من العدالة والمساواة، وتداول السّلطة بوجهٍ ديموقراطيّ.

محتويات العدد

i

مقالات هذا العدد

الدّور السّياسيّ للمكوّن الشّيعيّ في لبنان بعد اتّفاق الطّائف

إنّ دور المكوّن الشّيعيّ في لبنان لم يكن يمثّل هذه الأهميّة التي يحتلّها اليوم، وبات الاهتمام بهذا الدّور آخذًا بالازدياد والتّوسّع طوال الحرب في لبنان، وما نتج عنها من تضخّمٍ لدور الميليشيات من جهة، ولاحتلال الجنوب اللّبنانيّ من قبل الجيش الإسرائيليّ من جهةٍ ثانية، الأمر الذي أدّى إلى بروز دورٍ جديدٍ لـ «حركة أمل» في العديد من المحطّات العسكريّة للحرب اللّبنانيّة، وإلى انبثاق المقاومة الإسلاميّة التي قادها «حزب الله» لتحرير الجنوب.

لقد مرّ الواقع الشّيعيّ منذ الاستقلال بمحطّاتٍ عديدةٍ كان أبرزها: مجيء الإمام السّيّد موسى الصّدر إلى لبنان، ومن ثمّ تأسيسه «المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى» بغية أن يتولّى شؤون الطّائفة، حتّى عام ١٩٧٤، عندما أعلن الإمام السّيّد موسى الصّدر عن ولادة حركة المحرومين. ثمّ في ٢١-١-١٩٧٥، عندما أعلن عن ولادة «أفواج المقاومة اللّبنانيّة» (أمل)، لتنتقل بعدها إلى الرّسالة المفتوحة التي نشرها «حزب الله» في ١٦ شباط ١٩٨٥، والتي كشفت رسميًّا عن وجود «حزب الله»، وإلى ما بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللّبنانيّة في ٢٤-٥-٢٠٠٠، وامتداد نفوذ «حزب الله» إلى قلب السّلطة اللّبنانيّة، وخصوصًا بعد انسحاب الجيش السّوريّ من لبنان في ٢٦-٤-٢٠٠٥، وحرب تمّوز ٢٠٠٦، وأحداث أيّار ٢٠٠٨، والمشاركة في الحرب السّوريّة ابتداءً من عام ٢٠١١. أصبح «حزب الله»، من حيث الواقع الفعليّ، لاعبًا أساسيًّا يتحكّم بالدّولة اللّبنانيّة، حيث يَعتبر «حزبُ الله» التزامه بولاية الفقيه حلقةً أساسيّةً في التزامه بمشروعه السّياسيّ، وهي تبعيّة سياسيّة ودينيّة معلنة للسّلطة التي تتركّز اليوم في إيران. فـ «الشّيعيّة السّياسيّة» هي سمة زماننا الحاضر منذ العام ٢٠٠٥ حتّى اليوم.

تدريجيًّا، سيطر «حزب الله» على الطّائفة الشّيعيّة اللّبنانيّة، محاصرًا أيّ استقلالٍ شيعيٍّ عنه، باستثناء «حركة أمل». ولكن على الرّغم من الكلام عن الثّنائيّة الشّيعيّة («حزب الله» و«حركة أمل»)، فقد كانت الحركة تعمل وفق ديناميكيّةٍ سياسيّةٍ مختلفةٍ عن الحزب، ضمن إطار الدّولة اللّبنانيّة. هذه الثّنائيّة كانت ترجمةً لهيمنة إيران على مفاصل النّظام السّوريّ، على الرّغم من الكلام على التّحالف بين البلدين. بمعنى آخر، فإنّ حلف الضّرورة بين الحزب والحركة هو نسخة مصغّرة لذلك الحلف بين إيران وسوريا.

وقد أضحى الصّراع بعد الطّائف بين فريق يطالب بالانتماء إلى الدّولة اللّبنانيّة أوّلًا، حيث يصطفّ قسم من المسيحيّين وشريحة كبيرة من المسلمين السّنّة، وبين فريقٍ يحمل هويّةً إسلاميّةً «شيعيّة» يتطلّع أصحابها إلى إيران، وينفّذون مشاريعها في لبنان والمنطقة على حساب انتمائهم إلى الدّولة اللّبنانيّة. وفي الوقت ذاته، تدعو تيّارات إسلاميّة سنّيّة متشدّدة إلى أصوليّة ترفض «الآخر» وتدعو لاستئصاله، حتّى وإن كان الآخر هو المسلم اللّيبراليّ. واللّافت أنّه بعد الخروج السّوريّ من لبنان عام ٢٠٠٥، بات مسار الشّيعة في لبنان يحمل أسئلة كثيرة؛ هل قوّتهم باتت مشكلة لهم وللآخرين، وتهديدًا لباقي الطّوائف، وللدّولة اللّبنانيّة التي تتميّز بخصوصيّةٍ سياسيّةٍ وطائفيّة؟ وكيف يبرّر «حزب الله» هذا الارتباط الذي يفرض تبعيّةً سياسيّةً لمرجعيّةٍ خارج حدود «الوطن» اللّبنانيّ، وعمله في السّاحة اللّبنانيّة؟ فهل ستتمكّن الطّائفة الشّيعيّة من تجنيب لبنان هذه الكارثة، فتعود إلى الكيان اللّبنانيّ؟ أم سنشهد تحوّلًا في البيئة الشّيعيّة؟ وهل ستنطلق شرارة الاحتقان من البيئة الشّيعيّة المعسكرة، أي هل نشهد «حرب أخوة جديدة»؟ وهل يشهد المستقبل تمدُّدًا لحركة «أمل» الشِّيعيَّة على حساب حزب الله المنهَك عسكريًّا في سوريا وشعبيًّا في لبنان، بل وفي الوطن العربيّ كلّه؟ أم سنشهد ظهورًا لحركاتٍ سياسيّةٍ جديدةٍ في البيئة الشّيعيّة؟ 

 

Le rôle politique de la communauté chiite au Liban après l’accord de Taëf 

Le rôle politique des chiites au Liban n’avait pas l’importance qu’il a aujourd’hui. Cependant, ce rôle s’est développé surtout pendant la guerre du Liban avec l’occupation du sud du Liban par Israël, ce qui a abouti à l’émergence du «mouvement Amal» et de la résistance islamique dirigée par le «Hezbollah». Puis, après le retrait des israéliens des territoires libanais le 24-05-2000, l’influence du «Hezbollah» au cœur de la politique libanaise s’est accrue surtout après les évènements suivants; le retrait de l’armée syrienne du Liban le 26-04-2005, la guerre de juillet 2006, les événements de mai 2008, et la participation à la guerre syrienne (à partir de 2011). Ainsi, le Hezbollah est devenu l’un des acteurs majeurs de la politique Libanaise. Toutefois, notons que le Hezbollah considère son engagement avec l’Iran (Wilayat al-Faqih) comme maillon fondamental de son engagement dans son projet politique. Mais n’oublions pas que le «chiisme politique» est l’une des composantes de la vie politique actuelle (depuis 2005 à nos jours). m

Ainsi, aujourd’hui le Hezbollah contrôle la communauté chiite libanaise. Il s’oppose aux autres petits courants politiques chiites, à l’exception du mouvement Amal. Toutefois, malgré le discours sur l’alliance politique chiite («Hezbollah» et «Mouvement Amal»), le mouvement Amal fonctionne selon une dynamique politique différente et indépendante du Hezbollah dans le cadre de l’État libanais. Cette alliance de nécessité entre le Hezbollah et le mouvement Amal est une réflexion de l’alliance entre l’Iran et la Syrie.m 

Sur la scène politique libanaise, le conflit politique est matérialisé après l’accord de Taëf, d’une part entre un groupe qui déclare son appartenance à l’État libanais, ce groupe étant composé surtout par une partie des chrétiens et une grande partie de musulmans sunnites, et d’autre part un groupe composé des musulmans portant une identité islamique «chiite» qui met en œuvre l’intérêt de l’Iran aux dépens des intérêts de l’État libanais.m 

La stratégie politique des partis politiques chiites au Liban soulève de nombreuses questions depuis la sortie de l’armée syrienne du Liban en 2005, surtout en ce qui concerne le «Hezbollah». Leur force est-elle devenue un problème pour eux et pour les autres? Est-ce qu’ils représentent une menace pour le reste des communautés et pour l’État libanais qui se caractérise par son système politique sectaire? Comment le Hezbollah justifie-t-il ce lien fondamental avec l’Iran d’une part et son appartenance au Liban d’autre part? La communauté chiite pourra-t-elle épargner au Liban ce désastre en se concentrant uniquement sur l’appartenance au Liban? Ou bien allons-nous assister à un changement dans l’environnement chiite? Est-ce que l’étincelle de tension jaillira dans l’environnement chiite militarisé, c’est-à-dire assisterons-nous à une nouvelle «guerre fraternelle»? L’avenir verra-t-il une expansion du mouvement chiite «Amal» aux dépens du Hezbollah, épuisé militairement en Syrie et populaire au Liban, et même dans tout le monde arabe? Ou bien allons-nous assister à l’émergence de nouveaux mouvements politiques dans l’environnement chiite? m

[1] حائزة على دكتوراه دولة في العلوم السّياسيّة من الجامعة اللّبنانيّة. كاتبة وباحثة في الشّؤون السّياسيّة، صدر لها كتاب: دور السُّنّة في لبنان بعد اتّفاق الطّائف.

السّلطة الأبويّة وأفق التّغيير في الحياة الدّراسيّة في العالم العربيّ

لا يشكّل هذا الموضوع مادّة دراسيّة فقط، بل إنّه قضيّة بحدّ ذاتها، إذ إنّ التّربية، بوجه الإجمال في العالم العربيّ، تسلّط الضّوء على شخصيّة المربّي، ودوره وإمكانيّاته العلميّة والأدبيّة والاجتماعيّة، وبالتّوازي تُعطي الأهميّة إلى المؤسّسة الترّبويّة كالمدرسة والجامعة والأسرة، وما تمثّله من خلفيّات ومواقف وتقاليد ومبادئ دينيّة وعائليّة واجتماعيّة على مختلف توجّهاتها. هذه الرّؤية للمؤسّسة التّربويّة تصطدم إلى حدٍّ ما بالنّظريّات الحديثة التي ترى في المربّي والمتلقّي (أي التّلميذ والطّالب) المحورَ الأساسيّ للتّربية، منطلقةً من وضعيّة هذا الأخير، وقدراته وإمكانيّاته، وحتّى طموحاته. هذا وتسعى المؤسّسة التّربويّة أمام أفواج التّلامذة الكثيرة العدد، إلى الحدّ من حرمان الأكثريّة من المعارف، وإلى إعطائها ولو الحدّ الأدنى منها، والطّريق الأسهل للوصول إلى هذه الغاية هي في اعتماد الوسائل التّعليميّة التّقليديّة المطبّقة منذ زمن بعيد، كالتّلقين والحفظ غيبًا والتّقليد، في حين أنّ التّربية تعتمد اليوم – من منظور الحداثة – التّحليل والمراقبة والنّقد والتّوليف وغيرها، لتنمية قدرات المتلقّي وتثميرها وترجمتها في المهارات والكفاءات المتنوّعة، والحلّ لا يكون فقط في الاعتماد على الأقليّة والنّخبويّة كسمة من سمات نجاح المؤسّسة التّعليميّة، وليس كذلك في فرض اللّغة العربيّة كلغة تعليم أحاديّة، بل في تنوير الذّهنيّات، والعمل على الترّكيز على شخصيّة التّلميذ الفاعل، والمحقّق لذاته، واعتماد الوسائل التّربويّة التي تحرّك ذكاءه. كلّ ذلك يتطلّب إصلاحًا للمناهج على صعيد الأدوات والمحتوى.

L’autorité patriarcale et les horizons du changement dans la vie scolaire au monde arabe

Ce sujet que traite l’étude ne représente pas seulement une matière de recherche comme d’autres sujets mais un problème de taille au niveau du monde arabe. m

L’autorité patriarcale n’est pas représentée seulement par le chef de famille et par le père, mais par l’éducateur lui-même, son rôle, son statut scientifique et social. L’institution scolaire elle-même joue le rôle de l’autorité patriarcale dans la mesure où elle défend les principes, les traditions, les règlements moraux et religieux transmis de génération en génération. m

Devant la massification de l’enseignement et le nombre très important d’apprenants, l’école cherche à limiter le degré de privation  de savoirs pour beaucoup; de plus, elle utilise les outils pédagogiques les plus classiques comme les cours magistraux, le mémorisation et l’endocrinement, au moment où l’éducation, même classique, met l’accent sur l’analyse, la compréhension, la critique et le jugement personnel dans le but de former une personnalité libre et créatrice. Dans ce sens, le changement des mentalités et la réforme des programmes, la généralisation d’outils pédagogiques qui sollicitent l’intelligence de l’apprenant surtout à travers l’outil informatique, sont plus que nécessaires. m

[1] رئيس جامعة القدّيس يوسف، ورئيس تحرير مجلّة المشرق.

الأخلاق في آداب المتصوّفة – دراسة في مفاهيم الحال والمقام والتّلوين والتّمكين

تمّت الإحالة في عدد من النّصوص الصّوفيّة إلى مفردة مثيرة لجهة اتّصالها بالمجال الأخلاقيّ، والطّبيعة الثّابتة التي تتّصف بها الفضائل الأخلاقيّة. في الحديث عن معنى «المقام» و«الحال» واختلاف طبيعة كلّ منهما من حيث الثّبات وعدمه في سير السّالك إلى الله، أشير إلى مفردة «التّلوّنات» أو «التّلوين» أو «التّمكين» أو «التّمكين في التّلوين»، فبينما يعكس «الحال» تلوّنًا جلاليًّا يرد على قلب المريد من غير تعمّد ولا اكتساب، نجد في الجهة المقابلة أنّ «المقام» يمنح تمكينًا في التّلوين يحصل عبر مُنازلة الآداب والتّخلّق بها، ولا يتأتّى إلّا بالموهبة النّاتجة عن التّدريج.

