تاريخ مدنيّ

نوبل للسّلام.. لمَن؟ بين الأوجاعِ والتّناقضات، حضاراتٌ تولَد

نوبل للسّلام.. لمَن؟ بين الأوجاعِ والتّناقضات، حضاراتٌ تولَد

اللاّهوت السّياسيّ في الكنيسة المارونيّة

الدّكتور غي سركيس

نوبل للسّلام.. لمَن؟
بين الأوجاعِ والتّناقضات، حضاراتٌ تولَد

376 ص. ط.1 بيروت: دار المشرق، 2021
(ISBN: 978-2-7214-1213-3)

«نوبل للسّلام… لِمَن؟ محاكمةُ التّاريخ وقلقُ المستقبل

إذا كان الحائزون جوائز نوبل مرايا عصورهم، ويعكسون اتّجاهات البشر أو يصنعون جزءًا لا بأس به من تطوّر مجتمعاتهم، فإنّ كتاب نوبل للسّلام… لمن؟ هو بلا مغالاة مرآة مختصرة لمئة عام مضت. فحين نطوي صفحة الكتاب الأخيرة من الثّلاثمئة وسبعين صفحة، نُدرك أنّ المؤلِّف والكاتب الموسوعيّ والإنسانيّ بامتياز الأب الدّكتور غي سركيس، تمايز عن جلّ مَن تناول هذه الجائزة العالميّة والفائزين بها، بأنّه لم يضع نوبل هدفًا لبحثه العلميّ والتّاريخيّ والاجتماعيّ الدّقيق، بل غاص في تقلّبات الماضي لاستشراف توجّهات البشريّة جمعاء.

هو كتاب ندُرَ مثلُه في العالم العربيّ حاليًّا؛ بحثًا وتوثيقًا وتحليلًا واستشرافًا، ذلك أنّه من خلال الأسماء السّتّة عشر الّتي اختارها الكاتب من بين الحائزين جوائز نوبل، لأسباب «غير موضوعيّة وغير عشوائيّة»، كما يقول، يُشرّح بمِبضَع الباحث الأكاديميّ، وخصوصا مبضع الإنسان الحقيقيّ المهجوسِ ببناء إنسانيّة فُضلى، مئة عام من الحروب والأزمات والاكتشافات والقوانين والرّجال الّذين مهما اختلفت الآراء بشأنهم، تركوا بصماتهم على جبين البشريّة.

لا يستخدم الكاتب مصطلح «التّطوّر»، بل يؤثرُ مصطلح «التّبدّل»، ولا يكتفي بسرد الوقائع وسيَر حيوات الحاصلين على جائزة نوبل، وإنّما يَدخلُ من أبواب كثيرة، في علوم السّياسة والاجتماع والفلسفة والتّاريخ وتحليل الخطاب، حتّى يكاد يختصر أبرز الأفكار الكُبرى والفلسفات الوجوديّة لقرن وعشرين عامًا خلت.

من عنوان المقدّمة استشراف الماضي يضع الكاتب إشكاليّة الأقسام اللّاحقة، فهل الماضي يُستشرف؟ يبدو نعم. إذا كانت دراسته ليست هدفًا في ذاتها، بل جسر لفهم الحاضر وتوقّع المُستقبل، ذلك أنّه: «من الخصائص الّتي يتفوّق بها البشرُ على الكائنات الأخرى، قدرةٌ على إنجاز القراءة الاستعاديّة (Retrospection)». هنا بالضّبط تُصبح الشّخصيّة المُختارة من الشّخصيّات الّتي حازت جائزة نوبل، مِسبارًا للإطار العامّ الّذي عاشت فيه هذه الشّخصيّة، وسياقات الأحداث الّتي عاصرتها، أو ساهمت فيها، أو تسبّبت بحدوثها (نلسون مانديلا، هنري كيسنجر، ميخائيل غورباتشوف، رالف بونش الوسيط بين الفلسطينيّين والإسرائيليّين… إلخ).

تحت عنوان فرعيّ في المقدّمة المعرفيّة والتّحليليّة الطّويلة الذّاكرة المُتلاعب بها، يُصبح بعضُ العودة إلى الماضي موضع انتقاد واتّهام عند الكاتب، ذلك أنّ تلك العودة لم تَستخدِم الماضي كجسر إلى المُستقبل، بل اختارته لتبرير العجز البشريّ والتّخلّف في الحاضر. وهذا ما يقوده إلى تسليط الضّوء على هذه الآفة عند الشّرقيّين الّذين يشتهرون «بحنينهم إلى الأزمان الماضية واتّباع السّلف بمثلنتِه، لأنّ هذا التّصرّف يسمح لهم بحياكةِ الأساطير لكسب الفخر أو للتّعويض من انحطاطهم».

