اللاّهوت السّياسيّ في الكنيسة المارونيّة

الأب سمير خليل سمير اليسوعيّ
حُنين بن إسحاق (809-873) – في الأعمار والآجال
ط.2 معدّلة، 82 ص. بيروت: لبنان، دار المشرق، 2024
ISBN: 978-2-7214-5655-7

«في الأعمار والآجال» عبارة عن مقالة تُعَدّ من أقدم الأعمال المسيحيّة العربيّة الّتي تمّ تأليفها في العصر العبّاسيّ، كتبها حُنين بن إسحاق وهو أحد أبرز كتّاب الكنيسة السّريانيّة الشّرقيّة، وأبرز مترجميها.
في عنوان المقالة لابن إسحاق جاء فيها أنّها «ذُكِرَت عند ابن النّديم والقفطيّ وابن أبي أصيبعة. كما ذكرها كراف Graf، وإسماعيل باشا البغداديّ. وكلّهم اتّفقوا على تسميتها كتاب الآجال أو مقالة في الآجال.
لقد وصلت هذه المقالة في طيّات مخطوطات قبطيّة متأخّرة نسبيًّا لموسوعة المؤتمن بن العسّال الّتي تحمل عنوان «مجموع أصول الدّين ومسموع محصول اليقين».
تُستهَلّ هذه المقالة، الّتي قام بدراستها وتحقيقها الأب سمير خليل سمير اليسوعيّ، وأعاد النّظر فيها الأب روني الجميّل، بمقدّمة وافية لسيرة حياة حُنين بن إسحاق وأعماله. يفكّ المحقّق غموض المقالة بعد أن قارن بين المخطوطات، ليكتشف كيف يُجيب حُنين اللّاهوتيّ والطّبيب عن مسألة تحديد عمر الإنسان وعلاقته بمعرفة ﷲ المسبقة.
يذكر المحقّق مؤلّفات حُنين «كما وردت في قائمة ابن النّديم وهي تبلغ 30 كتابًا، وقائمة ابن أبي أصيبعة وتبلغ 111 كتابًا. معظم هذه المؤلّفات طبيّة أو علميّة إلّا أنّ لبعضها طابعًا دينيًّا يذكرها المحقّق مع رقمها وعددها عشرة، بحسب قائمة ابن أبي أصيبعة.
«نُشِرَت المقالة أوّل الأمر في القاهرة في العام 1899/1900، في كتاب نادر الوجود، من دون أيّ فاصلة أو نقطة…». (ص. 28) وقد حقّق الأب سمير «المقالة اعتمادًا على خمس مخطوطات كاملة…». (ص. 28)
يورد المحقّق محتوى المقالة الّتي يستهلّها حُنين بتحديد موقفَيه إزاء مسألتين: الموقف الأوّل في أنّ ﷲ لم يحدّد مدّة حياة كلّ شخص، بل أقام حدًّا عامًّا لجنس البشر. أمّا الموقف الثّاني فيكمن في أنّ ﷲ، بعلمه المسبق، على درايةٍ بموت الإنسان لأيّ سبب كان.
تنقسم المقالة ثلاثة أقسام: «في مطلع القسم الأوّل من المقالة (12-40)، يعرض الكاتب الإشكاليّة (12-13) وهي الآتية: هل معرفة ﷲ المسبقة هي سبب لما يكون؟»
في القسم الثّاني (41-79)، يعبّر المؤلّف حُنين عن موقفه.
ويُنهي حُنين مقالته في القسم الثّالث (80-104) فيوضح ما أسماه من قبلُ «الحدّ العامّ» للعمر.
مقالة غنيّة تحمل في طيّاتها أسئلة واحتمالات أجوبة لا يزال المرء يطرحها ويحاول الإجابة عنها حتّى يومنا هذا.

الدّكتورة بيتسا استيفانو: حائزة دكتوراه في العلوم الدّينيّة، وإجازة في الأدب العربيّ من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. أستاذة محاضرة في معهد الآداب الشّرقيّة في الجامعة، ومسؤولة عن الأبحاث في مكتبة العلوم الإنسانيّة فيها. أستاذة محاضرة في جامعة «Domuni» باريس. ولها العديد من المقالات المنشورة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة.
[email protected]

Share This