قضايا راهنة
حظوظ العلمانيّة في البلدان العربيّة
يراجعُ المؤلِّف، في هذا المقال، الخطوطَ العريضة الخاصّة بأصحاب النظرة الجوهرانيّة الذين ينسبون أسباب إخفاقات العلمانيّة في العالم العربيّ إلى تعارض الدين الإسلاميّ ومبادئ الحداثة الغربيّة بوجهٍ عامّ من جهة، وخطوط أصحاب المقاربة الظرفيّة الذين ينسبون هذا الفشل إلى الظروف التاريخيّة التي دعمت تيّاراتٍ خاصّة بالفكر الإسلاميّ غير المؤاتي للعلمانيّة من جهة أخرى. والمؤلِّف يميّزُ نظرةً جوهرانيّة في مختلف التيّارات الإسلاميّة، ولاسيّما في ما يخصُّ الإحالة إلى النصوص المقدّسة بهدف استنباط الاتّجاهات الأخلاقيّة والسياسيّة التي تناسب الواقع. ولكنّه في الوقت عينه، يُبرزُ أهميّةَ تقوية المناظرة بين التيّارات الليبراليّة والإسلاميّة، مناظرة لا تزال واعِدة على الرغم من أنّ وضع العالم العربيّ اليوم تسيطر عليه مواجهةٌ سنّيّة-شيعيّة وعنفٌ دوليّ شديد.
الحقُّ في حريّة الضمير: محنةٌ للدّين أم فرصة لتجديده؟
الحقُّ في حريّة الضمير: محنةٌ للدّين أم فرصة لتجديده؟
إنّ الحقّ في حريّة الضمير هو أحد أهمّ إنجازات العلمانيّة، وهو يفرض توجيهًا لا مفرّ منه في تاريخ البشر. أمّا العقلانيّة التي تأسّست عليها حريّة الضمير فتضعُ الدِّين في مواجهة تحدّياتٍ خارجيّة (من حيث دورها في حياة الإنسان والمجتمع)، وداخليّة (نظرًا إلى حريّة التفكير في الجماعات الدينيّة وظهور التيّارات الليبراليّة المفاجئ). فكاتب المقال يعالج تحدّيات تأقلُم الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس البروتستانتيّة والإسلام مع تلك القيمة العالميّة.
زمن ما بعد التعدّديّة الثقافيّة
زمن ما بعد التعدّديّة الثقافيّة
ساهم تراجع اللّيبراليّة الناشئة عن الحداثة والتي تحتضن القيم الديموقراطيّة وحقوق الإنسان، وكذلك انحسار التوتّر الحيويّ بين الاشتراكيّة واللّيبراليّة على الصعيد الوطنيّ بعد زخم العولمة في نشر التعدّديّة الثقافيّة في المفردات السياسيّة منذ السبعينيّات. فالسياسات التي تتّبعها الحكومات الأوروبيّة في هذا الصدد، على الرغم من تنوّعها، قد أثمرت النتيجة نفسها: ثبات المهاجرين في مجتمعاتهم الثقافيّة معزّزين بالتالي هويّة المجتمع الأجنبيّ بالكامل، وحتّى ذلك الذي يتناقض تمامًا مع الروح الليبراليّة. فقد ساهم انحدار العولمة النسبيّ عقب الأزمة الماليّة والاقتصاديّة العام 2008، وكذلك ارتفاع نسبة الإرهاب على الساحة الدوليّة في التشكيك بالتعدّديّة الثقافيّة نفسها. يتبع المؤلّف تطوّر هذه المسألة ويظهر القضايا والتحدّيات ذات الصلة
إشكاليّة مفهوم “كرامة الإنسان المتأصّلة”: تحدّيات ثقافة تقوم على حقوق الإنسان
إشكاليّة مفهوم “كرامة الإنسان المتأصّلة”: تحدّيات ثقافة تقوم على حقوق الإنسان
تجعل العلاقة العضويّة القائمة بين حقوق الإنسان المعترَف بها عالميًّا وكرامة الإنسان التي تُعتَبَر ذات قيمة جوهريّة من العمل بالحقوق هذه إشكاليّة كبرى ضمن مجتمعاتٍ خاضعة لتأثيرات الفكر الدينيّ. وبالتالي، فإنّ توضيح العلاقة العضويّة هذه وما تمثّله بالنسبة إلى الفكر الدينيّ يبدو أساسيًّا من أجل التكيّف التامّ والكامل مع حقوق الإنسان في زمنٍ باتت فيه الطريق الوحيد الذي يشرّع الأبواب أمام مستقبلٍ واعد. يحاول المؤلّف في بادئ الأمر أن يُظهر ترسّخ حقوق الإنسان في مفهوم كرامة الإنسان الجوهريّة، ثمّ ينتقل إلى عرض المشكلات المتعلّقة بالمفهوم هذا، قبل أن يبسط أخيراً سبُل التعبير عن هذا المفهوم في الفكر الدينيّ اليهوديّ، والمسيحيّ، والإسلاميّ.