يعترف الكاتب بأنّه لم يختر الأكثر استحقاقًا لهذه الجوائز، ولا الأوسع شهرة، ولا الأكثر تعلّقًا بالسّلام، بل اختار «الّذين يعكسون بوجه أفضل جِدّة أزمنتهم»، ذلك لأنّ «التّاريخ ظالم التّفرقة بين النّاس، قد نثمّن بعضهم (أي من الحائزين نوبل)، ونحتقر آخرين، ولكن لا يمكننا إنكار عبقريّة أيّ منهم». فهو حين يُسلّط الضّوء مثلًا على الألمانيّ هاينز كسنجر، (وهو الاسم الحقيقيّ لهنري كيسنجر)، يعود إلى تاريخ العائلة اليهوديّ، وما تعرّضت له في الحرب العالميّة، وهجرتها إلى الولايات المتّحدة، ثمّ يفنّد إطار المناصب العامّ والّتي تقلّدها كيسنجر، والدّبلوماسيّة الّتي خاضها في مناطق النّزاعات من فيتنام وكمبوديا وباكستان والهند إلى الشّرق الأوسط فالصّين والاتّحاد السّوفياتيّ.

يفعل كلّ ذلك ليس للقدح أو المدح، بل للوصول من خلال تلك السّياقات إلى خلاصة مفادها أنّ النّجاحات والأخطاء الكثيرة الّتي حقّقها أو ارتكبها كيسنجر في مسيرته الطّويلة لا تُلغي أبدًا أنّه «بفضله تفوّقت الدّبلوماسيّة على السّلاح»، لكنّ «السّياسة الواقعيّة» الّتي تميّز بها «تُعاب بأربع: التّفرّد في صنع القرار، وحصر الوظائف في يد واحدة، وانعدام المناقشة الجديّة قبل اتّخاذ القرار، وتخطّي الموظّفين في الإدارات».

نُلاحظ في سرد الكاتب سياقات حياة وأحداث شخصيّة كيسنجر أو الشّخصيّات الأخرى أنّ الميل إلى تحليل ما حصل في زمنه بالاستناد إلى الوقائع، يُراد منه ليس شرح الماضي كهدف، بل وضع الإصبع على جرح الماضي، لجعل المُستقبل أقلّ وطأة، وأكثر إنسانيّة. ولذلك غالبًا ما نجد أنّ الإنسانيّ في تحليل السّياقات الدّقيق هذا، يتقدّم على السّياسيّ أو الاجتماعيّ، فلا يُمكن أن نفهم شخصيّة كيسنجر من دون العودة إلى تأثير محارق اليهود، وحياة العائلة، وتربية أعرق الدّبلوماسيّين الأميركيّين وتعليمه، هو الّذي صعد سلّم المجد الدّبلوماسيّ في بلاده والعالم، وهو في مقتبل الشّباب، وأراد إعادة جائزة نوبل لأنّه شعر بعدم استحقاقه لها.

السّياق (Le contexte) يبدو في الكتاب متقدّمًا على السّرد، أو أسماء وسِير الحائزين نوبل، وهذا مهمّ جدًّا، ففي نظريّة تحليل الخطاب البراغماتيّ، يكون السّياق هو الحامل كلّ التّأثيرات والمؤثّرات على الأشخاص والأحداث، وهو الدّافع باتّجاه الكثير من أفعالهم أو ردود أفعالهم. هذا بالضّبط ما يدفع قارئ الكتاب إلى طرح السّؤال الآتي: «هل أراد الأب سركيس الحديث فعلًا عن الحائزين جوائز نوبل أم كلّ ما أحاط بهم من أحداث، لرصد الدّوافع الخفيّة للأحداث الكُبرى، وإشكاليّة الحداثة وما بعدها؟» وسرعان ما يأتي الجواب بأنّ السّياق أهمّ من الجوائز.

غاب عن الكتاب ياسر عرفات وإسحق رابين أو شيمون بيريز أو الأمّ تيريزا وغيرهم، ليس لأنّ خيارات الكاتب «غير الموضوعيّة» لا تُريد الدّخول في متاهات ودهاليز لا نهاية لها وحسب؛ مثلًا في الصّراع العربيّ الإسرائيليّ (ولذلك اختار الوسيط رالف بونش) بل لأنّ له رأيه الخاصّ في هذا الصّراع، وفي شخصيّاته والمؤثّرين فيه. ولعلّه أراد تجنيب القارئ تلك الشّخصنة بالرّغم من حضورها في بعض الأقسام.

أمّا عربيًّا فيُشير الأب غي سركيس إلى أنّ العشرة الحائزين جوائز نوبل إنّما حصلوا عليها بفضل الجنسيّة الأخرى الّتي يحملونها، ما يؤشّر إلى «افتقار دولهم إلى مؤسّسات تسمح للعالِم بالقيام بأبحاثه وتطوير نفسه، كما أنّ عدد الجوائز الغالب لذوي الأصول العربيّة إنّما مُنح من أجل السّلام، ما يؤشّر إلى واقع الاضطرابات الدّائمة في العالم العربيّ».