في ثلاثيّته الجنسانيّة، يشير فوكو إلى مكوّنات أربعة للمفهوم الأخلاقيّ سواء في الإبستيمة اليونانيّة أو المسيحيّة أو الحداثيّة: الباعث، ومصدر الإلزام، والوسيلة، والمقصد أو الغاية. هذه المكوّنات الأربعة تجسّد الطّبيعة الثّابتة وغير المتغيّرة للمفهوم الأخلاقيّ. بعبارة أخرى، لا يمكن إلحاق فضيلة أو رذيلة ما بالمجال الأخلاقيّ، إلّا إذا كانت ذات طبيعة ثابتة، يمكن تحقّق مكوّناتها الأربعة.

تتناول هذه الورقة مفهومَي المقام والحال في الأدب الصّوفيّ، وعلاقتهما بمسألة التّلوّنات، وصلة ذلك بالمفهوم الأخلاقيّ الثّابت، وطبيعة الفضيلة الأخلاقيّة التي تنتج عن كلٍّ من المقام والحال، وفحص المكوّنات الأخلاقيّة الأربعة التي أحال عليها فوكو في دراسته للإبستيمة الأخلاقيّة اليونانيّة.

الكلمات المفتاحيّة: المقام – الحال – الفناء – البقاء – الكائن – البائن – الفضيلة – معالجة الأخلاق.

L’éthique dans la littérature soufie.
Étude des concepts sufis maqām, ḥāl, talwīn et tamkīn

Cet article comporte les deux concepts de la situation mystique (maqām) et de l’état mystique (ḥāl) dans la littérature Soufie, leur relation avec l’inconsistance (talawwun ou talwīn), leur lien avec le concept éthique stable, la nature de la vertu éthique qui résulte du maqām et du ḥāl, ainsi que l’examen des quatre composantes éthiques que Foucault a citées dans son étude de l’épistèmè éthique grec. m  m   

L’auteur cite les caractéristiques de ces concepts en relation l’un avec l’autre, et explique la façon dont Foucault divisa le concept éthique en quatre composantes ou stuctures, dans l’épistèmè grec, chrétien ou moderne: le motif, la source de coercition, le moyen et le but. Ces quatre composantes forment la nature stable et constante du concept éthique. De ce fait, il n’est possible d’y ajouter une vertu ou un vice que s’ils possèdent une nature stable dont les quatre composantes sont certaines.

Mots clefs: situation mystique (maqām), état mystique (ḥāl), anéantissement, survivance, l’être, l’apparent, vertu, soin éthique.

 

د. عصام عيدو: أستاذ الدّراسات العربيّة والإسلاميّة في قسم الدّراسات الدّينيّة – جامعة فندربلت – Vanderbilt University أميركا. أستاذ زائر للدّراسات الإسلاميّة والعربيّة في كليّة اللّاهوت، جامعة شيكاغو ٢٠١٣-٢٠١٥. زميل برنامج الدّراسات العابرة للأقاليم والموسوعة القرآنيّة – برلين ٢٠١٢-٢٠١٣. دكتواره في الحديث النّبويّ من كليّة الشّريعة – جامعة دمشق ٢٠١٠. أهمّ الأعمال: «الاعتراف في المجال العامّ: نقد ائتمانيّ لمفهوم فوكو «الاعتراف والسّلطة»، ضمن كتاب «الأخلاق الإسلاميّة ونسق الائتمانيّة». دار بريل ٢٠٢٠.

         Ṣaḥīḥ Al Bukhari’s Criteria: ʻʻAn Epistemological Perspective Ibn Ḫaldun University Press, 2020ʼʼ وغيرها الكثير من الدّراسات.

في تاريخيّة لقب الفارابيّ «المعلّم الثّاني» وأسبابه، قراءة نقديّة

لم يطلق جميع المؤرّخين المعاصرين للفارابيّ في التّاريخ والفلسفة والآداب والجغرافيا لقب «المعلّم الثّاني» عليه، بل هو ظهر لأوّل مرّة مع البيهقيّ، بعد أكثر من مئة عام على وفاة الفارابيّ، وللمرّة الثّانية مع حاجي خليفة في القرن السّابع عشر، وقد أحيا المستشرقون هذا اللّقب في نهاية القرن التّاسع عشر، ليأخذ مكانته الكبيرة مع مؤرّخي الفلسفة في النّصف الثّاني من القرن العشرين،  وهم إذ استخدموه على نطاق واسع، حاولوا تبريره لأسباب عدّة من خلال مقارنته بالرّئيس الأوّل أرسطو، على ما شرحه ابن خلدون في مقدّمته. في ختام البحث خلص الباحث إلى أنّ لقب «المعلّم الثّاني» أتى متأخّرًا، ولا يمكن أن يكون صالحًا للفارابيّ، مقارنة بالمعلّم الأوّل أرسطو، لأنّ أثر الفارابيّ أقلّ بكثيرٍ من أثر أرسطو، ولأنّ تأثيره ضيّق جدًّا، ومحدّد؛ ولم يتبعْه أحد في منهجه. إنّ لقب الفارابيّ «المعلّم الثّاني» هو لزوم ما لا يلزم.

 

De l’historicité et des raisons du titre d’al-Fârâbî:
le «Second maître», lecture critique

Tous les historiens de la philosophie et de la littérature classiques n’ont pas attribué le titre de «Second maître» à al-Fârâbî. En revanche, on trouve pour la première fois ce titre avec Al-Bayhaqi plus de cent ans après la mort d’Al-Fârâbî et pour la deuxième fois avec Hagi Khalyqa au dix-septième siècle. Il s’est revivifié à la fin du dix-neuvième siècle avec les orientalistes, et a trouvé son grand succès à partir de la deuxième moitié du vingtième siècle avec les historiens de la philosophie arabe. Ils l’ont largement utilisé et essayé de le justifier par de multiples raisons en le comparant avec le premier maître Aristote d’après l’introduction d’Ibn Khaldoun. La conclusion justifie que le titre de «Second maître» n’a aucun fondement juste. Les écrits d’al-Fârâbî ne représentent pas un volume très important; ils n’ont pas eu la même influence que ceux d’Aristote, et pour terminer, al-Fârâbî n’a pas de disciples au sens propre du mot comme le premier maître. Le titre de «Second maître» n’est pas vraiment nécessaire pour al-Fârâbî.

الأب سميح رعد :

دكتور في الفلسفة، مجاز في اللّّاهوت، وفي العلوم الإسلاميّة والعربيّة، أستاذ العقيدة والحوار الدّينيّ في معهد القدّيس نيقولاوس في مدينة متس الفرنسيّة. من مؤلّفاته: إنجيل يسوع المسيح بحسب الإحياء للغزالي، المهجّر (تعريب)، ١٥ يوم صلاة مع القدّيسة جان أنتيد (تعريب)، (بيروت: دار المشرق.)

«باشوات» المتصرّفيّة في تراب الحازميّة (1868-1907)

كرّس نظام المتصرّفيّة الصّادر سنة ١٨٦١ «جبل لبنان» متصرّفيّة «ممتازة» باعتراف عثمانيّ، وإقرار دوليّ، فمهّد لاستقلال لبنان النّاجز. بموجب مندرجات هذا النّظام، تولّى الحكمَ متصرّفٌ مسيحيّ عثمانيّ، عُهدت إليه «جميع الصّلاحيّات الإجرائيّة»، وكان «مرجعه المباشر الباب العالي». جرى تعيين المتصرّف لبضع سنوات بموافقة دوليّة – عثمانيّة، وعليه حكم جبلَ لبنان ثمانيةُ متصرّفين بين ١٨٦١ و١٥١٥.

يتحدّث هذا البحث عن سِيَر ثلاثة متصرّفين ماتوا في مدينة بيروت، قبل أن يتمّوا ولايتهم المقرّرة في فرامانات تنصيبهم حكّامًا على جبل لبنان، ويعرض بدقّة أخبار مرضهم ووفاتهم ووفاة أنسبائهم، ودفنهم في الحازميّة، كاشفًا الظّروف التي سيطرت على جبل لبنان، وقد هدف إلى:

١- تصحيح أخطاء متناقلة، وتصويب سقطات عديدة.

2- كشف معلومات غير معروفة تظهر للمرّة الأولى.

فمن هُم هؤلاء المتصرّفون؟ ما هي ظروف وفاة كلّ منهم؟ ولماذا دُفنوا في ربوع الحازميّة حيث مدافنهم المبنيّة بالرّخام الأبيض تشكّل إرثًا تاريخيًّا مهمًّا، ومعلمًا من معالم العهد المتصرّفيّ «الممتاز»، ولكنّها متروكة لعبث العابثين.

Les «pachas» de la Motasarrifiyyah enterrés dans la collectivité de Hazmiyeh (1868-1907)

Le système de la Motasarrifiyyah né en 1861 a considéré le Mont-Liban comme une Motasarrifiyyah “excellente” par reconnaissance ottomane et décision de l’Etat, et a donc préparé l’indépendance totale du Liban. Et selon les données de ce système, un motasarrif chrétien ottoman prit le contrôle, et s’empara de touts les pouvoirs procéduraux. Sa référence directe fut la “Sublime Porte”. Quant à sa nomination, elle eut lieu pour quelques années avec l’autorisation de l’Etat ottoman, et ceci dit, huit motasarrifs ont gouverné le Mont-Liban entre 1861 et 1915.

Cet article relate la vie de trois d’entre eux qui sont morts dans la ville de Beyrouth, avant la fin de leur mandat, et raconte en détails les circonstances de leurs maladies et décès, ainsi que le décès de leurs proches et leur enterrement dans la collectivité de Hazmiyeh, tout en montrant les circonstances qui régnaient alors au Mont-Liban. L’article a deux buts: m

– Rectifier des erreurs qui ont été communiquées auparavant, n

– et révéler des informations inconnues divulguées pour la première fois.

Qui sont alors ces motasarrifs? Quelles ont été les circonstances de la mort de chacun d’eux? Pourquoi ont-ils été enterrés à Hazmiyeh, dans de beaux caveaux en marbre blanc?

Ces caveaux représentent un héritage historique important, et l’une des marques de l’ère de la Motasarrifiyyah “excellente”, mais, malheureusement, ils ont été délaissés.

د.عبد اللّه الملاّح : متخصّص بتاريخ لبنان الحديث وباحث فيه. أستاذ مشرف على أطاريح الدّكتوراه في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر في المعهد العالي للدّكتوراه – الجامعة اللّبنانيّة، وفي جامعات لبنانيّة أخرى. له الكثير من الدّراسات والمقالات والكتب التّاريخيّة المنشورة.

الوعي الغذائيّ في لبنان الأخضر

تستقصي هذه الدّراسة مدى الوعي لدى اللّبنانيّين بما يخصّ مفاهيم الغذاء الصّحيّ، ودوافع اختيارهم له، بحسب اختلاف أعمارهم، وبحسب مسؤوليّة شراء السّلع الغذائيّة. كما مكّنت هذه الدّراسة الباحثتَين من مقارنة نتائجها بنظيراتها من الدّراسات التي طُبّقت على بلدان نامية متوسّطيّة أُخرى. إعتمدت الدّراسة المطبّقة استبيانًا شمل ٤١٠ أشخاص ثبُتَتْ صلاحيّة نتائجهم. وقد استُخدمت الإحصائيّات الوصفيّة الأساسيّة لتحليل البيانات، وتبعتها اختبارات إحصائيّة معيّنة: اختبار - تي (T-test) للمقارنة بين مجموعتين، واختبار (Anova-Test) للمقارنة بين ثلاث مجموعات أو أكثر.

تكمن أهمّيّة هذه الدّراسة في تسليطها الضّوء على الدّوافع الغذائيّة التي تؤثّر في مفاهيم الأشخاص عن النّظم الغذائيّة الصّحيّة في البلدان النّامية التي تعاني من أزمات اجتماعيّة واقتصاديّة، بالإضافة إلى التّفاوت بين الشّرائح العمريّة المتعدّدة، ومسؤوليّة تبضّع السّلع الغذائيّة. لقد كشفت نتائج البحث أنّ لدى الدّوافع السّياسيّة - البيئيّة الفروقات الإحصائيّة الأكبر، وأظهرت أيضًا أنّ الفروقات العمريّة تؤدّي دورًا في جميع الدّوافع المدروسة، وبيّنت الدّراسة بعض الفروقات في النّتائج، مقارنة بدراسةٍ أُخرى طُبّقت في بلدان متوسّطيّة نامية، بما يخصّ أيضًا الدّوافع السّياسيّة - البيئيّة للغذاء. إنّ ما تقدّم سيقود الباحثتين في دراساتٍ مستقبليّة إلى تعميق بحثهما في هذا المجال، مع ما يرافق ذلك من عوامل تُضيفها الأزمات الاقتصاديّة التي يمكن أن يكون لها أثر في إهمال البُعد البيئيّ في اختيارات الأشخاص للغذاء.

كلمات مفتاحيّة: لبنان، علم الاجتماع، سلوكيّات الغذاء في لبنان، الفوارق العمريّة، دوافع الغذاء، الدّول النّامية، الوعي البيئيّ، الغذاء الصّحّيّ، البيئة.

