يَعتبر المطران حميد موراني أنّ الإيمان هو المِحور الأساسيّ في الوجدان التاريخيّ المارونيّ. وقد طَبَعت الأمانة لهذا الإيمان، الوجدان والهويّة بحيث صارت قرارًا وسلوكًا وحياة. إلاّ أنّ ذلك لم يجعل الوجدان ينغلق على ذاته في عزلة حفاظًا على الإيمان، بل سار به تاريخيًا نحو الرّسالة. فالوجدان المارونيّ هو وجدان رساليّ، وهذا ما سمح له بالانفتاح على الآخر المُختلف الّذي هو المُسلم. وبالتالي ربط مصيره به في أرض محدّدة هي لبنان.
هذا البُعد الآخر في الذّات، رآه المطران موراني على أنّه ليس بعدًا خارجيًّا مُضافًا، بل جدليّة تحرّك الهويّة المارونيّة في العمق، وهي جدليّة الذات -الآخر. وبذلك أصبح الوجدان التاريخيّ المارونيّ أمام حاضر جديد مُتمثّل بالميثاق الوطنيّ، أي العلاقة بالآخر. فحياة الروح، كما يقول هيغيل، تبدأ حينما نخرج إلى حاضر العلاقة بالآخرين.
فالموارنة أصحاب رسالة في لبنان والشّرق. والوجدان المارونيّ قابل للانفتاح والتفاعل والإبداع. فلا بدّ من الدّخول في عمق الوجدان لابتداع مفاهيم جديدة تَحكم المستقبل. وللقيام بهذه المهمّة، لا بدّ من إجراء “عمليّة وجدانيّة” و”تمازج آفاق” بين المسلمين والمسيحيِّين.

Share This