لا بدّ من التّوقّف عند جرأة الكاتب في مواضع عديدة، وبينها مثلًا رأيه بالحاج أمين الحسينيّ والثّورة العربيّة الكُبرى، الّتي يقول إنّها ألحقت الأذى بالعرب أكثر منه باليهود:

«ضحايا عرب كثيرون يُقدّرون بـ 10 بالمئة من الرّجال الفلسطينيّين بين قتيل وجريح وسجين ومنفيّ، واقتصاد عربيّ كارثيّ، إذ فرض الثوّار الضّرائب على مواطنيهم الأثرياء، وبطالة طالت العمّال الفلسطينيّين الّذين استغنى اليهود عن خدماتهم».

ونكتشف مع الكاتب أنّ اسم فلسطين لفظةٌ استُخدمت في الغرب أساسًا، وهو يؤكّد أنّ «أوّل مَن تصدّى للصّهيونيّة في العالم العربيّ وخطرها هم المسيحيّون؛ فقد أثار المارونيّ القوميّ العربيّ نجيب عازوري (+1916) مؤلّف يقظة الأمّة العربيّة والخطر اليهوديّ العالميّ خطورة الحضور اليهوديّ في الأرض المقدّسة، أمّا المسلمون فدأبوا على انتقاد أسسها ابتداءً من العام 1918، ففنّد الإصلاحيّ السّوريّ المصريّ محمّد رشيد رضا (+1935) الأسس الدّينيّة في الحركة الصّهيونيّة، بأنّها لا تُبقي لا على مسلمين ولا على مسيحيّين في أرض الميعاد الّتي لم تُعط في الحقيقة لليهود حصرًا، بل لأبناء إبراهيم جميعًا».

لا ينسى الكاتب وطنه في هذا الدّفق التّاريخيّ والتّحليليّ والاستشرافيّ الغزير، فيدخل لبنان من بوّابة المقارنة مع جنوب أفريقيا ونلسون مانديلا، ليروي كيف تصالح أهل جنوب أفريقيا، بينما «أبناء المجتمع اللّبنانيّ لم يتصالحوا، وأضاعوا فرصة البحث عن الحقائق بابتداعهم شعار لا غالب ولا مغلوب، فانتهت الحرب بأنْ حكم أفراد الوطن معًا، بعد أن تقاتلوا مدّة سنوات، ولعلّ في ذلك ما يفسّر العجز عن تأليف كتاب تاريخٍ موحّد يروي الأحداث الّتي حصلت منذ إعلان استقلال لبنان في العام 1943».

وكما بدأ الأب غي سركيس مؤلّفه هذا بمقدّمة تحليليّة مستندة إلى التّوثيق المعرفيّ واقتباس الشّهادات وإلى عشرات المراجع العالميّة، يختم بعنوانين: الأوّل عبارة عن سؤال: «والآن؟» والثّاني: «العبور من الحداثة إلى ما بعد الحداثة» فيرى: «أنّ زمن ما بعد الحداثة يشكّك في محوريّة الشّخص البشريّ، وفي مطلقيّة القيم الأخلاقيّة والسّياسيّة كما قدرة العقل البشريّ ومبادئ أخرى كثيرة، كانت في صلب الحداثة».

إذا كانت الموضوعيّة المُطلقة غير موجودة في تعامل البشر مع أيّ شيء ممّا يحيط بهم، فلا شكّ في أنّ الأب الدّكتور غي سركيس، يعكس، عن قصد أو من دون أن يدري، كثيرًا من شخصه وإنسانيّته وآرائه وهواجسه عن الكون والإنسان والحاضر والمستقبل والحياة وماهيّتها وجدواها وما بعدها بشفافيّة عالية، وذلك في إطار تحليله سياقات الشّخصيّات الّتي اختارها؛ التّاريخيّة منها والاجتماعيّة والنّفسيّة والإنسانيّة والسّياسيّة. كيف لا يفعل، وهو الّذي نذر حياته للرّهبنة وعلم اللّاهوت والتّعليم، وله في رصيده حتّى الآن ستّة مؤلّفات.

إنّه كتابٌ غنيٌّ بالمعلومات، شيّقٌ ورشيقُ الأسلوب، عميقُ التّحليل، يتمحور على سؤال وجوديّ كبير: «هل الإنسان يتطوّر فعلًا؟». وربّما نضيف سؤالين آخرين أقلّ أهميّة: «هل الإنسان يتعلّم من تاريخه؟ وهل إذا تعلّم من تجارب الماضي، يُصبح أكثر إنسانيّة وأقلّ همجيّة وجشعًا في هذه الحياة العابرة؟» ليس مؤكّدًا.