La conscience alimentaire au pays des cèdres

Cette étude montre la conscience des libanais en ce qui concerne le concept de la bonne nutrition, ainsi que les motifs qui les poussent à la favoriser, dépendamment de leurs différents âges. Les deux auteures de l’article ont pu comparer les résultats de cette étude à ceux d’autres similaires faites dans d’autres pays souffrant de crises économiques et sociales. L’étude en question porta sur 410 personnes dont les résultats de leurs questionnaires furent considérés valides. Puis l’on eut recours aux statistiques descriptives basiques pour réaliser les analyses, et ceci fut suivi de tests statistiques: T-test pour comparer deux groupes, et Anova-test pour comparer trois groupes et au-delà.

Cette étude montre aussi l’importance des marges statistiques au niveau des motifs politiques - écologiques, ainsi que de la différence d’âge qui joua un rôle primordial à ce sujet. Tout ceci poussera les deux auteures de l’article à réaliser d’autres études ultérieures qui donneront naissance à des recherches approfondies en la matière, sachant que les données et critères économiques ne manqueront pas d’influencer le consommateur; celui-ci pourrait négliger la dimension écologique au moment de choisir ses ressources nutritives. m

Mots clefs: Liban, sociologie, comportements alimentaires au Liban, différences d’âge, motifs alimentaires, pays en voie de développement, conscience écologique, bonne nutrition, écologie.

 

د. ندى الملّاح البستانيّ : بروفيسورة في كلّيّة الإدارة والأعمال في جامعة القدّيس يوسف ببيروت. حائزة على شهادة دكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة «Jean Moulin Lyon 3» – فرنسا، وعلى جائزة أفضل ورقة بحثيّة لعام ٢٠١٩ عن البنوك التّقليديّة والتّكنولوجيا الاقتصاديّة: حلول ومشاكل مستقبليّة، في المؤتمر الدوليّ ICTO. عضو ناشط في العديد من الهيئات البحثيّة العلميّة: (AIS, MENA-AIS)، وعضو مؤسِّسة في المنظّمة البيئيّة «Green Community».

د. راكيل غينه : حاصلة على شهادة دكتوراه في الهندسة الكيميائيّة في كلّيّة العلوم، جامعة كويمبرا – البرتغال. بروفيسورة ومنسّقة قسم الهندسة الغذائيّة في معهد العلوم البوليتكنيك في فيسو – البرتغال. عضو مجلس إدارة في مركز البحوث CI & DETS، ورئيسة المجلس العلميّ للمعهد الزّراعيّ في فيسو.

جدليّة الحياة والموت في ديوان «همس الجفون» لميخائيل نعيمه

يتناول هذا البحث جدليّة الحياة والموت في ديوان همس الجفون الذي هو الأثر الشّعريّ الوحيد لميخائيل نعيمه. نُظمت قصائد همس الجفون بين عام ١٩١٧ وعام ١٩٣٠، أيْ حين كان نعيمه في المهجر الأميركيّ.

بين الولادة والموت، ثمّة فسحةٌ من الزّمن يعيشها الإنسان تُدعى حياة، وقد عبّر نعيمه عن موقفه من الولادة والحياة والموت في نتاجه الأدبيّ الغزير نثرًا وشعرًا. يسعى هذا البحث إلى الإضاءة على موقف نعيمه الباكر تجاه جدليّة الموت والحياة من خلال نتاجه الشّعريّ، بما يحمله من ملامح الغربة عن الذّات والحنين إليها، ومن خلال دراسة الثّنائيّات في الوجود وتأثيرها في نفس الشّاعر، وصولًا إلى العبور بالذّات إلى الضّفّة الأخرى التي ندعوها موتًا.

أن يتغرّب الإنسان يعني أن يهجر مسكنه الأصليّ، والمهاجر عادةً لا يتعب من الشّوق والتّوق إلى العودة للمسكن الذي منه وإليه. أمّا في همس الجفون فالغربة التي نتكلّم عليها هي غربة الذّات الصّغرى عن الذّات الكليّة، وتوقها إلى الرّجوع إليها. في رحلة العودة، ثمّة ثنائيّات تسبّب صراعًا في النّفس البشريّة يؤدّي إلى قلق روحيّ وألم في النّفس؛ والأمل ضئيل بالوصول إلى حالٍ من السّلام والأمان، ولكنّ صراع الثّنائيّات في همس الجفون اتّخذ دربًا آخر، إذْ تصالحت الثّنائيّات بعضها مع بعض وتآلفت بانسجام تامّ. هذا الانسجام والتّآلف سهّلا للشّاعر العبور من ضفّة الولادة إلى ضفّة الموت. هكذا يصبح الموت نقيض الولادة وليس نقيضًا للحياة التي لا نقيض لها.

ويضيء هذا البحث القصير على موقف نعيمه الباكر من الحياة بتدفّقها وحيويّتها، ومن الموت بجموده وسكونه. أمّا النّتائج التي توصّل إليها فربطتها الباحثة بالفكرة الأساسيّة التي رافقت شخصيّات نعيمه الأساسيّة في أدبه الذي بدت ملامحه امتدادًا لقصيدة «النّهر المتجمّد»، باكورة كتاباته في روسيّا.

الكلمات المفتاحيّة: الحياة، الموت، الذّات، الثّنائيّات، الغربة، العبور.

La dialectique de la vie et de la mort dans le recueil de Mikhail Naimy «Hams al-joufoun»

Cette étude traite la dialectique de la vie et de la mort dans le recueil de Mikhail Naimy Hams al-joufoun, l’unique ouvrage poétique de notre grand auteur. Ces poèmes ont été rédigés entre l’an 1917 et l’an 1930, à l’époque où Naimy était aux Etats-Unis d’Amérique. m

Le but de l’article consite à montrer le point de vue précoce de Naimy envers la dialectique de la vie et de la mort, à travers son œuvre poétique, une œuvre qui présente des traits d’éloignement (exil) de soi et de forte nostalgie, comme à travers l’étude des dualismes de l’existence et leur influence sur l’esprit du poète, jusqu’à atteindre l’autre bord qui est la mort. m

S’exiler signifie normalement quitter son domicile d’origine; l’être exilé ne se lasse pas, d’habitude, de vouloir y retourner. Et sur le chemin du retour, certains dualismes causent une lutte au fond de l’esprit, et donc une anxiété et douleur morale; il y a là peu de chance d’accéder à un état de paix et de sécurité. Mais dans le recueil de Naimy, la lutte des dualismes adopte une route différente; ces dualismes sont en accord et en harmonie entre eux. Ceci facilita au poète le passage entre la naissance et la mort. De ce fait, la mort devient l’opposé de la naissance et non pas de la vie qui, elle-même, n’a pas d’opposé. m

Cet article reflète aussi le point de vue précoce de Naimy envers la vie dans toute sa générosité et son exubérance, comme envers la mort, son inertie et son silence. Quant aux conclusions qu’il tira de son expérience, l’auteure de l’article les lia à l’idée principale qui accompagna les héros et autres personnalités des œuvres de Naimy dont les traits semblent être une continuité du poème «al-nahr al-mutağammid», prémice de ses œuvres poétiques écrites en Russie. m

Mots clefs: la vie, la mort, le soi, les dualismes, l’exil, le passage. m

 

د. زكيّه نعيمه : باحثة في اللّغة العربيّة وآدابها والفكر المعاصر، حائزة على دكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من معهد الآداب الشّرقيّة، جامعة القدّيس يوسف ببيروت. أمينة سرّ «النّادي اللّبنانيّ للكتاب»، وأمينة سرّ «جائزة الرّواية العربيّة» في وزارة الثّقافة اللّبنانيّة. حائزة على شهادة Mittlestuffe II باللّغة الألمانيّة من معهد غوته ببيروت. من منشوراتها : كتاب المرأة في فكر ميخائيل نعيمه، دار المشرق، ٢٠١٧.

الغساسنة في كتابات جرجي زيدان

كانت المرحلة الممتدّة بين القرنين التّاسع عشر والعشرين مرحلة نهضة فكريّة عند العرب، ظهر فيها العديد من المفكّرين الذين لمعوا في مجالات مختلفة، ومن هؤلاء نذكر جرجي زيدان الذي غاص في العديد من الدّراسات التّاريخيّة والأدبيّة. يُعدّ زيدان من الكتّاب الكلاسيكيّين الذين كتبوا التّاريخ، فانقسم رأي المؤرّخين بشأن أهمّيّة كتاباته: بين فريق وضعه في مرتبة عالية، واعتبر كتبه التّاريخيّة مهمّة جدًّا، وعلى الباحث العودةُ إليها في دراسة التّاريخ، وفريق آخر أسقط عنه صفة المؤرّخ، وعمد إلى إظهار أخطائه في التّحليل التّاريخيّ.

كتب جرجي زيدان في العديد من الموضوعات التّاريخيّة والأدبيّة، ودرس دولة الغساسنة في كتابه العرب قبل الإسلام، كما ذكر بعض المعلومات التّاريخيّة عنهم في روايته فتاة غسّان. كانت نظرته إلى هذه الدّولة تشبه إلى حدٍّ كبير نظرة المصادر العربيّة، مثل حمزة الأصفهانيّ، والمسعوديّ وابن خلدون، وهذا الأخير كان من المصادرالأساسيّة التي استند إليها زيدان في دولة الغساسنة، إضافة إلى المؤرّخ ثيودور نولدكه. أمّا الموضوعات التي عالجها زيدان عن الغساسنة فهي: أصل الغساسنة، ودخول غسّان إلى بلاد الشّام، وتأسيس الدّولة، وملوك غسّان، وعلاقة البيزنطيّين بالغساسنة، وأكمل بآثارهم، وأخيرًا مسيحيّة غسان بشكل مختصر جدًّا.

تميّزت منهجيّة زيدان بعدّة أمور؛ من جهة المضمون برز نقص في معلوماته خصوصًا من النّاحية الفكريّة، أمّا أسلوبه فكان سلسًا، لكنّه كتب التّاريخ بقالب أدبيّ، وهو تعاطى مع مصادره بأمانة بشكل عامّ، مع تحريف بعض معلومات المصادر البيزنطيّة.

بالمقابل، كانت دولة الغساسنة من الدّول العربيّة المهمّة قبل الإسلام، وقد طبعت مرحلة القرن السّادس الميلاديّ، إنْ من خلال علاقتها بالإمبراطوريّة البيزنطيّة، أو من خلال انتمائها المسيحيّ (كانت تابعة للكنيسة اليعقوبيّة). كذلك تكمن أهمّيّة هذه الدّولة بدخولها في خِضمّ الصّراع العربيّ – العربيّ بينها وبين المناذرة، والذي كان بالأساس صراعًا بين الإمبراطوريّتين البيزنطيّة والسّاسانيّة اللّتين استعملتا العرب أداةً في هذا الصّراع. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك غموضًا يلفّ تاريخ الغساسنة قبل سنة ٤٩٠م.، فقد كثرت فيه المعلومات والأخبار التي كانت متناقضة في أغلب الأحيان، ممّا شجّع العديد من المفكّرين على الغوص في تاريخ هذه الدّولة.

 

Les Ghassanides dans les écrits de Gergi Zaidan

La période étalée entre le XIXème et le XXème siècles a été l’époque d’une renaissance intellectuelle chez les Arabes, au cours de laquelle de nombreux penseurs ont émergé et brillé dans différents domaines, citons entre autres Gergi Zaidan qui a plongé dans de nombreuses études historiques et littéraires. Zaidan est considéré l’un des écrivains classiques qui ont écrit l’Histoire, si bien que l’opinion des historiens sur l’importance de ses écrits a été divisée en deux groupes: Le premier groupe d’historiens lui a accordé un rang élevé et a considéré ses livres d’Histoire très importants; le deuxième groupe l’a rejeté en tant qu’historien et a délibérément montré ses erreurs dans l’analyse historique. m

Gerji Zaidan a traité sur de nombreux sujets historiques et littéraires et a étudié l’état des Ghassanides dans son livre Les Arabes avant l’Islam, et a également mentionné des informations historiques à leur sujet comme dans son roman Fatat Ghassan فتاة غسّان .Sa vision de cet État était puisée dans des sources Arabes telles que Hamza Al-Isfahani, Al-Masoudi et Ibn Khaldun; ce dernier était l’une des principales sources sur lesquelles Zaidan s’est appuyé, en plus de l’historien Théodor NÖldelle. Quant aux sujets que Zaidan a traités sur les Ghassanides, ils sont à leur origine de l’entrée de Ghassan au Levant, de l’établissement de l’État, aux rois de Ghassan, à la relation des Byzantins avec les Ghassanides et enfin aux Christianisme de Ghassan brièvement évoqué. m

La méthodologie de Zaidan s’est démarquée par plusieurs traits: En ce qui concerne le contenu, on remarqua un manque d’informations, surtout au niveau intellectuel. Quant à son style, il était fluide; Zaidan s’est montré fidèle aux sources desquelles il prenait ses informations, avec toutefois une distorsion de certaines informations prises de sources byzantines. Néanmoins, Zaidan a écrit l’histoire dans un cadre «littéraire». m

En parallèle, l’état des Ghassanides était l’un des principaux états arabes avant l’Islam, qui a marqué le VIème siècle après JC, à plusieurs niveaux: par sa relation avec l’Empire byzantin, et son appartenance chrétienne, (il appartenait à l’Église jacobite). L’importance de cet état réside également dans le fait qu’il soit submergé dans le conflit arabe-arabe, entre lui et la Munthira. Ce conflit était à l’origine d’une lutte contre les empires byzantin et sassanide et a considéré les Arabes comme un outil dans cette lutte. Ajoutons qu’il y a eu ambiguïté autour de l’histoire des Ghassanides avant l’an 490 après J.C., et qu’il y a eu confusion de plusieurs informations souvent contradictoires, ce qui a suscité la curiosité de nombreux penseurs et chercheurs et les a encouragés et poussés à plonger dans l’histoire de cet état. m

 

د. ميشال الحكيّم : حاصل على شهادة الماستر البحثيّ من الجامعة اللّبنانيّة عن رسالة «الغساسنة والمناذرة بين القرنين الرّابع والسّادس الميلاديّين في مصادر عربيّة (القرن الثّالث – الرّابع هـ. – التّاسع – العاشر م.)». تمّ القبول بأطروحته للدّكتوراه في الجامعة اللّبنانيّة «تطوّر علاقة الإمبراطوريّة الرّومانيّة بالقبائل العربيّة بين القرنين الأوّل ق.م والرّابع م. من خلال مصادر عربيّة».