المياه في أزمات الشرق الأوسط السياسيّة
المياه في أزمات الشرق الأوسط السياسيّة
في مقاله، يعالج الأب فرنسوا بوّدك اليسوعيّ إشكاليّة المياه التي تجلّت منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط. فبالإضافة إلى المآسي التي تُشعل المنطقة، يبدو أن ملفّ المياه يهدّد العديد من دول الشرق الأوسط. في هذه الدراسة المنظّمة، يباشر الكاتب بشرح العوامل المختلفة التي تبرز قضية المياه والتي ستؤدّي بدون شكّ إلى نزاعات إقليميّة. ويتابع شارحًا بالتفصيل واقع ثلاثة وديان نهريّة رئيسيّة في المنطقة: وادي النيل، وادي دجلة والفرات، ووادي الأردنّ. حتى أنّه تحدّث عن “الحروب الهيدروليكيّة”. وعلى الرغم من أنّ النزاعات الهيدرو-سياسيّة تساهم في خلق توتّرات جديدة، إلاّ أنّ ملفّ المياه تبقى ثانويًّا نسبةً إلى قضايا الاستقرار والأمن في العديد من الدول. في الواقع ، لن تشكّل مسألة المياه عقبةً أمامها إذا كانت تمتلك رغبةً جامحة في إحلال السلام، إذ إنّه لا يمكن فصل السلام الهيدروليكيّ عن مشاريع السلام العالميّ الأخرى.
نقلته من الفرنسيّة كلير بوناصيف
مخاض الديموقراطيّة في لبنان والشرق الأوسط
مخاض الديموقراطيّة في لبنان والشرق الأوسط
على مدى عقد ونصف، خاض العالم العربيّ تجربتين ديموقراطيّتين كارثيّتين: الأولى من “الخارج” فرضتها الإدارة الأميركيّة على الرئيس “جورج بوش”، المعروفة تحت اسم “الشرق الأوسط الكبير”، والثانية ناتجة من الداخل “مع الانتفاضات الشعبيّة التي نشأت في العديد من البلدان. يقترح المؤلّف قراءة نقديّة لهذين الحدثين والقضايا ذات الصلة، فضلاً عن التجربة الديموقراطيّة اللبنانيّة في ضوء التغيّرات الإقليميّة، من أجل تلخيص العناصر التي تعزّز ظهور ديموقراطيّة حقيقيّة في لبنان والعالم العربيّ.
حقوق المرأة في الميزان
حقوق المرأة في الميزان
لارا كرم البستانيّ، أستاذة قانون في جامعة القدّيس يوسف، ومسؤولة عن مضايا الجامعة القانونيّة، ومحامية في نقابة المحامين في بيروت. في سنة 2001، عرضت أطروحة في القانون العامّ بجامعة باريس 2، بانتيون-آساس. وقد كانت في السابق مستشارة دبلوماسية لوزير العدل حين مثّلت لبنان لدى مجلس حقوق الإنسان في جنيف. ومنذ العام 2011 وهي عضوٌ فعّال في اللجنة الوطنيّة للمرأة اللبنانيّة.>
العولمة وتأثيرها الدِّينيّ والثقافيّ
العولمة وتأثيرها الدِّينيّ والثقافيّ
في هذه المقابلة يجري الحديث عن العولمة وتأثيراتها الثقافيّة والدينيّة في لبنان والبلدان العربيّة. وإنّ ﭘاسكال مونان، أستاذ في جامعة القدّيس يوسف، يعتبر أنّ العولمة، مع التطوّر الراهن، قد أصبحت نظامًا يدمّر الحدود التي تفصل الدول والمجتمعات، ويساهم في الوقت نفسه في تقصير المسافات وفي توحيد الأمثلة المطروحة، وكأنّ العالم بأكمله مجرّد قرية. لهذا السبب يرى أنّه من الضروريّ المحافظة على الهويّات الثقافيّة الدوليّة والدفاع عن اللغة بوجهٍ خاصّ. ولكنّ العالم يهدف إلى إنشاء لغة عالميّة هي اللغة الإنكليزيّة، على حساب اللغات الأمّ. واستطاعت العولمة أن تشجّع الانفتاح على الديانات الأخرى، عبر تقريبها الواحدة من الأخرى. كما ساهمت في ما يُسمّى “الربيع العربيّ” في بعض البلدان. في الواقع، تبيَّنَ أنّ الانفتاح العربيّ على الغرب ذو فائدة لأجل التعاون بين الجامعات المحليّة والعالميّة لتبادل الخبرات. إنّ مفتاحَ الحداثة هو العلم والمعرفة. مع ذلك، فإنّ مستوى الأميّة في البلدان العربيّة لايزالُ مرتفعًا، حتّى في لبنان حيث “تُغتَصَب” حقوق الإنسان وحقوق المرأة يوميًّا. فتحتاج العولمة إلى مزيد من الوقت والمجهود لنلمس منها نتائجَ فعّالة.
