يهدف هذا البحث إلى الإجابة عن سياق لغويّ جديد وسمناه بالسياق القلق، ويبيّن قدرة كلّ من التركيب والمجمع وتنازعهما في خلق هذا السياق. وقد أجابت الدراسة عن الإشكاليّة الآتية: هل تستطيع النظريّة السياقيّة العربيّة “كلّ زيادة في المبنى- زيادة في المعنى”، حسم المعنى أم قد يحتاج إلى محاصرة ودقّة لإدراك قصديّته؟ هل استطاعت نظريّات السياق الحديثة… أن تثبّت المعنى تبعاً لها، ولا يعود (قَلِقاً)؟ أم شعّبته بين قاصدٍ واحدٍ ومتلقٍّ متنوّع؟ ما هو دور كلّ من المعجم والتركيب ونزاعهما في تأدية سياق دالّ حادّ للمعنى؛ أم تدفع هذه العلاقة إلى قلق في دلالة الألفاظ والمفردات والمعاني؟ كيف يمكننا أن نعالج هذا القلق السياقيّ بآليّات لغويّة نصّيّة بغية الوصول إلى مقاربة المعنى وتقييده بقصديّة مُثلى؟ لماذا لا نفيد من نزاع المعجم والتركيب في تحديد سياق جديد؛ ندعوه (السياق القلق) يضعنا أمام احتماليّة صوابيّة المعنى أو حسمه كنتيجة صراع منطقيّ بين المبنى والمعنى؟
وقد عالجناها بمراعاة المعادل الأصوليّ العربيّ ولسانيّات النصّ الحديثة، وقدّمنا بعض الأمثلة التطبيقيّة اللازمة.