الدّكتور سامي كليب

 

الدّكتور سامي كليب :  باحث وكاتب وإعلاميّ. حائز دكتوراه في علوم الإعلام والاتّصال من الجامعة اللّبنانيّة، وماجستير في تحليل الخطاب السّياسيّ من جامعة السّوربون الثّالثة في فرنسا. أستاذ محاضر في الجامعة اللّبنانيّة، وفي كليّة أركان الجيش اللّبنانيّ. مؤسّس ورئيس تحرير موقع «لعبة الأمم»، ومقدّم برنامج «حوار سامي» عبر يوتيوب. له العديد من الكتب والمقالات السّياسيّة والثّقافيّة.

[email protected]

الانتفاضة العسكريّة في متصرّفيَّة جبل لبنان -1913-

يلقي هذا المقال الضوء على التحرّك العسكريّ الذي حدث لأوّل مرّة في تاريخ لبنان الحديث العام 1913، ويعالج أسبابه وتفاصيل ماجرياته من شمال لبنان حتّى بعبدا مقرّ الحكومة المتصرفيَّة والمجلس الإداريّ (النيابيّ).
يبحث الكاتب في خبايا هذا الحدث وتفاعله بالاستناد الى الأرشيف الفرنسيّ ومحفوظات بلديَّة جونيه ومجموعة من صحف زمن المتصرفيَّة التي تُعدّ من أهم مصادر هذه الحقبة التاريخيّة.

تطوُّر مدينتَي بيروت وطرابلس الاقتصاديّ في عهد المماليك

كوّن العهد المملوكيّ عصر مدينتَي بيروت وطرابلس الذهبيّ، وقد شهدتا تطورًا اقتصاديًّا مميّزًا ترافق مع نموّ الحركة التجاريّة وازدهارها عبر البحر المتوسط وانفتاح أسواق السلطنة المملوكيّة أمام التجّار الأوروبييّن. ونتيجة التقسيمات الإداريّة التي اعتمدها المماليك في بلاد الشام، أصبحت بيروت ميناء مدينة دمشق الأساسيّ، وصارت طرابلس أحد الموانئ الرئيسيّة التي تُرسَل اليها منتوجات مدينتي حلب وحماه، فكوّنت نقطة الوصل الرئيسيّة للتبادل التجاري بين أوروبا ومنطقة بلاد الشام الشماليّة. أمّا صيدا وصور فإنّهما لم تؤدّيا إلاّ دورًا تجاريًّا محدودًا وغابتا عن الخريطة التجاريّة في البحر المتوسّط، واقتصر نشاطهما على التبادل التجاري مع المدن الساحليّة الشاميّة والمصريّة.
يهدف هذا المقال الى دراسة الحركة التجاريّة التي شهدتها بيروت وطرابلس ﺇبّان العهد المملوكي وإعادة رسم الإطار الذي حصل ضمنه تطوّر هاتين المدينتين الاقتصاديّ .

بنو العديم في حلب في عهد الدولة المملوكيّة الأولى (658- 784هـ/ 1260- 1382م)

بنو العديم في حلب في عهد الدولة المملوكيّة الأولى (658- 784هـ/ 1260- 1382م)

إنّ بني العديم عائلة حلبيّة مرموقة من أصلٍ عراقيّ سكنت حلب في القرن الرابع. وطوال تاريخها، أدّت دورًا سياسيًّا واجتماعيًّا ودينيًّا مميّزًا، وبرعت في المجال القضائيّ في زمن المماليك (658- 784/ 1260- 1382). وقد شغل العشرات من سلالتهم مركز قاضي القضاة، إمّا في حلب أو في شبه المملكات الأخرى بسوريا وحتّى بمصر. وكذلك تميّزوا بصفتهم أساتذة في المدارس القانونيّة. يبيّن هذا المقال ذريّة عمر بن أحمد (المؤرّخ الشهير كمال الدين بن العديم) وأخيه محمّد اللذَين عُرِفا قاضيَين وأستاذَين ومحاميَين وكاتبَين وشاعرَين.

الجنويّون في بلاط السلاطين الأيّوبيّين والمماليك في مصر من مطلع القرن الثالث عشر حتّى منتصف القرن الخامس عشر

الجنويّون في بلاط السلاطين الأيّوبيّين والمماليك في مصر من مطلع القرن الثالث عشر حتّى منتصف القرن الخامس عشر

نتج من العلاقات التي قامت بين جنوى والسلاطين وكبار الأمراء، من خلال تطوّر العلاقات التجاريّة وإرسال سفارات وعقد اتّفاقيّات توفّر الظروف الملائمة للإقامة في مصر، أن دخلَ بلاطَ السلطان في القاهرة أشخاص جنويّون موكلون بالتقرّب من السلطان وكبار رجال البلاط، وإظهار الولاء لهم وتبجيلهم وتقديم ما يلزمهم من خدمات، وفي الوقت نفسه السهر على تأمين مصالح مدينة جنوى وتطوير أعمال التجّار الجنويّين الذين يقصدون مصر. وقد نجح هؤلاء الأشخاص في أن يصبحوا من أكثر المقرّبين من السلطان، ومارسوا نفوذًا واسعًا لدرجة أنّهم صاروا من كبار مستشاري البلاط ومترجميه، وترأّسوا السفارات والبعثات التي يرسلها السلطان إلى خانات المغول والحكّام الأوروبيّين. ففي هذا المقال، سنعالج مسألة الحضور الجنويّ في مصر، والعوامل التي سمحت للجنويّين بالنجاح وبتقوية دورهم في بلاط السلطان.