دور الجامعات العربيّة في مرحلة ما بعد الربيع العربيّ
دور الجامعات العربيّة في مرحلة ما بعد الربيع العربيّ
إنّ موضوع هذه المقابلة هو مسؤوليّة الطلّاب الشبيبة في الشرق الأوسط ضمن فترة ما بعد الربيع العربيّ الصعبة. فالعالم العربيّ يمرّ بمرحلة انتقاليّة سياسيّة وثقافيّة على حدّ سواء، ولا سيّما في مصر وتونس وليبيا. حاليًّا، يحاول العرب إعادة “ترميم” كلّ مِن إيمانهم والحداثة، ولكن من غير أن يقلّدوا أحدًا، إذ إنّهم يدركون أنّ هذه الأحداث تمثّل خطوةً أولى على الطريق الطويلة التي عليهم اتّخاذها كي يبلغوا الاستقرارَ المنشود. بالإضافة، سيتطلّب الأمر الاعتراف بأنّ الوقت قد حان لفَصْل الدِّين عن السياسة، كون الضمير السياسيّ والتربية أصبحا مختلفَين اليوم، ولو كانت الشبيبة الجامعيّة العربيّة تتأثّر بطريقة أو بأخرى بتلك التغيّرات الجذريّة، وخاصّةً في لبنان، بسبب الليبراليّة والهجرة. بالتالي فمن الضروريّ أن تتعاون الجامعات العربيّة بفتحها أبوابَ التواصل بين طلّابها، وباتّخاذها المبادرات الجماعيّة، مشجّعةً هكذا على الثقة ببلادنا.
هل ولّى زمنُ الاستشراق؟
هل ولّى زمنُ الاستشراق؟
إنّ استشراق إدوار سعيد هو أحد الكتب النادرة الحديثة التي سبّبت جدالات في الأوساط الأكاديميّة والسياسيّة على الصعيد العالميّ، والتي أثّرت في الدراسات ما بعد احتلال المشرق طوال جيلَين. والكتب النقديّة العديدة التي درست هذا المؤلَّف قد أظهرت أخطاءه التاريخيّة والعلميّة وحتّى المنهجيّة، جاعلةً الإشكاليّة المطروحة فيه باطلة. مع أنّ كاتب هذا المقال يبيّنُ أنّ جوهر هذه الإشكاليّة المتين، وهو “الاستشراق المستتر” الذي يتحدّث عنه إدوار سعيد، لا يزال ناشطًا وله ثِقلُه لدى بعض الأكاديميّين، يؤدّي دورًا بارزًا في اتّحاده بالخطاب السياسيّ وخاصّةً في زمن المحنة.
آفاق الديموقراطيّة العربيّة في ظلّ حكم الإسلاميّين المعتدلين
آفاق الديموقراطيّة العربيّة في ظلّ حكم الإسلاميّين المعتدلين
إنّ الربيع العربيّ كان قد أحضر إلى السلطة مَن اتّفق المراقبون على تسميتهم بـ”الإسلاميّين المعتدلين”، في بعض البلدان العربيّة. ولكن هل سيؤدّي هذا التغيير إلى إنشاء الأنظمة الديموقراطيّة في تلك البلدان؟ وهل تنحصر الإجابة عن هذا السؤال في خصوصيّات البلدان المعنيّة، أم يمكن تعميمها على كلّ تجربة حكمٍ يمكن الإسلاميّين المعتدلين أن يقوموا بها؟ يحاول المؤلّف إيجاد أجوبة عن هذه الأسئلة باقتراحه مقاربة مزدوجة سياقيّة جوهريّة، مركّزًا خاصّةً على الإصلاح الدستوريّ في كلٍّ من مصر وتونس.
حقوق الأقليّات المسيحيّة في المشرق العربيّ
حقوق الأقليّات المسيحيّة في المشرق العربيّ
إنّ حضور المسيحيّين في المشرق العربيّ، حتّى قبل نشوء الإسلام، قد طبعَ هذه المنطقة على الصعيد الثقافيّ والسياسيّ والدينيّ والقضائيّ. وعلى الرغم من التساهل الملموس تجاه المسيحيّين على أرضٍ مسلمة، يُلاحَظ أنّهم لم يتحرّروا بالكامل، إذ يعانون بعضَ الانتهاكات في حقوقهم الأساسيّة أي المتعلّقة بالمساواة والحريّة الدينيّة، وحريّة التعبير والسلامة الجسديّة. يقترح هذا المقال تحليلًا سياسيًّا قضائيًّا لوضع الأقليّات المسيحيّة في المشرق العربيّ، ثمّ يعرض أفكارًا عن مبادرات جديّة في سياق الإصلاح الراهن، بهدف خَلق مشرقٍ عربيّ متعدّد يفرضُ احترامَ حقوق المسيحيّين الأساسيّة، بل حقوق جميع المواطنين.