 

بين «لا» النّافية للجنس و«لا» الحجازيّة في النّحو والدّلالة

«لا» النّافية للجنس و«لا» الحجازيّة تدخلان على المبتدأ والخبر، وتُحدثان التّغيير فيهما؛ فهما من حيث العمل تختلفان، أمّا من حيث المعنى فكلتاهما تفيدان النّفي، وتمييز النّحاة بينهما يزيد من صعوبة دراسة النّحو العربيّ، إذ يثقله بمصطلحات كثيرة وأحكام متنوّعة.

يظهر في عدّة مواضع أن لا تمايزَ بين الاثنتين، سواء برفع المبتدأ أو نصبه أو بنائه، أو برفع الخبر أو نصبه، وهذا العمل المختلف لا يؤثّر على المعنى، إذ إنّ الفارق الصحيح بين المراد من النّفي في نوعَي «لا» إنّما يظهر في موضع واحد، وهو حيث يكون فيه اسمهما مفردًا (لا مثنّى ولا جمعًا). لذلك، يجب تسميتهما بـ «لا» النّافية فقط، ويمكن الاستدلال على المعنى المقصود من خلال السّياق العامّ للكلام، وبذلك، تدخل «لا» النّافية على الأفعال والأسماء، فيتمّ توفير الكثير من الوقت والمجهود على متعلّمي اللّغة العربيّة، وتكون خطوة مُساهمة في عمليّة تسهيلها وتبسيطها.

Entre le «lā» privatif (nafiya lil-jins) et «lā al-hijāziyya».
Syntaxe et sémantique

Le “Lā” privatif et “lā al-hijāziyya” précèdent le sujet et son attribut (al-mubtada’ wal-khabar), et les modifient en quelque sorte. Ils sont différents de par leurs actions, mais indiquent tous deux la négation. La distinction que les grammairiens font entre ces deux particules augmente la difficulté d’étudier la syntaxe arabe. Dans plusieures formulations, aucune différence ne semble exister entre les deux, que ce soit en mettant le sujet au nominatif (marfū‘), ou au cas direct (mansūb), ou en le rendant indéclinable (mabniyy), et aussi en mettant son attribut au nominatif ou au cas direct. Et cette action n’influence pas le sens de la phrase en question, puisque la vraie différence entre les buts de la négation dans chacune des deux “lā” paraît dans une seule condition: lorsque leur sujet est au singulier uniquement. Pour cela, il faudrait seulement les nommer “lā de négation” (lā al-nāfiya), et de ce fait détecter le sens voulu à travers le contexte général de la phrase. Ainsi, “lā de négation” précèderait les verbes et les noms, ce qui faciliterait la tâche aux apprenants de la langue arabe. Ceci pourrait être, en effet, un pas vers la simplification de son apprentissage.

الخوري دانيال شديد : حائز على شهادة الدّكتوراه في اللّغة العربية وآدابها، وعلى شهادة الماجستير في الإدارة المدرسيّة من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. من مؤلّفاته: صورة يسوع المسيح والعذراء مريم في ديوان المطران جرمانوس فرحات. ودراسة عن تأثير تنشيط الاستراحات المدرسيّة في تطوير قدرة التّأقلم مع الحياة المدرسيّة.

 

عيسى المسيح في إنجيل كنيسة نجران القرن الخامس الميلاديّ

إنّ أقدم استعمال عربيّ لاسم عيسى، بدلًا من يسوع، يعود على ما يبدو إلى ترجمة عربيّة للإنجيل، تمَّتْ على الأرجح في محيط نجران (ق. ٥م.). أَبدلت هذه التّرجمة تعابير «ابني»، بـ «صفوتي» و«حبيبي»… وتعابير «أبي» بـ «الله»، أو حذفتها أحيانًا، فعلى الأرجح هذه ترجمة أريوسيّة، انتقل منها اسم «عيسى» إلى قصائد جاهليّة، ونقوش حجريّة، وربّما إلى القرآن.

حمل شعراء في الجاهليّة، ونقوش في نجران، أسماء وردت في هذا الإنجيل، مثل: المهلهل والسّالم والحصين والحسل والعبيد ومَزِيذ وعَمَن…

ربّما نفهم في هذه الدّراسة لماذا لا يسمّي المسيحيّون أولادهم باسم «يسوع»، أي ابن الله، في حين أنّهم لا يزالون مع إخوتهم المسلمين، يسمّون مواليدهم باسم «عيسى» أي النّبيّ.

Le Christ ʿIssā dans l’évangile de l’église de Najran (Vème siècle)

Il semble que le premier emploi arabe du nom «ʿIssa», à la place de celui de «Jésus», est dû à une traduction arabe de l’Évangile, réalisée probablement dans la région de Najran (Vème s.). Cette traduction a remplacé l’expression «mon Fils» par «mon élu» ou par «mon   bien-aimé», etc., et l’expression: «mon Père» par « Dieu». Ces expressions ont été parfois complètement supprimées. Vraisemblablement, il s’agit d’une traduction arienne.

Le nom «ʿIssa» fut transmis à des poèmes préislamiques, à des inscriptions, etc., et peut-être au Coran.

À l’époque préislamique, des poètes, des inscriptions à Najran, portaient des noms mentionnés dans l’Évangile, comme: «al-Muhalhil», «al-Sālim», «al-ḥaṣīn», «al-ḥasal», «al-ʿAbīd», «Mazīḏ»,  «ʿAman», etc. m

Probablement, cette étude nous fait comprendre pourquoi les chrétiens ne nomment pas leurs enfants « Jésus » − en tant que Fils de Dieu −, alors qu’ils les nomment, ainsi que leurs frères musulmans, «ʿIssa» − en tant que prophète. m

الأب حنّا إسكندر : دكتور متخصِّص بالتّاريخ، وأستاذ مادّة التَّاريخ واللّغات القديمة في الجامعة اللّبنانيّة. نشر عشرات الكتب وعددًا من المقالات البحثيّة؛ فَهْرَسَ وحقَّق حوالى خمسين ألف وثيقةٍ وعشر مخطوطات. اِشترك في عددٍ من البرامج التلفزيونيّة والإذاعيّة.

 

الاعتراض الضّميريّ… حقّ!

إنَّ الاعتراض الضّميريّ له جذوره في اختيار مَن يرفض إطاعة المشرّع، لأنّه يريد إطاعة القانون، وفهم القانون على أنّه المكان الذي تتجلّى فيه العدالة؛ لهذا السبب، ينشأ هذا الاعتراض من فكرة أنّ الحقيقة والعدالة ليستا نتاج إرادة المشرّع، ولكن أساسها وتبريرها. بهذا المعنى، فإنّ الاعتراض هو إظهار أمانة أعلى وإخلاص، ليس بسبب قوّة العقوبات بل لموضوعيَّة الحقيقة. ليس من السّهل تقديم دراسة حول الاعتراض الضّميريّ بشكل كامل، وأن تستوفي الدّراسة جميع القضايا والمجالات القانونيَّة؛ لأنّ ذلك ينطوي على ضرورة النّظر في العلاقة المعقّدة بين الضّمير والحريَّة، خاصّة عندما يتعلّق بالأسباب الدّينيَّة. كما أنّه ليس من السّهل إعطاء جواب نهائيّ بخصوص العلاقة بين القانون والشّرع والنّظام والضّمير، لأنّ المجتمع والنّظام القانونيّ يتطوّران باستمرار؛ يكفي التّفكير بزيادة الحقوق الجديدة المتعلّقة بالتّقدّم التّكنولوجيّ والعلميّ.

L’objection de conscience… un droit

L’objection de conscience trouve ses racines dans le choix de quelqu’un qui refuse d’obéir au législateur parce qu’il veut obéir à la loi et comprendre la loi comme le lieu où la justice se manifeste. Pour cette raison, il découle de l’idée que la vérité et la justice ne sont pas le produit de la volonté du législateur, mais plutôt son fondement et sa justification. En ce sens, l’objection est de faire preuve d’une plus grande honnêteté et sincérité non pas à cause du pouvoir des punitions, mais à cause de l’objectivité de la vérité. Il n’est pas facile de présenter une étude complète sur l’objection de conscience et de satisfaire tous les cas et domaines juridiques; parce qu’elle implique la nécessité de considérer la relation complexe entre conscience et liberté, surtout quand elle concerne des raisons religieuses. De plus, il n’est pas facile de donner une réponse définitive concernant la relation entre la loi et la loi et la loi, l’ordre et la conscience, car la société, ainsi que le système juridique, sont en constante évolution. Il suffit de penser à accroître les nouveaux droits liés au progrès technologique et scientifique. m

 

 الأب ريمون جرجس:  بروفسور في جامعة الحكمة. حصل على شهادة الدّكتوراه في القانون الكنسيّ الشّرقيّ من المعهد الحبريّ الشّرقيّ في روما عام ٢٠٠٢. له مؤلّفات ودراسات قانونيّة وعلميّة باللّغتين العربيّة والإيطاليّة تتناول عدّة نواحٍ في شرع الكنائس الكاثوليكيّة.

 

«مكانة / سلطة يسوع المسيح» في «أناشيد الأعياد المريميّة البيزنطيّة»

تتجلّى مكانة المسيح وسلطته في الصّلوات اللّيترجيّة والجماعيّة التي تكوّن وتنمّي الكنيسة، منبع الحياة الجديدة في المسيح، وتحدّد هويّة المعتقد المسيحيّ. إنّ العلاقة المميّزة باﷲ تنعكس من خلال الصّلاة، وقد وعت الكنيسة هذه العلاقة، ومجّدت قدرة المسيح المتجلّية بطول الأناة.

ركّزت الكنيسة من خلال صلاتها اللّيترجيّة على الطّابع المسيحانيّ من خلال تمجيد أقانيم الثّالوث الأقدس الواحد، ليصبح الملكوت حاضرًا فينا وبوسطنا، ولنصبح مشاركين فيه، عبر اتّحادنا بعضنا ببعض، بالصّلاة اللّيترجيّة الجماعيّة سواء أكان باللّيترجيا أو بالفرض الإلهيّ، كما باستعمال الأشياء والأواني الكنسيّة، وتهيئة القرابين المقدّسة، ورسم إشارة الصّليب التي تعني حضور الثّالوث فينا.

اِهتمّت الكنيسة خاصّة بمكانة القدّيسة مريم والدة الإله من خلال الطّابع المسيحانيّ والتي تُعتبر الموجّه نحو الثّالوث والمسيح (مثال عرس قانا الجليل) من خلال تواضعها، وهبة ذاتها في بدء فجر الفداء الخلاصيّ، وخاصّةً في الأعياد المريميّة عبر التّعابير اللّيترجيّة في التّراث البيزنظيّ والأسماء والصّفات التي أطلقتها عليها في صلواتها والتي تعكس بوضوح روح الكتاب المقدّس والفكر الآبائيّ ومضمونهما، مشدّدة على أنّها والدة الإله بالحقيقة من خلال ختم الصّلوات الليترجيّة وإنهائها بعبارة المسيح إلهنا الحقيقيّ، وبشفاعة أمّه الكاملة الطّهارة، وجميع القدّيسين الذين يمثّلون مع المسيح أيقونة ملكوت اﷲ، وهو ما نختبره باللّيترجيا التي هي بطاقة هويّة للاعتراف المسيحيّ، وبالصّلاة الجماعيّة التي نختبر من خلالها علاقتنا باﷲ كشهادة على الواقع.

Autorité et statut du Christ d’après les hymnes des fêtes mariales byzantines

L’Autorité du Christ se révèle dans les prières liturgiques qui forment le culte de l’Eglise, la rendent une source vivante en Christ, et fixent l’identité du Credo chrétien. Ainsi l’Eglise prend conscience de la prière qui reflète la relation intime avec Dieu et glorifie son autorité transfigurée en sa ‘longanimité’.

L’Eglise a souligné le caractère christocentrique grâce à sa prière trinitaire dans la Liturgie divine et dans l’Office divin pour rendre présent le Royaume en nous et par nous aux autres membres. Cette participation s’accomplit aussi grâce à l’emploi des vases sacrés, la préparation des saintes offrandes et le signe visible de la Croix. Marie, la Théotokos, reçoit une place de prime grâce au caractère christocentrique et devient ‘le guide’ vers le Christ à travers son humilité et don de soi (les noces de Cana).