العلاقات بين مملكة كيليكيا الأرمنيّة والمماليك: 691- 722هـ/ 1292- 1322م

العلاقات بين مملكة كيليكيا الأرمنيّة والمماليك: 691- 722هـ/ 1292- 1322م

حاولَ المماليك جعل المملكة الأرمنيّة في كيليكيا موقع أمان على الحدود الشماليّة بسوريا، وتثبيط الأرمن عن مساعدة المغول. في البدء، اكتفت القاهرة بإجبار الأرمن على إعادة بعض الحصون الحدوديّة، وتدمير بعضها الآخر، وضمان أمْن التجارة المملوكيّة. وقد سمح السلاطين لكيليكيا بمتابعة تواصلها التجاريّ بجزية مرتفعة أكثر فأكثر. وبعد إلغاء المرافئ الأخيرة المنتمية إلى الصليبيّين في نهاية القرن الثالث عشر، بدأ المماليك بضمّ أراضٍ أرمنيّة، ما أدّى إلى قطع وصولها إلى البحر وبالتالي إضعاف قوّتها التجاريّة…

صورة لبنان في سفرنامة ناصرخسرو ورحلة ابن بطّوطة: دراسة مقارنة

صورة لبنان في سفرنامة ناصرخسرو ورحلة ابن بطّوطة: دراسة مقارنة

إنّ الأسفارَ والرحلات هي أساس فهم البشريّة، إذ تُظهر لنا العادات والتقاليد لدى الأمم المختلفة. فنستشفّ من هذه الرحلات المعلومات عن الأحداث التاريخيّة والسياسيّة والاقتصاديّة الخاصّة بأمّة وفي حقبة زمنيّة محدّدة. أمّا لبنان فيُعَدّ أحدَ البلدان التي لطالما جذبت المسافرين، نظرًا إلى طبيعته الخلّابة كما إلى قربه من أورشليم. والمقال هذا يبغي معالجة صورة لبنان من خلال نظرة مسافرَين اثنَين: ناصرخسرو (5هـ/11م) وابن بطّوطة (8هـ/14م) اللذين قاما بزيارة لبنان وبتوثيق مشاهداتهما. سوف نقارن مسيرتيهما في إطار المدرسة الفرنسيّة للأدب المقارن، وبمساعدة مقاربة إيقونوغرافيّة، بهدف اكتشاف نقاط التشابه والاختلاف من حيث وصف البلاد. فإنّ ناصرخسرو ركّز على الهندسة وتفاصيلها، وأيضًا على الجغرافيا، في حين أنّ ابن بطّوطة أحبّ زيارة السُلطات الدينيّة وشرح وضع لبنان السياسيّ.

مملكة نابولي والسلطنة المملوكيّة إبّان القرنَين الرابع عشر والخامس عشر

مملكة نابولي والسلطنة المملوكيّة إبّان القرنَين الرابع عشر والخامس عشر

يبيّن هذا المقال كيف أدّت مملكة نابولي دورًا بارزًا في الحفاظ على الأماكن المقدّسة في فلسطين وتوفير الحماية اللازمة للرهبان الفرنسيسكان للاستمراريّة في تأمين خدمتها. وكان ملوك نابولي حماة الفرنسيسكان في الشرق في القرن الرابع عشر، ولكن بعد وفاة الملكة جوانا الأولى العام 1382، تراجع دور مملكة نابولي وضعفت قواها بسبب سيطرة ملك أراغون ألفونسو الخامس على نابولي وإتباعها بمملكته.

