اللاّهوت السّياسيّ في الكنيسة المارونيّة

الأب نادر ميشيل اليسوعيّ

شفاء القلب، اللّعنة الّتي تصير بركة

136 ص. بيروت: دار المشرق، 2022
(ISBN: 978-2-7214-5620-5)

اللّعنة الّتي تصير بركة : عنوان يحمل في طيّاته تساؤلات وجوديّة ضمنيّة من بينها : كيف للعنة أن تصير بركة؟ «شفاء القلب مسيرةٌ من اللّعنة إلى البركة، وهذا هو عمل الله المتجدّد فينا كلّ يوم». بهذه الجملة يُعرَّف الكتاب على الغلاف كدعوة إلى بدء العلاج من أجل الشِّفاء. من هنا، يشدّد المؤلِّف، الأب نادر ميشيل اليسوعيّ، على أنّ «مفتاح شفاء القلب الحقيقيّ هو في الإيمان بالقيامة، ذاك الّذي يمنحنا أن نصدّق مغفرة الله في حياتنا، وهو من يهبنا الشّجاعة لأنّ نغفر للآخرين كما غفر لنا».

تُستَهَلّ المقدّمة بالآية من سفر التّثنية : «فحوّل لك الرّبّ إلهك اللّعنة بركة، لأنّ الرّبّ إلهك قد أحبّك» (تث 23: 6). هذه هي خبرة الإنسان مع الله، إنّه بركة لأنّه محبّة. فالبركة أصل حياتنا، ومشيئة الله الأكيدة والثّابتة هي أن يفيض على الإنسان الحياة والنّعمة.»

يتألّف الكتاب من ثلاثة فصول: الفصل الأوّل يتناول البركة في واقعنا اليوميّ، والبركة في الكتاب المقدّس منذ البدء، مرورًا بإبراهيم ويعقوب وعيسو ويوسف ومريم. ويتطرّق الفصل الأوّل إلى اللّعنة وكيفيّة تفاعل النّاس والشّعور باللّعنة، والغضب والنّقمة والكراهية، والانغلاق في الألم، وإنكاره، وإسقاط اللّعنة على الآخرين. ثمّ يتناول هذا الفصل اللّعنة في الكتاب المقدّس بالإضافة إلى أسئلة للتّفكير الشّخصيّ والمشاركة الجماعيّة. ويختتم المؤلّف الفصل الأوّل بنصوص كتابيّة للتّأمّل والصّلاة.

الفصل الثّاني يحمل عنوان «يسوع الإنسان البركة»، ويتطرّق إلى حياة يسوع الّتي تُعتَبَر بركة للنّاس، وفيها يتناول المؤلّف التّطويبات كطريق للبركة، وتضامن البشر في مواجهة اللّعنة، ويسوع نبع البركة المتدفّقة، وردّ يسوع على اللّعنة حين قال : «اغفر لهم…» فصارت اللّعنة بركة لأنّ المغفرة هي البركة الحقيقيّة. وكما في الفصل الأوّل، يختتم المؤلّف الفصل الثّاني بطرح أسئلة للتّفكير الشّخصيّ والمشاركة الجماعيّة، تليها نصوص كتابيّة للتّأمّل والصّلاة.

في الفصل الثّالث من الكتاب، يدعونا المؤلّف إلى سلوك طريقنا مع تلميذَي عمّاوس لنعبر من اللّعنة إلى البركة، مشدّدًا على انتقال نور البركة من قلب إلى قلب، والإيمان بالقيامة ومغفرة الخطايا. ففي القلب ينبوع البركة ومنه يتدفّق. أسئلة التّفكير الشّخصيّ والنّصوص الكتابيّة للتّأمّل والصّلاة تختتم أيضًا الفصل الثّالث.

الخلوة الرّوحيّة تدعو القارئ في النّهاية إلى أخذ وقت للصّلاة مع تلميذَي عمّاوس (لو 24: 36-50) ليتذكّر مسيرته في أثناء قراءة الكتاب. إنّها خبرة شخصيّة انطلقت من الأسئلة الّتي حملها في البداية أو الّتي ظهرت على السّطح، والكلمات الشّخصيّة الّتي دوّنها والنّقاط الّتي لمسته في الكتاب.

في هذا الكتاب، دعوة ضمنيّة إلى عيش الزّمن الفصحيّ، زمن العبور من اللّعنة إلى البركة، من الموت إلى الحياة.   

الدّكتورة بتسا استيفانو: حائزة دكتوراه في العلوم الدّينيّة، وإجازة في الأدب العربيّ من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. أستاذة محاضرة في معهد الآداب الشّرقيّة في الجامعة، ومسؤولة عن الأبحاث في مكتبة العلوم الإنسانيّة فيها. أستاذة محاضرة في جامعة «Domuni» – باريس. ولها العديد من المقالات المنشورة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة.

         [email protected]

Share This