La Tradition byzantine liturgique dans les fêtes mariales présente une large gamme de noms et qualificatifs empruntés à l’Ecriture Sainte et aux écrits patristiques donnés à la Vierge toute sainte. m

Cette même tradition souligne sa maternité divine qui se révèle même dans les bénédictions finales. Ensemble avec le Christ et les autres saints, Marie forme l’icône du Royaume de Dieu que nous expérimentons dans le culte comme témoins de notre relation avec le Christ. m

 

المطران نيقولا أنتيبا ق.ب. : النّائب البطريركيّ العامّ في دمشق. أُستاذ جامعيّ وباحث في الشّؤون اللّيترجيَّة. له عددٌ من المقالات اللّيترجيَّة المنشورة في مجلَّة المشرق.

i

مقالات هذا العدد

الدّور السّياسيّ للمكوّن الشّيعيّ في لبنان بعد اتّفاق الطّائف

إنّ دور المكوّن الشّيعيّ في لبنان لم يكن يمثّل هذه الأهميّة التي يحتلّها اليوم، وبات الاهتمام بهذا الدّور آخذًا بالازدياد والتّوسّع طوال الحرب في لبنان، وما نتج عنها من تضخّمٍ لدور الميليشيات من جهة، ولاحتلال الجنوب اللّبنانيّ من قبل الجيش الإسرائيليّ من جهةٍ ثانية، الأمر الذي أدّى إلى بروز دورٍ جديدٍ لـ «حركة أمل» في العديد من المحطّات العسكريّة للحرب اللّبنانيّة، وإلى انبثاق المقاومة الإسلاميّة التي قادها «حزب الله» لتحرير الجنوب.

لقد مرّ الواقع الشّيعيّ منذ الاستقلال بمحطّاتٍ عديدةٍ كان أبرزها: مجيء الإمام السّيّد موسى الصّدر إلى لبنان، ومن ثمّ تأسيسه «المجلس الإسلاميّ الشّيعيّ الأعلى» بغية أن يتولّى شؤون الطّائفة، حتّى عام ١٩٧٤، عندما أعلن الإمام السّيّد موسى الصّدر عن ولادة حركة المحرومين. ثمّ في ٢١-١-١٩٧٥، عندما أعلن عن ولادة «أفواج المقاومة اللّبنانيّة» (أمل)، لتنتقل بعدها إلى الرّسالة المفتوحة التي نشرها «حزب الله» في ١٦ شباط ١٩٨٥، والتي كشفت رسميًّا عن وجود «حزب الله»، وإلى ما بعد انسحاب إسرائيل من الأراضي اللّبنانيّة في ٢٤-٥-٢٠٠٠، وامتداد نفوذ «حزب الله» إلى قلب السّلطة اللّبنانيّة، وخصوصًا بعد انسحاب الجيش السّوريّ من لبنان في ٢٦-٤-٢٠٠٥، وحرب تمّوز ٢٠٠٦، وأحداث أيّار ٢٠٠٨، والمشاركة في الحرب السّوريّة ابتداءً من عام ٢٠١١. أصبح «حزب الله»، من حيث الواقع الفعليّ، لاعبًا أساسيًّا يتحكّم بالدّولة اللّبنانيّة، حيث يَعتبر «حزبُ الله» التزامه بولاية الفقيه حلقةً أساسيّةً في التزامه بمشروعه السّياسيّ، وهي تبعيّة سياسيّة ودينيّة معلنة للسّلطة التي تتركّز اليوم في إيران. فـ «الشّيعيّة السّياسيّة» هي سمة زماننا الحاضر منذ العام ٢٠٠٥ حتّى اليوم.

تدريجيًّا، سيطر «حزب الله» على الطّائفة الشّيعيّة اللّبنانيّة، محاصرًا أيّ استقلالٍ شيعيٍّ عنه، باستثناء «حركة أمل». ولكن على الرّغم من الكلام عن الثّنائيّة الشّيعيّة («حزب الله» و«حركة أمل»)، فقد كانت الحركة تعمل وفق ديناميكيّةٍ سياسيّةٍ مختلفةٍ عن الحزب، ضمن إطار الدّولة اللّبنانيّة. هذه الثّنائيّة كانت ترجمةً لهيمنة إيران على مفاصل النّظام السّوريّ، على الرّغم من الكلام على التّحالف بين البلدين. بمعنى آخر، فإنّ حلف الضّرورة بين الحزب والحركة هو نسخة مصغّرة لذلك الحلف بين إيران وسوريا.

وقد أضحى الصّراع بعد الطّائف بين فريق يطالب بالانتماء إلى الدّولة اللّبنانيّة أوّلًا، حيث يصطفّ قسم من المسيحيّين وشريحة كبيرة من المسلمين السّنّة، وبين فريقٍ يحمل هويّةً إسلاميّةً «شيعيّة» يتطلّع أصحابها إلى إيران، وينفّذون مشاريعها في لبنان والمنطقة على حساب انتمائهم إلى الدّولة اللّبنانيّة. وفي الوقت ذاته، تدعو تيّارات إسلاميّة سنّيّة متشدّدة إلى أصوليّة ترفض «الآخر» وتدعو لاستئصاله، حتّى وإن كان الآخر هو المسلم اللّيبراليّ. واللّافت أنّه بعد الخروج السّوريّ من لبنان عام ٢٠٠٥، بات مسار الشّيعة في لبنان يحمل أسئلة كثيرة؛ هل قوّتهم باتت مشكلة لهم وللآخرين، وتهديدًا لباقي الطّوائف، وللدّولة اللّبنانيّة التي تتميّز بخصوصيّةٍ سياسيّةٍ وطائفيّة؟ وكيف يبرّر «حزب الله» هذا الارتباط الذي يفرض تبعيّةً سياسيّةً لمرجعيّةٍ خارج حدود «الوطن» اللّبنانيّ، وعمله في السّاحة اللّبنانيّة؟ فهل ستتمكّن الطّائفة الشّيعيّة من تجنيب لبنان هذه الكارثة، فتعود إلى الكيان اللّبنانيّ؟ أم سنشهد تحوّلًا في البيئة الشّيعيّة؟ وهل ستنطلق شرارة الاحتقان من البيئة الشّيعيّة المعسكرة، أي هل نشهد «حرب أخوة جديدة»؟ وهل يشهد المستقبل تمدُّدًا لحركة «أمل» الشِّيعيَّة على حساب حزب الله المنهَك عسكريًّا في سوريا وشعبيًّا في لبنان، بل وفي الوطن العربيّ كلّه؟ أم سنشهد ظهورًا لحركاتٍ سياسيّةٍ جديدةٍ في البيئة الشّيعيّة؟ 

 

Le rôle politique de la communauté chiite au Liban après l’accord de Taëf 

Le rôle politique des chiites au Liban n’avait pas l’importance qu’il a aujourd’hui. Cependant, ce rôle s’est développé surtout pendant la guerre du Liban avec l’occupation du sud du Liban par Israël, ce qui a abouti à l’émergence du «mouvement Amal» et de la résistance islamique dirigée par le «Hezbollah». Puis, après le retrait des israéliens des territoires libanais le 24-05-2000, l’influence du «Hezbollah» au cœur de la politique libanaise s’est accrue surtout après les évènements suivants; le retrait de l’armée syrienne du Liban le 26-04-2005, la guerre de juillet 2006, les événements de mai 2008, et la participation à la guerre syrienne (à partir de 2011). Ainsi, le Hezbollah est devenu l’un des acteurs majeurs de la politique Libanaise. Toutefois, notons que le Hezbollah considère son engagement avec l’Iran (Wilayat al-Faqih) comme maillon fondamental de son engagement dans son projet politique. Mais n’oublions pas que le «chiisme politique» est l’une des composantes de la vie politique actuelle (depuis 2005 à nos jours). m

Ainsi, aujourd’hui le Hezbollah contrôle la communauté chiite libanaise. Il s’oppose aux autres petits courants politiques chiites, à l’exception du mouvement Amal. Toutefois, malgré le discours sur l’alliance politique chiite («Hezbollah» et «Mouvement Amal»), le mouvement Amal fonctionne selon une dynamique politique différente et indépendante du Hezbollah dans le cadre de l’État libanais. Cette alliance de nécessité entre le Hezbollah et le mouvement Amal est une réflexion de l’alliance entre l’Iran et la Syrie.m 

Sur la scène politique libanaise, le conflit politique est matérialisé après l’accord de Taëf, d’une part entre un groupe qui déclare son appartenance à l’État libanais, ce groupe étant composé surtout par une partie des chrétiens et une grande partie de musulmans sunnites, et d’autre part un groupe composé des musulmans portant une identité islamique «chiite» qui met en œuvre l’intérêt de l’Iran aux dépens des intérêts de l’État libanais.m 

La stratégie politique des partis politiques chiites au Liban soulève de nombreuses questions depuis la sortie de l’armée syrienne du Liban en 2005, surtout en ce qui concerne le «Hezbollah». Leur force est-elle devenue un problème pour eux et pour les autres? Est-ce qu’ils représentent une menace pour le reste des communautés et pour l’État libanais qui se caractérise par son système politique sectaire? Comment le Hezbollah justifie-t-il ce lien fondamental avec l’Iran d’une part et son appartenance au Liban d’autre part? La communauté chiite pourra-t-elle épargner au Liban ce désastre en se concentrant uniquement sur l’appartenance au Liban? Ou bien allons-nous assister à un changement dans l’environnement chiite? Est-ce que l’étincelle de tension jaillira dans l’environnement chiite militarisé, c’est-à-dire assisterons-nous à une nouvelle «guerre fraternelle»? L’avenir verra-t-il une expansion du mouvement chiite «Amal» aux dépens du Hezbollah, épuisé militairement en Syrie et populaire au Liban, et même dans tout le monde arabe? Ou bien allons-nous assister à l’émergence de nouveaux mouvements politiques dans l’environnement chiite? m

[1] حائزة على دكتوراه دولة في العلوم السّياسيّة من الجامعة اللّبنانيّة. كاتبة وباحثة في الشّؤون السّياسيّة، صدر لها كتاب: دور السُّنّة في لبنان بعد اتّفاق الطّائف.

السّلطة الأبويّة وأفق التّغيير في الحياة الدّراسيّة في العالم العربيّ

لا يشكّل هذا الموضوع مادّة دراسيّة فقط، بل إنّه قضيّة بحدّ ذاتها، إذ إنّ التّربية، بوجه الإجمال في العالم العربيّ، تسلّط الضّوء على شخصيّة المربّي، ودوره وإمكانيّاته العلميّة والأدبيّة والاجتماعيّة، وبالتّوازي تُعطي الأهميّة إلى المؤسّسة الترّبويّة كالمدرسة والجامعة والأسرة، وما تمثّله من خلفيّات ومواقف وتقاليد ومبادئ دينيّة وعائليّة واجتماعيّة على مختلف توجّهاتها. هذه الرّؤية للمؤسّسة التّربويّة تصطدم إلى حدٍّ ما بالنّظريّات الحديثة التي ترى في المربّي والمتلقّي (أي التّلميذ والطّالب) المحورَ الأساسيّ للتّربية، منطلقةً من وضعيّة هذا الأخير، وقدراته وإمكانيّاته، وحتّى طموحاته. هذا وتسعى المؤسّسة التّربويّة أمام أفواج التّلامذة الكثيرة العدد، إلى الحدّ من حرمان الأكثريّة من المعارف، وإلى إعطائها ولو الحدّ الأدنى منها، والطّريق الأسهل للوصول إلى هذه الغاية هي في اعتماد الوسائل التّعليميّة التّقليديّة المطبّقة منذ زمن بعيد، كالتّلقين والحفظ غيبًا والتّقليد، في حين أنّ التّربية تعتمد اليوم – من منظور الحداثة – التّحليل والمراقبة والنّقد والتّوليف وغيرها، لتنمية قدرات المتلقّي وتثميرها وترجمتها في المهارات والكفاءات المتنوّعة، والحلّ لا يكون فقط في الاعتماد على الأقليّة والنّخبويّة كسمة من سمات نجاح المؤسّسة التّعليميّة، وليس كذلك في فرض اللّغة العربيّة كلغة تعليم أحاديّة، بل في تنوير الذّهنيّات، والعمل على الترّكيز على شخصيّة التّلميذ الفاعل، والمحقّق لذاته، واعتماد الوسائل التّربويّة التي تحرّك ذكاءه. كلّ ذلك يتطلّب إصلاحًا للمناهج على صعيد الأدوات والمحتوى.

L’autorité patriarcale et les horizons du changement dans la vie scolaire au monde arabe

Ce sujet que traite l’étude ne représente pas seulement une matière de recherche comme d’autres sujets mais un problème de taille au niveau du monde arabe. m

L’autorité patriarcale n’est pas représentée seulement par le chef de famille et par le père, mais par l’éducateur lui-même, son rôle, son statut scientifique et social. L’institution scolaire elle-même joue le rôle de l’autorité patriarcale dans la mesure où elle défend les principes, les traditions, les règlements moraux et religieux transmis de génération en génération. m

Devant la massification de l’enseignement et le nombre très important d’apprenants, l’école cherche à limiter le degré de privation  de savoirs pour beaucoup; de plus, elle utilise les outils pédagogiques les plus classiques comme les cours magistraux, le mémorisation et l’endocrinement, au moment où l’éducation, même classique, met l’accent sur l’analyse, la compréhension, la critique et le jugement personnel dans le but de former une personnalité libre et créatrice. Dans ce sens, le changement des mentalités et la réforme des programmes, la généralisation d’outils pédagogiques qui sollicitent l’intelligence de l’apprenant surtout à travers l’outil informatique, sont plus que nécessaires. m

[1] رئيس جامعة القدّيس يوسف، ورئيس تحرير مجلّة المشرق.

الأخلاق في آداب المتصوّفة – دراسة في مفاهيم الحال والمقام والتّلوين والتّمكين

تمّت الإحالة في عدد من النّصوص الصّوفيّة إلى مفردة مثيرة لجهة اتّصالها بالمجال الأخلاقيّ، والطّبيعة الثّابتة التي تتّصف بها الفضائل الأخلاقيّة. في الحديث عن معنى «المقام» و«الحال» واختلاف طبيعة كلّ منهما من حيث الثّبات وعدمه في سير السّالك إلى الله، أشير إلى مفردة «التّلوّنات» أو «التّلوين» أو «التّمكين» أو «التّمكين في التّلوين»، فبينما يعكس «الحال» تلوّنًا جلاليًّا يرد على قلب المريد من غير تعمّد ولا اكتساب، نجد في الجهة المقابلة أنّ «المقام» يمنح تمكينًا في التّلوين يحصل عبر مُنازلة الآداب والتّخلّق بها، ولا يتأتّى إلّا بالموهبة النّاتجة عن التّدريج.