العلاقات التجاريّة بين بيزا والسلطنة المملوكيّة (1250-1406)

العلاقات التجاريّة بين بيزا والسلطنة المملوكيّة (1250-1406)

كان سكّان بيزا نشيطين جدًّا في مصر، وخاصّةً في الإسكندريّة ودمياط، في أثناء القرنين الثاني عشر والثالث عشر. وكانت بيزا قد احتلت المركز الأوّل بين المدن الإيطاليّة وحصلت من الخلفاء الفاطميّين والسلاطين الأيوبيّين على الامتيازات والمرافق التي سمحت لمواطنيها بالاستمتاع بالسيادة الاقتصاديّة وبتعزيز علاقتهم بالسلطة. ولكن، منذ منتصف القرن الثالث عشر، أي بعد تولّي المماليك عرش مصر، ضعف وجود تجّار بيزا في مصر وتقلّصت أنشطتهم التجارية بشكل تدريجيّ. لم تعد بيزا لاعبًا رئيسيًّا في تجارة البحر الأبيض المتوسط وحلّت جنوى والبندقية مكانها. ما الذي ميّز العلاقات بين بيزا ومصر؟ ما هي معالمها الطاغية؟ ما هي عوامل انكماش عمل تجّار بيزا في مصر أثناء الفترة المملوكيّة؟

هجوم الجنويّين على صيدا وبيروت في العام 785 هجريّ / 1383 ميلاديّ

هجوم الجنويّين على صيدا وبيروت في العام 785 هجريّ / 1383 ميلاديّ

إحتلّت موانئ صيدا وبيروت مكانًا جغرافيًّا إستراتيجيًّا مهمًّا في السلطنة المملوكيّة ولا سيّما على الساحل السوريّ (سوريا بالمعنى القروسطيّ للمصطلح). فقد أصبحت هدفاً لعدد كبير من هجمات البحريّة الأوروبيّة من أجل ممارسة الضغط الدائم على السلاطين المماليك. وفي العام 1383، نجح الجنويّون في الهجوم على صيدا وبيروت، وتمكّنوا من احتلال مدينة صيدا في غضون ثلاثة أيّام والوصول إلى بيروت. فقد دخلوا المدينة، ولكن، بعد تعرّضهم لاعتداء، اضطرّوا للانسحاب.
فهل كانت هذه البعثة العسكريّة الجنويّة تشكّل جزءًا من حملة عسكريّة منظّمة ضدّ سواحل السلطنة المملوكيّة، أو مجرّد عمليّة تقتصر على موقع محدّد من أجل ممارسة الضغط على السلطان وتحسين مكانة جنوة على الخريطة التجاريّة في البحر الأبيض المتوسّط؟.

نظرة رشيد رضا إلى العلاقات العربيّة-العثمانيّة من خلال مجلّة “المنار” (1908-1913)

نظرة رشيد رضا إلى العلاقات العربيّة-العثمانيّة من خلال مجلّة “المنار” (1908-1913)

رشيد رضا، لبنانيّ، هاجر إلى مصر حيث نشر مجلّة المنار. هو مصلح عربيّ ومفكّر سياسيّ يطمح إلى تأسيس الإصلاح الدينيّ والتربويّ على حدّ سواء، ويكافح من أجل تحقيق هدفين إثنين: دولة إسلاميّة نموذجيّة وجامعة إسلاميّة. منذ العام 1905، تبنّى رضا الإصلاح السياسيّ، وبدأ يكتب مقالات تسلّط الضوء على استبداد السلطان عبد الحميد وسياسته، والمشورة، والوسائل المناسبة لإصلاح السلطنة العثمانيّة. قبل الانقلاب العثمانيّ الذي حصل العام 1908، استخدم رضا وسائل الإعلام وقاد حركة سرّيّة لاستكمال الإصلاح. وبعد زيارته لبنان، باشر في مشروعين رئيسيّين، لكنّه أصيب بخيبة أمل. ومنذ ذلك الحين، قاوم سياسة الحكومة العثمانيّة الجديدة الممثّلة بحركة الاتحاد والترقّي التي تطالب باللاّمركزيّة في السلطة.

هجوم الفرنج على بيروت العام 926 هـ/1520م

هجوم الفرنج على بيروت العام 926 هـ/1520م

في كتابه ” مفاكهة الخلان في حوادث الزمان” ، يذكر المؤرّخ محمّد بن طولون أنّه في سنة 926 هـ / 1520 م، هاجم الفرنج مدينة بيروت. من جانبه، حرّر الكاتب الصحافيّ إبن إلياس نسخةً مختلفة، بحيث يذكر أنّ الفرنج قد احتلّوا بيروت وبقيوا فيها لمدّة ثلاثة أيّام إلى أن تدخّل محافظ دمشق جان بردي الغزاليّ قائدًا على جيشٍ قتل عددًا كبيرًا من الفرنج وسجن منهم 300 شخص.
من هم هؤلاء الفرنج الذين هاجموا بيروت وما هي أسباب الهجوم هذا؟ يُعتبر المقال الحاليّ محاولة للإجابة على هذين السؤالين من خلال إعادة النظر في الإطار الذي وقعت فيه سلسلة الأحداث التي طبعت العلاقات بين السلطان سليمان القانونيّ في بداية عهده وأوروبا الغربيّة.

