علم نفس

الصحراء… وحدةٌ منشودة!

الصحراء… وحدةٌ منشودة!

إنّ الإنسان، منذ ولادته، ينطلق في مسيرة نفسيّة طويلة تترجّح بين منعطفات الوعي واللاوعي قبل أن يتمكّن من بناء هويّته. وهذه الرحلة سيّدُها الزمن، وبطلُها الإنسان المنجرف وراء عددٍ من الديناميّات التي ستدعّم بناء هذه الهويّة وتحدّد إيقاعها، كالرغبة، والاحتياجات، والنقص… في الواقع، يمهّد النموُّ البيولوجيّ الطريقَ أمام النموّ الشخصيّ المكتمل على الصعيد النفسيّ، والفكريّ، والروحيّ. ولهذا السبب، فإنّ عامل الوقت هو العنصر الأساسيّ والضروريّ في هذه المعادلة، وهذا ما يحاول مقالُنا أن يثبّته.

سيكولوجيا الاستحواز

سيكولوجيا الاستحواز

تظهر الرغبة في الاستيلاء والاستحواز في جوانب الحياة المختلفة منذ بداية الزمان. في الواقع، تبرز الظاهرة هذه في الإنسان طوال مرحلة النموّ النفسيّ-الجنسيّ في الطفولة. فالصغار الذين يحبّون أن يستحوزوا على كلّ شيء يتحدّرون، بشكل عامّ، من عائلات غير مستقرّة نفسيًّا وبطريقة مماثلة، يمكن القول إنّ المجتمعات التي تتميّز بهذه الظاهرة غالباً ما تفتقر حكوماتها إلى المصداقيّة.
كثيرًا ما ترتبط سمات الاستحواز هذه بسمات سيكوباتيّة يصعب علاجها. فالارتباط هذا يميل إلى خلق دكتاتوريّات سياسيّة، وعسكريّة، وإيديولوجيّة.
العلاج قد يبدو صعبًا، خاصّة بالنسبة إلى الراشدين. أمّا ما يمكن معالجته بشكل معقول فهو قيام سلطة قضائيّة، عادلة وحازمة في الوقت نفسه، قادرة على الردّ على “الأنا” الفرديّة والجماعيّة وتدمير هيكليّتها الأساسيّة. في حين يبقى العنصر الوقائيّ والتربويّ أساسيًّا للغاية لكي تتمكّن الأجيال الجديدة من تفادي هذا الاتّجاه غير السليم.

عبد الناصر: تكوين “الأنا الوطنيّة” وأثرها في الأعمال

عبد الناصر: تكوين “الأنا الوطنيّة” وأثرها في الأعمال

إنّ عبد الناصر، وقد تابع دروسه في مدرسة “رأس التين: مركز الشبيبة المقاومين الاحتلالَ البريطانيّ”، طُبِعَ بالأيديولوجيا الثورويّة. وتعلّق جدًّا بمجموعات المقاومين هذه. وإذ أصبح عسكريًّا، توجّهَ نحو رفاقه الضبّاط، فكان متساهلًا معهم ومنعه من رؤية أخطائهم.
إعتقد بعضُ الناس أنّ عبد الناصر أصبح دِكتاتورًا، وهذا ليس صحيحًا، لأنّ شخصيّته لم تكن قد تغيّرت، ولكن ما كبُر عنده كان هذا الجانب الأيديولوجيّ الثورويّ العائد إلى عامِلَين: عادة النجاح والثقة بإمكانيّة اتّخاذ القرارات الحاسمة أوّلًا، والشعور بأنّه ووطنَه كانا طريدتَي الأعداء ثانيًا.