في ثلاثيّته الجنسانيّة، يشير فوكو إلى مكوّنات أربعة للمفهوم الأخلاقيّ سواء في الإبستيمة اليونانيّة أو المسيحيّة أو الحداثيّة: الباعث، ومصدر الإلزام، والوسيلة، والمقصد أو الغاية. هذه المكوّنات الأربعة تجسّد الطّبيعة الثّابتة وغير المتغيّرة للمفهوم الأخلاقيّ. بعبارة أخرى، لا يمكن إلحاق فضيلة أو رذيلة ما بالمجال الأخلاقيّ، إلّا إذا كانت ذات طبيعة ثابتة، يمكن تحقّق مكوّناتها الأربعة.

تتناول هذه الورقة مفهومَي المقام والحال في الأدب الصّوفيّ، وعلاقتهما بمسألة التّلوّنات، وصلة ذلك بالمفهوم الأخلاقيّ الثّابت، وطبيعة الفضيلة الأخلاقيّة التي تنتج عن كلٍّ من المقام والحال، وفحص المكوّنات الأخلاقيّة الأربعة التي أحال عليها فوكو في دراسته للإبستيمة الأخلاقيّة اليونانيّة.

الكلمات المفتاحيّة: المقام – الحال – الفناء – البقاء – الكائن – البائن – الفضيلة – معالجة الأخلاق.

L’éthique dans la littérature soufie.
Étude des concepts sufis maqām, ḥāl, talwīn et tamkīn

Cet article comporte les deux concepts de la situation mystique (maqām) et de l’état mystique (ḥāl) dans la littérature Soufie, leur relation avec l’inconsistance (talawwun ou talwīn), leur lien avec le concept éthique stable, la nature de la vertu éthique qui résulte du maqām et du ḥāl, ainsi que l’examen des quatre composantes éthiques que Foucault a citées dans son étude de l’épistèmè éthique grec. m  m   

L’auteur cite les caractéristiques de ces concepts en relation l’un avec l’autre, et explique la façon dont Foucault divisa le concept éthique en quatre composantes ou stuctures, dans l’épistèmè grec, chrétien ou moderne: le motif, la source de coercition, le moyen et le but. Ces quatre composantes forment la nature stable et constante du concept éthique. De ce fait, il n’est possible d’y ajouter une vertu ou un vice que s’ils possèdent une nature stable dont les quatre composantes sont certaines.

Mots clefs: situation mystique (maqām), état mystique (ḥāl), anéantissement, survivance, l’être, l’apparent, vertu, soin éthique.

 

د. عصام عيدو: أستاذ الدّراسات العربيّة والإسلاميّة في قسم الدّراسات الدّينيّة – جامعة فندربلت – Vanderbilt University أميركا. أستاذ زائر للدّراسات الإسلاميّة والعربيّة في كليّة اللّاهوت، جامعة شيكاغو ٢٠١٣-٢٠١٥. زميل برنامج الدّراسات العابرة للأقاليم والموسوعة القرآنيّة – برلين ٢٠١٢-٢٠١٣. دكتواره في الحديث النّبويّ من كليّة الشّريعة – جامعة دمشق ٢٠١٠. أهمّ الأعمال: «الاعتراف في المجال العامّ: نقد ائتمانيّ لمفهوم فوكو «الاعتراف والسّلطة»، ضمن كتاب «الأخلاق الإسلاميّة ونسق الائتمانيّة». دار بريل ٢٠٢٠.

         Ṣaḥīḥ Al Bukhari’s Criteria: ʻʻAn Epistemological Perspective Ibn Ḫaldun University Press, 2020ʼʼ وغيرها الكثير من الدّراسات.

في تاريخيّة لقب الفارابيّ «المعلّم الثّاني» وأسبابه، قراءة نقديّة

لم يطلق جميع المؤرّخين المعاصرين للفارابيّ في التّاريخ والفلسفة والآداب والجغرافيا لقب «المعلّم الثّاني» عليه، بل هو ظهر لأوّل مرّة مع البيهقيّ، بعد أكثر من مئة عام على وفاة الفارابيّ، وللمرّة الثّانية مع حاجي خليفة في القرن السّابع عشر، وقد أحيا المستشرقون هذا اللّقب في نهاية القرن التّاسع عشر، ليأخذ مكانته الكبيرة مع مؤرّخي الفلسفة في النّصف الثّاني من القرن العشرين،  وهم إذ استخدموه على نطاق واسع، حاولوا تبريره لأسباب عدّة من خلال مقارنته بالرّئيس الأوّل أرسطو، على ما شرحه ابن خلدون في مقدّمته. في ختام البحث خلص الباحث إلى أنّ لقب «المعلّم الثّاني» أتى متأخّرًا، ولا يمكن أن يكون صالحًا للفارابيّ، مقارنة بالمعلّم الأوّل أرسطو، لأنّ أثر الفارابيّ أقلّ بكثيرٍ من أثر أرسطو، ولأنّ تأثيره ضيّق جدًّا، ومحدّد؛ ولم يتبعْه أحد في منهجه. إنّ لقب الفارابيّ «المعلّم الثّاني» هو لزوم ما لا يلزم.

 

De l’historicité et des raisons du titre d’al-Fârâbî:
le «Second maître», lecture critique

Tous les historiens de la philosophie et de la littérature classiques n’ont pas attribué le titre de «Second maître» à al-Fârâbî. En revanche, on trouve pour la première fois ce titre avec Al-Bayhaqi plus de cent ans après la mort d’Al-Fârâbî et pour la deuxième fois avec Hagi Khalyqa au dix-septième siècle. Il s’est revivifié à la fin du dix-neuvième siècle avec les orientalistes, et a trouvé son grand succès à partir de la deuxième moitié du vingtième siècle avec les historiens de la philosophie arabe. Ils l’ont largement utilisé et essayé de le justifier par de multiples raisons en le comparant avec le premier maître Aristote d’après l’introduction d’Ibn Khaldoun. La conclusion justifie que le titre de «Second maître» n’a aucun fondement juste. Les écrits d’al-Fârâbî ne représentent pas un volume très important; ils n’ont pas eu la même influence que ceux d’Aristote, et pour terminer, al-Fârâbî n’a pas de disciples au sens propre du mot comme le premier maître. Le titre de «Second maître» n’est pas vraiment nécessaire pour al-Fârâbî.

الأب سميح رعد :

دكتور في الفلسفة، مجاز في اللّّاهوت، وفي العلوم الإسلاميّة والعربيّة، أستاذ العقيدة والحوار الدّينيّ في معهد القدّيس نيقولاوس في مدينة متس الفرنسيّة. من مؤلّفاته: إنجيل يسوع المسيح بحسب الإحياء للغزالي، المهجّر (تعريب)، ١٥ يوم صلاة مع القدّيسة جان أنتيد (تعريب)، (بيروت: دار المشرق.)

«باشوات» المتصرّفيّة في تراب الحازميّة (1868-1907)

كرّس نظام المتصرّفيّة الصّادر سنة ١٨٦١ «جبل لبنان» متصرّفيّة «ممتازة» باعتراف عثمانيّ، وإقرار دوليّ، فمهّد لاستقلال لبنان النّاجز. بموجب مندرجات هذا النّظام، تولّى الحكمَ متصرّفٌ مسيحيّ عثمانيّ، عُهدت إليه «جميع الصّلاحيّات الإجرائيّة»، وكان «مرجعه المباشر الباب العالي». جرى تعيين المتصرّف لبضع سنوات بموافقة دوليّة – عثمانيّة، وعليه حكم جبلَ لبنان ثمانيةُ متصرّفين بين ١٨٦١ و١٥١٥.

يتحدّث هذا البحث عن سِيَر ثلاثة متصرّفين ماتوا في مدينة بيروت، قبل أن يتمّوا ولايتهم المقرّرة في فرامانات تنصيبهم حكّامًا على جبل لبنان، ويعرض بدقّة أخبار مرضهم ووفاتهم ووفاة أنسبائهم، ودفنهم في الحازميّة، كاشفًا الظّروف التي سيطرت على جبل لبنان، وقد هدف إلى:

١- تصحيح أخطاء متناقلة، وتصويب سقطات عديدة.

2- كشف معلومات غير معروفة تظهر للمرّة الأولى.

فمن هُم هؤلاء المتصرّفون؟ ما هي ظروف وفاة كلّ منهم؟ ولماذا دُفنوا في ربوع الحازميّة حيث مدافنهم المبنيّة بالرّخام الأبيض تشكّل إرثًا تاريخيًّا مهمًّا، ومعلمًا من معالم العهد المتصرّفيّ «الممتاز»، ولكنّها متروكة لعبث العابثين.

Les «pachas» de la Motasarrifiyyah enterrés dans la collectivité de Hazmiyeh (1868-1907)

Le système de la Motasarrifiyyah né en 1861 a considéré le Mont-Liban comme une Motasarrifiyyah “excellente” par reconnaissance ottomane et décision de l’Etat, et a donc préparé l’indépendance totale du Liban. Et selon les données de ce système, un motasarrif chrétien ottoman prit le contrôle, et s’empara de touts les pouvoirs procéduraux. Sa référence directe fut la “Sublime Porte”. Quant à sa nomination, elle eut lieu pour quelques années avec l’autorisation de l’Etat ottoman, et ceci dit, huit motasarrifs ont gouverné le Mont-Liban entre 1861 et 1915.

Cet article relate la vie de trois d’entre eux qui sont morts dans la ville de Beyrouth, avant la fin de leur mandat, et raconte en détails les circonstances de leurs maladies et décès, ainsi que le décès de leurs proches et leur enterrement dans la collectivité de Hazmiyeh, tout en montrant les circonstances qui régnaient alors au Mont-Liban. L’article a deux buts: m

– Rectifier des erreurs qui ont été communiquées auparavant, n

– et révéler des informations inconnues divulguées pour la première fois.

Qui sont alors ces motasarrifs? Quelles ont été les circonstances de la mort de chacun d’eux? Pourquoi ont-ils été enterrés à Hazmiyeh, dans de beaux caveaux en marbre blanc?

Ces caveaux représentent un héritage historique important, et l’une des marques de l’ère de la Motasarrifiyyah “excellente”, mais, malheureusement, ils ont été délaissés.

د.عبد اللّه الملاّح : متخصّص بتاريخ لبنان الحديث وباحث فيه. أستاذ مشرف على أطاريح الدّكتوراه في تاريخ لبنان الحديث والمعاصر في المعهد العالي للدّكتوراه – الجامعة اللّبنانيّة، وفي جامعات لبنانيّة أخرى. له الكثير من الدّراسات والمقالات والكتب التّاريخيّة المنشورة.

الوعي الغذائيّ في لبنان الأخضر

تستقصي هذه الدّراسة مدى الوعي لدى اللّبنانيّين بما يخصّ مفاهيم الغذاء الصّحيّ، ودوافع اختيارهم له، بحسب اختلاف أعمارهم، وبحسب مسؤوليّة شراء السّلع الغذائيّة. كما مكّنت هذه الدّراسة الباحثتَين من مقارنة نتائجها بنظيراتها من الدّراسات التي طُبّقت على بلدان نامية متوسّطيّة أُخرى. إعتمدت الدّراسة المطبّقة استبيانًا شمل ٤١٠ أشخاص ثبُتَتْ صلاحيّة نتائجهم. وقد استُخدمت الإحصائيّات الوصفيّة الأساسيّة لتحليل البيانات، وتبعتها اختبارات إحصائيّة معيّنة: اختبار - تي (T-test) للمقارنة بين مجموعتين، واختبار (Anova-Test) للمقارنة بين ثلاث مجموعات أو أكثر.

تكمن أهمّيّة هذه الدّراسة في تسليطها الضّوء على الدّوافع الغذائيّة التي تؤثّر في مفاهيم الأشخاص عن النّظم الغذائيّة الصّحيّة في البلدان النّامية التي تعاني من أزمات اجتماعيّة واقتصاديّة، بالإضافة إلى التّفاوت بين الشّرائح العمريّة المتعدّدة، ومسؤوليّة تبضّع السّلع الغذائيّة. لقد كشفت نتائج البحث أنّ لدى الدّوافع السّياسيّة - البيئيّة الفروقات الإحصائيّة الأكبر، وأظهرت أيضًا أنّ الفروقات العمريّة تؤدّي دورًا في جميع الدّوافع المدروسة، وبيّنت الدّراسة بعض الفروقات في النّتائج، مقارنة بدراسةٍ أُخرى طُبّقت في بلدان متوسّطيّة نامية، بما يخصّ أيضًا الدّوافع السّياسيّة - البيئيّة للغذاء. إنّ ما تقدّم سيقود الباحثتين في دراساتٍ مستقبليّة إلى تعميق بحثهما في هذا المجال، مع ما يرافق ذلك من عوامل تُضيفها الأزمات الاقتصاديّة التي يمكن أن يكون لها أثر في إهمال البُعد البيئيّ في اختيارات الأشخاص للغذاء.

كلمات مفتاحيّة: لبنان، علم الاجتماع، سلوكيّات الغذاء في لبنان، الفوارق العمريّة، دوافع الغذاء، الدّول النّامية، الوعي البيئيّ، الغذاء الصّحّيّ، البيئة.