بعلبك في العهد المملوكيّ. من الولاية إلى النيابة

بعلبك في العهد المملوكيّ. من الولاية إلى النيابة

كان لبنان، بحدوده الجغرافيّة والسياسيّة والإداريّة الحاليّة، جزءًا من سوريا الكبرى (بلاد الشام) منذ أيّام الإسلام الأولى. ففي الوثائق المرجعيّة كلّها، كان هامش المنطقة الساحليّ يسمّى ساحل الشام، أو ساحل دشق بشكل خاصّ. وفي غضون الحقبة المملوكيّة، وهي امتداد للقرون الوسطى، بقي الوضع على حاله تقريباً مع ظهور اختلافات ضئيلة. فقد انشقّ لبنان أقسامًا إداريّة نتج عنها ضمّ بعض مدنه كبعلبكّ، وصيدا، وبيروت إلى دمشق. في الواقع ، كانت بعلبكّ مقاطعة (ولاية) في بداية العصر المملوكيّ، قبل أن تتحوّل لاحقًا إلى نيابة صغيرة، يرأسها نائب يلتزم بتعليمات نائب دمشق. وتعود أصول التحوّل هذا إلى طموح السلطنة في تبنّي الإصلاحات، ولا سيّما في عهد السلطان الناصر محمّد، أو إلى ظهور أسباب إستراتيجيّة أخرى، أو لتسهيل العمل الإداريّ، أو حتّى لأسباب تتعلّق بعواقب الحملات العسكريّة التي خاضها المماليك ضدّ كسروان.

نظرة ابن خلدون إلى تاريخ اليونان القديم

نظرة ابن خلدون إلى تاريخ اليونان القديم

يهدف المقال هذا إلى دراسة تاريخ اليونان القديمة عن طريق كتاب ابن خلدون: العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر. الغرض هنا هو عرض حياة المؤرّخ هذا والكتب التي تركها لنا، والكشف عن وجهة نظره من تاريخ الإغريق: أصلهم، وتاريخهم السياسيّ، وعلاقتهم بالشعوب الأخرى، والحروب ضدّ الفرس، وقدوم الإسكندر الكبير وفتوحاته، وتاريخ خلفائه ولا سيّما بطلميّي مصر (305-30 ق.م.).
كذلك، يضمّ المقال تحليلاً نقديّاً لمنهج ابن خلدون، مع الإصرار على الأسباب التي دفعته إلى كتابة تاريخ الإغريق، والتعامل مع مسألة تنوّع المراجع العربيّة والكلاسيكيّة التي واجهها في أثناء تحرير كتابه.

مساهمات المرأة البصريّة في الحياة العامّة طوال العصور الإسلاميّة الأولى

مساهمات المرأة البصريّة في الحياة العامّة طوال العصور الإسلاميّة الأولى

كانت البصرة أوّل مدينة بناها المسلمون خارج شبه الجزيرة العربيّة. فهي تقع على رأس الخليج العربيّ، ولذلك، فقد تمتّعت بمزايا عديدة وتطورت بسرعة قياسيّة. ففي نصف قرن فقط، أصبحت البصرة مدينة الإسلام الرئيسيّة ومهد العديد من الأنشطة التي نشأت على مستويات التنمية السياسيّة، والاقتصاديّة، والفكريّة، والاجتماعيّة، ما جعل منها مأوى يرحّب بمختلف أنواع الدراسات والأبحاث. في الواقع، لم تكن نساء البصرة تشكّل جزءًا من ذلك، على الرغم من أنّ المصادر القديمة لم تتجاهل الدور الذي أدّته المرأة في العديد من تلك الأنشطة.
في بداية الدراسة مقدّمة تركّز على المرأة في الإسلام. ثمّ يأتي وصف المساهمات التي قدّمتها نساء البصرة في المجالات العسكريّة، والسياسيّة، والفكريّة، قبل اختتامها بدورهنّ الاجتماعيّ والاقتصاديّ.

الحياة السياسيّة في الهند في عهد السلطانة رضيّة الدين بنت التتمش 634-638 هـ/1236-1240م

الحياة السياسيّة في الهند في عهد السلطانة رضيّة الدين بنت التتمش 634-638 هـ/1236-1240م

في بداية عهد سلطنة دلهي في الهند (بداية القرن السابع الهجريّ / الثالث عشر الميلاديّ) ، تمّ تسليط الضوء على النظامين السياسيّ والدينيّ اللذين يتبعهما الإسلام في الهند، خاصة عندما تولّت الأسرة التركيّة المملوكيّة سلطة الحكم (602 هـ / 1206 م). ففي الفترة هذه، أصبحت سلطانة رضيّة الدين الرئيسة الخامسة الأعلى للسلطنة.
يُعتبر هذا الموضوع في غاية الأهمّيّة لعدد من الأسباب سنركّز على واحدٍ منها: كانت سلطانة رضيّة أوّل امرأة تعتلي عرش الهند، إذا لم نقل العالم الإسلاميّ. لذلك، كان من المناسب أن نركّز على هذا الموضوع ونعالجه بالتفصيل.
في الفصل الأوّل، يتحدّث الكاتب عن “السلطانة رضيّة الدين بنت ألتتمش: حياتها والأعمال السياسيّة، والإداريّة، والعسكريّة التي قامت بها”. يتكوّن الفصل هذا من دراستين: الأولى توضّح الظروف السياسيّة في الهند قبل عهد السلطانة رضيّة، وكذلك الجانب الشخصيّ من ضورة السلطانة: طبعها، وحياتها، وإنجازاتها، ومميّزاتها وألقابها، من دون أن ننسى الموقف الإسلاميّ الراقي ات الصلة بحكم النساء في الأراضي المسلمة.