الفاروق وسيكولوجيا العدل

الفاروق وسيكولوجيا العدل

لقد أدارَ عمر ابن الخطّاب الخلافة الإسلاميّة في فترةٍ عصيبة، إلّا أنّه تمكّن من تقوية أسُسها عبر اعتماد مبدأ العدالة. وهذه العدالة لم تكن، عنده، عدالةً قضائيّة أو اقتصاديّة، بل امتدّت لتطالَ السلوك والمشاعر. وإذ كان يحاول أن يطبّقها في كلّ شيء، وجبَ عليه مواجهة حاجزَين كبيرَين: تفسير النصوص الدينيّة الصارم، وفكرة ممارسة العبوديّة. كما شجّعَ مبدأ التفكير العاقل من أجل تفسيرٍ أشدّ ملاءمة للظروف والتطوّر. وطبعًا، حاربَ العبوديّة. وانتقادُه القمعيّ إزاء حاكم مصر كان مستمرًّا، نظرًا إلى سلوك هذا الحاكم القاسي والمستفزّ مع المصريّين. وقد قُتِل عمر، للأسف، مطعونًا بالسكّين، ما تسبّب بمقاطعة نضال الفاروق..

سيكولوجيا الفكاهة عند المصريّين

سيكولوجيا الفكاهة عند المصريّين

إنّ الفنّان، والشاعر، ومُتقِن الكاريكاتور صلاح جاهين معروض نموذجًا لدراسة الفكاهة باعتبارها أسلوبًا دفاعيًّا سيكولوجيًّا لجأ إليه المصريّون، طوال تاريخهم، في وجه القمع وصعوبة الحياة. فعندما تصبحُ الصعوبات أقسى ويجد المواطنون أنفسهم مجرّدين من كلّ وسيلة أخرى، يتوجّهون أحيانًا إلى تصرّفٍ مُضحك وهزليّ يعرقل تقدّمهم في الحياة ويؤول بالفكاهة الناضجة والإيجابيّة إلى الهاوية.

كنيسة مصر اليوم بين رسالتها النبويّة والملَكيّة والكهنوتيّة

كنيسة مصر اليوم بين رسالتها النبويّة والملَكيّة والكهنوتيّة

إنّ ثورة الخامس والشعرين من كانون الثاني 2011 المصريّة هي “حيّزٌ لاهوتيّ” حقيقيّ يسمحُ بقراءة الأحداث وفق رسالة الكنيسة الثلاثيّة التي ركّز عليها المجمع الفاتيكانيّ الثاني:
• كنيسة الأنبياء: النبيّ يواسي الشعب في زمن المحنة ويذكّره بالوفاء للعهد.
• كنيسة الملوك: الملك، راعي شعبه، يؤسّس المجتمع الإنسانيّ على قِيَم تُعزِّز معنى الغيريّة، ومعنى احترام الاختلاف، ومعنى المواطنة لا الطائفيّة، ومعنى الحريّة والديموقراطيّة، بمحاربة الظلم والقمع والفساد.
• كنيسة الكهَنة: الكاهن، إذ يقدّم إلى الربّ صلاةَ الشعب، يقدّم أيضًا كلًّا من نفسه والشعب إلى الربّ؛ يمجّدُ المصالحة مع الماضي وبين الإخوة الأعداء، بهدف أن يسودَ ملكوتُ الله في المجتمع.

طه حسين وسيكولوجيا الإصرار على النجاح

طه حسين وسيكولوجيا الإصرار على النجاح

لقد فقدَ طه حسين البصر منذ صِغَره، ولكن، بعيدًا عن أن ينزوي كما يفعل باقي الأولاد ذوي إعاقة، استخدم إعاقته وصار مصمّمًا على النجاح وبناء ثقة قويّة بالنفس. ساعدته عدّة خصائص تمتّع بها مثل حُسن المبادرة، والشعور بالتعاطُف، وقدرة الانخراط في المجتمع، على النجاح وعلى تجاوز ألَمه والتكرّس لخدمة الآخرين. حاز على شهادة الدكتوراه من جامعة القاهرة ومن السوربون. كان وزير الثقافة العامّة وشجّع مجّانيّةَ التعليم. وكان متمكّنًا من اللغة، كما عُرِفَ كاتبًا بارزًا وأستاذًا جامعيًّا ممتازًا. ولطالما حارب رُكودَ الفكر.

Share This