La conscience alimentaire au pays des cèdres

Cette étude montre la conscience des libanais en ce qui concerne le concept de la bonne nutrition, ainsi que les motifs qui les poussent à la favoriser, dépendamment de leurs différents âges. Les deux auteures de l’article ont pu comparer les résultats de cette étude à ceux d’autres similaires faites dans d’autres pays souffrant de crises économiques et sociales. L’étude en question porta sur 410 personnes dont les résultats de leurs questionnaires furent considérés valides. Puis l’on eut recours aux statistiques descriptives basiques pour réaliser les analyses, et ceci fut suivi de tests statistiques: T-test pour comparer deux groupes, et Anova-test pour comparer trois groupes et au-delà.

Cette étude montre aussi l’importance des marges statistiques au niveau des motifs politiques - écologiques, ainsi que de la différence d’âge qui joua un rôle primordial à ce sujet. Tout ceci poussera les deux auteures de l’article à réaliser d’autres études ultérieures qui donneront naissance à des recherches approfondies en la matière, sachant que les données et critères économiques ne manqueront pas d’influencer le consommateur; celui-ci pourrait négliger la dimension écologique au moment de choisir ses ressources nutritives. m

Mots clefs: Liban, sociologie, comportements alimentaires au Liban, différences d’âge, motifs alimentaires, pays en voie de développement, conscience écologique, bonne nutrition, écologie.

 

د. ندى الملّاح البستانيّ : بروفيسورة في كلّيّة الإدارة والأعمال في جامعة القدّيس يوسف ببيروت. حائزة على شهادة دكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة «Jean Moulin Lyon 3» – فرنسا، وعلى جائزة أفضل ورقة بحثيّة لعام ٢٠١٩ عن البنوك التّقليديّة والتّكنولوجيا الاقتصاديّة: حلول ومشاكل مستقبليّة، في المؤتمر الدوليّ ICTO. عضو ناشط في العديد من الهيئات البحثيّة العلميّة: (AIS, MENA-AIS)، وعضو مؤسِّسة في المنظّمة البيئيّة «Green Community».

د. راكيل غينه : حاصلة على شهادة دكتوراه في الهندسة الكيميائيّة في كلّيّة العلوم، جامعة كويمبرا – البرتغال. بروفيسورة ومنسّقة قسم الهندسة الغذائيّة في معهد العلوم البوليتكنيك في فيسو – البرتغال. عضو مجلس إدارة في مركز البحوث CI & DETS، ورئيسة المجلس العلميّ للمعهد الزّراعيّ في فيسو.

جدليّة الحياة والموت في ديوان «همس الجفون» لميخائيل نعيمه

يتناول هذا البحث جدليّة الحياة والموت في ديوان همس الجفون الذي هو الأثر الشّعريّ الوحيد لميخائيل نعيمه. نُظمت قصائد همس الجفون بين عام ١٩١٧ وعام ١٩٣٠، أيْ حين كان نعيمه في المهجر الأميركيّ.

بين الولادة والموت، ثمّة فسحةٌ من الزّمن يعيشها الإنسان تُدعى حياة، وقد عبّر نعيمه عن موقفه من الولادة والحياة والموت في نتاجه الأدبيّ الغزير نثرًا وشعرًا. يسعى هذا البحث إلى الإضاءة على موقف نعيمه الباكر تجاه جدليّة الموت والحياة من خلال نتاجه الشّعريّ، بما يحمله من ملامح الغربة عن الذّات والحنين إليها، ومن خلال دراسة الثّنائيّات في الوجود وتأثيرها في نفس الشّاعر، وصولًا إلى العبور بالذّات إلى الضّفّة الأخرى التي ندعوها موتًا.

أن يتغرّب الإنسان يعني أن يهجر مسكنه الأصليّ، والمهاجر عادةً لا يتعب من الشّوق والتّوق إلى العودة للمسكن الذي منه وإليه. أمّا في همس الجفون فالغربة التي نتكلّم عليها هي غربة الذّات الصّغرى عن الذّات الكليّة، وتوقها إلى الرّجوع إليها. في رحلة العودة، ثمّة ثنائيّات تسبّب صراعًا في النّفس البشريّة يؤدّي إلى قلق روحيّ وألم في النّفس؛ والأمل ضئيل بالوصول إلى حالٍ من السّلام والأمان، ولكنّ صراع الثّنائيّات في همس الجفون اتّخذ دربًا آخر، إذْ تصالحت الثّنائيّات بعضها مع بعض وتآلفت بانسجام تامّ. هذا الانسجام والتّآلف سهّلا للشّاعر العبور من ضفّة الولادة إلى ضفّة الموت. هكذا يصبح الموت نقيض الولادة وليس نقيضًا للحياة التي لا نقيض لها.

ويضيء هذا البحث القصير على موقف نعيمه الباكر من الحياة بتدفّقها وحيويّتها، ومن الموت بجموده وسكونه. أمّا النّتائج التي توصّل إليها فربطتها الباحثة بالفكرة الأساسيّة التي رافقت شخصيّات نعيمه الأساسيّة في أدبه الذي بدت ملامحه امتدادًا لقصيدة «النّهر المتجمّد»، باكورة كتاباته في روسيّا.

الكلمات المفتاحيّة: الحياة، الموت، الذّات، الثّنائيّات، الغربة، العبور.

La dialectique de la vie et de la mort dans le recueil de Mikhail Naimy «Hams al-joufoun»

Cette étude traite la dialectique de la vie et de la mort dans le recueil de Mikhail Naimy Hams al-joufoun, l’unique ouvrage poétique de notre grand auteur. Ces poèmes ont été rédigés entre l’an 1917 et l’an 1930, à l’époque où Naimy était aux Etats-Unis d’Amérique. m

Le but de l’article consite à montrer le point de vue précoce de Naimy envers la dialectique de la vie et de la mort, à travers son œuvre poétique, une œuvre qui présente des traits d’éloignement (exil) de soi et de forte nostalgie, comme à travers l’étude des dualismes de l’existence et leur influence sur l’esprit du poète, jusqu’à atteindre l’autre bord qui est la mort. m

S’exiler signifie normalement quitter son domicile d’origine; l’être exilé ne se lasse pas, d’habitude, de vouloir y retourner. Et sur le chemin du retour, certains dualismes causent une lutte au fond de l’esprit, et donc une anxiété et douleur morale; il y a là peu de chance d’accéder à un état de paix et de sécurité. Mais dans le recueil de Naimy, la lutte des dualismes adopte une route différente; ces dualismes sont en accord et en harmonie entre eux. Ceci facilita au poète le passage entre la naissance et la mort. De ce fait, la mort devient l’opposé de la naissance et non pas de la vie qui, elle-même, n’a pas d’opposé. m

Cet article reflète aussi le point de vue précoce de Naimy envers la vie dans toute sa générosité et son exubérance, comme envers la mort, son inertie et son silence. Quant aux conclusions qu’il tira de son expérience, l’auteure de l’article les lia à l’idée principale qui accompagna les héros et autres personnalités des œuvres de Naimy dont les traits semblent être une continuité du poème «al-nahr al-mutağammid», prémice de ses œuvres poétiques écrites en Russie. m

Mots clefs: la vie, la mort, le soi, les dualismes, l’exil, le passage. m

 

د. زكيّه نعيمه : باحثة في اللّغة العربيّة وآدابها والفكر المعاصر، حائزة على دكتوراه في اللّغة العربيّة وآدابها من معهد الآداب الشّرقيّة، جامعة القدّيس يوسف ببيروت. أمينة سرّ «النّادي اللّبنانيّ للكتاب»، وأمينة سرّ «جائزة الرّواية العربيّة» في وزارة الثّقافة اللّبنانيّة. حائزة على شهادة Mittlestuffe II باللّغة الألمانيّة من معهد غوته ببيروت. من منشوراتها : كتاب المرأة في فكر ميخائيل نعيمه، دار المشرق، ٢٠١٧.

الغساسنة في كتابات جرجي زيدان

كانت المرحلة الممتدّة بين القرنين التّاسع عشر والعشرين مرحلة نهضة فكريّة عند العرب، ظهر فيها العديد من المفكّرين الذين لمعوا في مجالات مختلفة، ومن هؤلاء نذكر جرجي زيدان الذي غاص في العديد من الدّراسات التّاريخيّة والأدبيّة. يُعدّ زيدان من الكتّاب الكلاسيكيّين الذين كتبوا التّاريخ، فانقسم رأي المؤرّخين بشأن أهمّيّة كتاباته: بين فريق وضعه في مرتبة عالية، واعتبر كتبه التّاريخيّة مهمّة جدًّا، وعلى الباحث العودةُ إليها في دراسة التّاريخ، وفريق آخر أسقط عنه صفة المؤرّخ، وعمد إلى إظهار أخطائه في التّحليل التّاريخيّ.

كتب جرجي زيدان في العديد من الموضوعات التّاريخيّة والأدبيّة، ودرس دولة الغساسنة في كتابه العرب قبل الإسلام، كما ذكر بعض المعلومات التّاريخيّة عنهم في روايته فتاة غسّان. كانت نظرته إلى هذه الدّولة تشبه إلى حدٍّ كبير نظرة المصادر العربيّة، مثل حمزة الأصفهانيّ، والمسعوديّ وابن خلدون، وهذا الأخير كان من المصادرالأساسيّة التي استند إليها زيدان في دولة الغساسنة، إضافة إلى المؤرّخ ثيودور نولدكه. أمّا الموضوعات التي عالجها زيدان عن الغساسنة فهي: أصل الغساسنة، ودخول غسّان إلى بلاد الشّام، وتأسيس الدّولة، وملوك غسّان، وعلاقة البيزنطيّين بالغساسنة، وأكمل بآثارهم، وأخيرًا مسيحيّة غسان بشكل مختصر جدًّا.

تميّزت منهجيّة زيدان بعدّة أمور؛ من جهة المضمون برز نقص في معلوماته خصوصًا من النّاحية الفكريّة، أمّا أسلوبه فكان سلسًا، لكنّه كتب التّاريخ بقالب أدبيّ، وهو تعاطى مع مصادره بأمانة بشكل عامّ، مع تحريف بعض معلومات المصادر البيزنطيّة.

بالمقابل، كانت دولة الغساسنة من الدّول العربيّة المهمّة قبل الإسلام، وقد طبعت مرحلة القرن السّادس الميلاديّ، إنْ من خلال علاقتها بالإمبراطوريّة البيزنطيّة، أو من خلال انتمائها المسيحيّ (كانت تابعة للكنيسة اليعقوبيّة). كذلك تكمن أهمّيّة هذه الدّولة بدخولها في خِضمّ الصّراع العربيّ – العربيّ بينها وبين المناذرة، والذي كان بالأساس صراعًا بين الإمبراطوريّتين البيزنطيّة والسّاسانيّة اللّتين استعملتا العرب أداةً في هذا الصّراع. تجدر الإشارة إلى أنّ هناك غموضًا يلفّ تاريخ الغساسنة قبل سنة ٤٩٠م.، فقد كثرت فيه المعلومات والأخبار التي كانت متناقضة في أغلب الأحيان، ممّا شجّع العديد من المفكّرين على الغوص في تاريخ هذه الدّولة.

 

Les Ghassanides dans les écrits de Gergi Zaidan

La période étalée entre le XIXème et le XXème siècles a été l’époque d’une renaissance intellectuelle chez les Arabes, au cours de laquelle de nombreux penseurs ont émergé et brillé dans différents domaines, citons entre autres Gergi Zaidan qui a plongé dans de nombreuses études historiques et littéraires. Zaidan est considéré l’un des écrivains classiques qui ont écrit l’Histoire, si bien que l’opinion des historiens sur l’importance de ses écrits a été divisée en deux groupes: Le premier groupe d’historiens lui a accordé un rang élevé et a considéré ses livres d’Histoire très importants; le deuxième groupe l’a rejeté en tant qu’historien et a délibérément montré ses erreurs dans l’analyse historique. m

Gerji Zaidan a traité sur de nombreux sujets historiques et littéraires et a étudié l’état des Ghassanides dans son livre Les Arabes avant l’Islam, et a également mentionné des informations historiques à leur sujet comme dans son roman Fatat Ghassan فتاة غسّان .Sa vision de cet État était puisée dans des sources Arabes telles que Hamza Al-Isfahani, Al-Masoudi et Ibn Khaldun; ce dernier était l’une des principales sources sur lesquelles Zaidan s’est appuyé, en plus de l’historien Théodor NÖldelle. Quant aux sujets que Zaidan a traités sur les Ghassanides, ils sont à leur origine de l’entrée de Ghassan au Levant, de l’établissement de l’État, aux rois de Ghassan, à la relation des Byzantins avec les Ghassanides et enfin aux Christianisme de Ghassan brièvement évoqué. m

La méthodologie de Zaidan s’est démarquée par plusieurs traits: En ce qui concerne le contenu, on remarqua un manque d’informations, surtout au niveau intellectuel. Quant à son style, il était fluide; Zaidan s’est montré fidèle aux sources desquelles il prenait ses informations, avec toutefois une distorsion de certaines informations prises de sources byzantines. Néanmoins, Zaidan a écrit l’histoire dans un cadre «littéraire». m

En parallèle, l’état des Ghassanides était l’un des principaux états arabes avant l’Islam, qui a marqué le VIème siècle après JC, à plusieurs niveaux: par sa relation avec l’Empire byzantin, et son appartenance chrétienne, (il appartenait à l’Église jacobite). L’importance de cet état réside également dans le fait qu’il soit submergé dans le conflit arabe-arabe, entre lui et la Munthira. Ce conflit était à l’origine d’une lutte contre les empires byzantin et sassanide et a considéré les Arabes comme un outil dans cette lutte. Ajoutons qu’il y a eu ambiguïté autour de l’histoire des Ghassanides avant l’an 490 après J.C., et qu’il y a eu confusion de plusieurs informations souvent contradictoires, ce qui a suscité la curiosité de nombreux penseurs et chercheurs et les a encouragés et poussés à plonger dans l’histoire de cet état. m

 

د. ميشال الحكيّم : حاصل على شهادة الماستر البحثيّ من الجامعة اللّبنانيّة عن رسالة «الغساسنة والمناذرة بين القرنين الرّابع والسّادس الميلاديّين في مصادر عربيّة (القرن الثّالث – الرّابع هـ. – التّاسع – العاشر م.)». تمّ القبول بأطروحته للدّكتوراه في الجامعة اللّبنانيّة «تطوّر علاقة الإمبراطوريّة الرّومانيّة بالقبائل العربيّة بين القرنين الأوّل ق.م والرّابع م. من خلال مصادر عربيّة».