جاليات التجّار الإيطاليّين في المدن الساحليّة اللبنانيّة إبّان القرنَين الثاني عشر والثالث عشر

جاليات التجّار الإيطاليّين في المدن الساحليّة اللبنانيّة إبّان القرنَين الثاني عشر والثالث عشر

من العام 1098 إلى العام 1291، أدّى التجّار الإيطاليّون دورًا فاعلًا في حياة الساحل اللبنانيّ الاقتصاديّة. فغالبًا ما خدّدت الأساطيل البحر الأبيض المتوسّط لتوصِلَ تجّارًا وبضائعَ في الموانئ من صور إلى طرابلس، وكانت النشاطات التجاريّة حينها يحرّكُها تملّك مصالح إقليميّة وتجاريّة تأثيرها قويّ جدًّا في تلك المدن التي كان الصليبيّون يحتجزونها لتسهيل سَير أعمالهم. فقد حصلوا على امتيازاتٍ سمحت لهم بتملّك أحياء بكاملها في صور وصيدا وبيروت وجبيل والبترون وطرابلس، فيها كنائس ومستودعات وساحات وأفران وطواحين ومسالخ وحمّامات. كما أنّهم حصلوا على ملحقاتٍ خارجيّة وأراضٍ وحدائق وقُرى، خارج الأماكن المسيّجة.
يعالج هذا المقال مسألة حضور الجماعات التجاريّة الإيطاليّة في مدن الساحل اللبنانيّ في القرنَين الثاني عشر والثالث عشر، بامتيازاتها، وأملاكها، وأوضاعها الاجتماعيّة، وأدوارها التجاريّة.

لمناسبة مرور 250 سنة على ولادة المعلّم نقولا الترك. مَعالم التأريخ الشعريّ في نَظمِه

لمناسبة مرور 250 سنة على ولادة المعلّم نقولا الترك. مَعالم التأريخ الشعريّ في نَظمِه

في فترة السلطة العثمانيّة، مارسَ عدّة شعراء التأريخ الشعريّ، في مناسباتٍ شتّى، مُظهِرين أفضل قدراتهم البنّاءة والفنّيّة في الموضوع. ففي مراثيهم، ووصفهم، وتهنئاتهم من جميع الأنواع، حدّدوا تواريخ هذا كلّه باستنادهم إلى حساب الرسوم البيانيّة الزمنيّة التسلسل، بحسب مقدراتهم على الخلق، وكان هذا، عندهم، نشاطًا فنيًّا صرفًا. ومن بين هؤلاء الشعراء، نذكر نقولا الترك الذي يقدّم كاتب المقال ملخّصًا عن حياته يحدّد الفنّ الذي يُنسَب إليه، ويذكر الأحداث المهمّة التي قد يكون أرّخها. لذا، يقارن المؤلّف بين أقواله وأمثلة مختلفة عن قصائد شعريّة تسمح للقارئ بتحديد الأبعاد التاريخيّة المعنيّة.

المعاهدات التجاريّة بين البندقيّة والسلاطين المماليك

المعاهدات التجاريّة بين البندقيّة والسلاطين المماليك

لقد حصل التجّار البندقانيّين في السلطة المملوكيّة على حقوق وامتيازات ضمنتها معاهدات اتّخذت هيئةَ حقّ النعمة المطلقة، وظهرت أيضًا كاتّفاقٍ يتضمّنُ حقوقًا وواجباتٍ مشتركة: السلطان يحمي التجّار ويؤمّن حُسن سَير التجارة، والتجّار، من جهتهم، يكرّسون إقامتهم للتبادل التجاريّ، ولا يتدخّلون في شؤون السلطنة. أمّا المعاهدات التي تمّت بين البندقيّة والسلطنة المملوكيّة فحدّدت القواعد المناسبة لتنظيم حضور التجّار في المدن الشرقيّة، حتّى ولو عارضت الحقّ الإسلاميّ الراهن حينها. فما أسباب تمكُّن تشريعات السلطات السياسيّة التي رئِسَها السلطان بشأن التجّار البندقانيّين، والتي تعارضُ ممارسة السلطات الدينيّة وتشريعاتها، من تكوين أساس العلاقات بين التجّار والحكم المملوكيّ؟

Share This