 

بين «لا» النّافية للجنس و«لا» الحجازيّة في النّحو والدّلالة

«لا» النّافية للجنس و«لا» الحجازيّة تدخلان على المبتدأ والخبر، وتُحدثان التّغيير فيهما؛ فهما من حيث العمل تختلفان، أمّا من حيث المعنى فكلتاهما تفيدان النّفي، وتمييز النّحاة بينهما يزيد من صعوبة دراسة النّحو العربيّ، إذ يثقله بمصطلحات كثيرة وأحكام متنوّعة.

يظهر في عدّة مواضع أن لا تمايزَ بين الاثنتين، سواء برفع المبتدأ أو نصبه أو بنائه، أو برفع الخبر أو نصبه، وهذا العمل المختلف لا يؤثّر على المعنى، إذ إنّ الفارق الصحيح بين المراد من النّفي في نوعَي «لا» إنّما يظهر في موضع واحد، وهو حيث يكون فيه اسمهما مفردًا (لا مثنّى ولا جمعًا). لذلك، يجب تسميتهما بـ «لا» النّافية فقط، ويمكن الاستدلال على المعنى المقصود من خلال السّياق العامّ للكلام، وبذلك، تدخل «لا» النّافية على الأفعال والأسماء، فيتمّ توفير الكثير من الوقت والمجهود على متعلّمي اللّغة العربيّة، وتكون خطوة مُساهمة في عمليّة تسهيلها وتبسيطها.

Entre le «lā» privatif (nafiya lil-jins) et «lā al-hijāziyya».
Syntaxe et sémantique

Le “Lā” privatif et “lā al-hijāziyya” précèdent le sujet et son attribut (al-mubtada’ wal-khabar), et les modifient en quelque sorte. Ils sont différents de par leurs actions, mais indiquent tous deux la négation. La distinction que les grammairiens font entre ces deux particules augmente la difficulté d’étudier la syntaxe arabe. Dans plusieures formulations, aucune différence ne semble exister entre les deux, que ce soit en mettant le sujet au nominatif (marfū‘), ou au cas direct (mansūb), ou en le rendant indéclinable (mabniyy), et aussi en mettant son attribut au nominatif ou au cas direct. Et cette action n’influence pas le sens de la phrase en question, puisque la vraie différence entre les buts de la négation dans chacune des deux “lā” paraît dans une seule condition: lorsque leur sujet est au singulier uniquement. Pour cela, il faudrait seulement les nommer “lā de négation” (lā al-nāfiya), et de ce fait détecter le sens voulu à travers le contexte général de la phrase. Ainsi, “lā de négation” précèderait les verbes et les noms, ce qui faciliterait la tâche aux apprenants de la langue arabe. Ceci pourrait être, en effet, un pas vers la simplification de son apprentissage.

الخوري دانيال شديد : حائز على شهادة الدّكتوراه في اللّغة العربية وآدابها، وعلى شهادة الماجستير في الإدارة المدرسيّة من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. من مؤلّفاته: صورة يسوع المسيح والعذراء مريم في ديوان المطران جرمانوس فرحات. ودراسة عن تأثير تنشيط الاستراحات المدرسيّة في تطوير قدرة التّأقلم مع الحياة المدرسيّة.

 

عيسى المسيح في إنجيل كنيسة نجران القرن الخامس الميلاديّ

إنّ أقدم استعمال عربيّ لاسم عيسى، بدلًا من يسوع، يعود على ما يبدو إلى ترجمة عربيّة للإنجيل، تمَّتْ على الأرجح في محيط نجران (ق. ٥م.). أَبدلت هذه التّرجمة تعابير «ابني»، بـ «صفوتي» و«حبيبي»… وتعابير «أبي» بـ «الله»، أو حذفتها أحيانًا، فعلى الأرجح هذه ترجمة أريوسيّة، انتقل منها اسم «عيسى» إلى قصائد جاهليّة، ونقوش حجريّة، وربّما إلى القرآن.

حمل شعراء في الجاهليّة، ونقوش في نجران، أسماء وردت في هذا الإنجيل، مثل: المهلهل والسّالم والحصين والحسل والعبيد ومَزِيذ وعَمَن…

ربّما نفهم في هذه الدّراسة لماذا لا يسمّي المسيحيّون أولادهم باسم «يسوع»، أي ابن الله، في حين أنّهم لا يزالون مع إخوتهم المسلمين، يسمّون مواليدهم باسم «عيسى» أي النّبيّ.

Le Christ ʿIssā dans l’évangile de l’église de Najran (Vème siècle)

Il semble que le premier emploi arabe du nom «ʿIssa», à la place de celui de «Jésus», est dû à une traduction arabe de l’Évangile, réalisée probablement dans la région de Najran (Vème s.). Cette traduction a remplacé l’expression «mon Fils» par «mon élu» ou par «mon   bien-aimé», etc., et l’expression: «mon Père» par « Dieu». Ces expressions ont été parfois complètement supprimées. Vraisemblablement, il s’agit d’une traduction arienne.

Le nom «ʿIssa» fut transmis à des poèmes préislamiques, à des inscriptions, etc., et peut-être au Coran.

À l’époque préislamique, des poètes, des inscriptions à Najran, portaient des noms mentionnés dans l’Évangile, comme: «al-Muhalhil», «al-Sālim», «al-ḥaṣīn», «al-ḥasal», «al-ʿAbīd», «Mazīḏ»,  «ʿAman», etc. m

Probablement, cette étude nous fait comprendre pourquoi les chrétiens ne nomment pas leurs enfants « Jésus » − en tant que Fils de Dieu −, alors qu’ils les nomment, ainsi que leurs frères musulmans, «ʿIssa» − en tant que prophète. m

الأب حنّا إسكندر : دكتور متخصِّص بالتّاريخ، وأستاذ مادّة التَّاريخ واللّغات القديمة في الجامعة اللّبنانيّة. نشر عشرات الكتب وعددًا من المقالات البحثيّة؛ فَهْرَسَ وحقَّق حوالى خمسين ألف وثيقةٍ وعشر مخطوطات. اِشترك في عددٍ من البرامج التلفزيونيّة والإذاعيّة.

 

الاعتراض الضّميريّ… حقّ!

إنَّ الاعتراض الضّميريّ له جذوره في اختيار مَن يرفض إطاعة المشرّع، لأنّه يريد إطاعة القانون، وفهم القانون على أنّه المكان الذي تتجلّى فيه العدالة؛ لهذا السبب، ينشأ هذا الاعتراض من فكرة أنّ الحقيقة والعدالة ليستا نتاج إرادة المشرّع، ولكن أساسها وتبريرها. بهذا المعنى، فإنّ الاعتراض هو إظهار أمانة أعلى وإخلاص، ليس بسبب قوّة العقوبات بل لموضوعيَّة الحقيقة. ليس من السّهل تقديم دراسة حول الاعتراض الضّميريّ بشكل كامل، وأن تستوفي الدّراسة جميع القضايا والمجالات القانونيَّة؛ لأنّ ذلك ينطوي على ضرورة النّظر في العلاقة المعقّدة بين الضّمير والحريَّة، خاصّة عندما يتعلّق بالأسباب الدّينيَّة. كما أنّه ليس من السّهل إعطاء جواب نهائيّ بخصوص العلاقة بين القانون والشّرع والنّظام والضّمير، لأنّ المجتمع والنّظام القانونيّ يتطوّران باستمرار؛ يكفي التّفكير بزيادة الحقوق الجديدة المتعلّقة بالتّقدّم التّكنولوجيّ والعلميّ.

L’objection de conscience… un droit

L’objection de conscience trouve ses racines dans le choix de quelqu’un qui refuse d’obéir au législateur parce qu’il veut obéir à la loi et comprendre la loi comme le lieu où la justice se manifeste. Pour cette raison, il découle de l’idée que la vérité et la justice ne sont pas le produit de la volonté du législateur, mais plutôt son fondement et sa justification. En ce sens, l’objection est de faire preuve d’une plus grande honnêteté et sincérité non pas à cause du pouvoir des punitions, mais à cause de l’objectivité de la vérité. Il n’est pas facile de présenter une étude complète sur l’objection de conscience et de satisfaire tous les cas et domaines juridiques; parce qu’elle implique la nécessité de considérer la relation complexe entre conscience et liberté, surtout quand elle concerne des raisons religieuses. De plus, il n’est pas facile de donner une réponse définitive concernant la relation entre la loi et la loi et la loi, l’ordre et la conscience, car la société, ainsi que le système juridique, sont en constante évolution. Il suffit de penser à accroître les nouveaux droits liés au progrès technologique et scientifique. m

 

 الأب ريمون جرجس:  بروفسور في جامعة الحكمة. حصل على شهادة الدّكتوراه في القانون الكنسيّ الشّرقيّ من المعهد الحبريّ الشّرقيّ في روما عام ٢٠٠٢. له مؤلّفات ودراسات قانونيّة وعلميّة باللّغتين العربيّة والإيطاليّة تتناول عدّة نواحٍ في شرع الكنائس الكاثوليكيّة.

 

«مكانة / سلطة يسوع المسيح» في «أناشيد الأعياد المريميّة البيزنطيّة»

تتجلّى مكانة المسيح وسلطته في الصّلوات اللّيترجيّة والجماعيّة التي تكوّن وتنمّي الكنيسة، منبع الحياة الجديدة في المسيح، وتحدّد هويّة المعتقد المسيحيّ. إنّ العلاقة المميّزة باﷲ تنعكس من خلال الصّلاة، وقد وعت الكنيسة هذه العلاقة، ومجّدت قدرة المسيح المتجلّية بطول الأناة.

ركّزت الكنيسة من خلال صلاتها اللّيترجيّة على الطّابع المسيحانيّ من خلال تمجيد أقانيم الثّالوث الأقدس الواحد، ليصبح الملكوت حاضرًا فينا وبوسطنا، ولنصبح مشاركين فيه، عبر اتّحادنا بعضنا ببعض، بالصّلاة اللّيترجيّة الجماعيّة سواء أكان باللّيترجيا أو بالفرض الإلهيّ، كما باستعمال الأشياء والأواني الكنسيّة، وتهيئة القرابين المقدّسة، ورسم إشارة الصّليب التي تعني حضور الثّالوث فينا.

اِهتمّت الكنيسة خاصّة بمكانة القدّيسة مريم والدة الإله من خلال الطّابع المسيحانيّ والتي تُعتبر الموجّه نحو الثّالوث والمسيح (مثال عرس قانا الجليل) من خلال تواضعها، وهبة ذاتها في بدء فجر الفداء الخلاصيّ، وخاصّةً في الأعياد المريميّة عبر التّعابير اللّيترجيّة في التّراث البيزنظيّ والأسماء والصّفات التي أطلقتها عليها في صلواتها والتي تعكس بوضوح روح الكتاب المقدّس والفكر الآبائيّ ومضمونهما، مشدّدة على أنّها والدة الإله بالحقيقة من خلال ختم الصّلوات الليترجيّة وإنهائها بعبارة المسيح إلهنا الحقيقيّ، وبشفاعة أمّه الكاملة الطّهارة، وجميع القدّيسين الذين يمثّلون مع المسيح أيقونة ملكوت اﷲ، وهو ما نختبره باللّيترجيا التي هي بطاقة هويّة للاعتراف المسيحيّ، وبالصّلاة الجماعيّة التي نختبر من خلالها علاقتنا باﷲ كشهادة على الواقع.

Autorité et statut du Christ d’après les hymnes des fêtes mariales byzantines

L’Autorité du Christ se révèle dans les prières liturgiques qui forment le culte de l’Eglise, la rendent une source vivante en Christ, et fixent l’identité du Credo chrétien. Ainsi l’Eglise prend conscience de la prière qui reflète la relation intime avec Dieu et glorifie son autorité transfigurée en sa ‘longanimité’.

L’Eglise a souligné le caractère christocentrique grâce à sa prière trinitaire dans la Liturgie divine et dans l’Office divin pour rendre présent le Royaume en nous et par nous aux autres membres. Cette participation s’accomplit aussi grâce à l’emploi des vases sacrés, la préparation des saintes offrandes et le signe visible de la Croix. Marie, la Théotokos, reçoit une place de prime grâce au caractère christocentrique et devient ‘le guide’ vers le Christ à travers son humilité et don de soi (les noces de Cana).

La Tradition byzantine liturgique dans les fêtes mariales présente une large gamme de noms et qualificatifs empruntés à l’Ecriture Sainte et aux écrits patristiques donnés à la Vierge toute sainte. m

Cette même tradition souligne sa maternité divine qui se révèle même dans les bénédictions finales. Ensemble avec le Christ et les autres saints, Marie forme l’icône du Royaume de Dieu que nous expérimentons dans le culte comme témoins de notre relation avec le Christ. m

 

المطران نيقولا أنتيبا ق.ب. : النّائب البطريركيّ العامّ في دمشق. أُستاذ جامعيّ وباحث في الشّؤون اللّيترجيَّة. له عددٌ من المقالات اللّيترجيَّة المنشورة في مجلَّة المشرق.

Share This