أبعاد المحبّة
ط.1، 204ص. بيروت:دار المشرق، 2023
(ISBN: 978-2-7214-5641-0)
يقدّم إلينا الأب الدّومينكانيّ لوبريه في هذا الكتاب شذرات تفكيره اللّاهوتيّ وتأمّله العميق في سرّ المحبّة، تلك المحبّة اللّامحدودة الّتي وهبها الخالق لخليقته. ولا تأتي هذه التّأمّلات من دون ترسُّخ في واقع عالمنا، إذ عُرف عن الأب – الباحث اهتمامه بالشّؤون الاقتصاديّة فهو أسّس في لُجّة الحربّ العالميّة الثّانية المؤسّسة الاقتصاديّة والإنسانيّة الّتي هدفت إلى دراسة الحقائق الإنسانيّة والاجتماعيّة لوضع الاقتصاد في خدمة الإنسان، كما أسّس المعهد الدّوليّ للبحث والتّدريب والتّعليم والتّنمية الّتي تُجري دراسات للقضايا الاجتماعيّة في بلدان العالم الثّالث، وتقترح الحلول لها، وقد زار الأب لوبريه لبنان شخصيًّا في العام ١٩٦١ لوضع خطّة تنمية وطنيّة بدعوة من فؤاد شهاب الّذي كان يرأس البلاد يومها.
لا يحتوي هذا الكتاب أيّ مقدّمات، وكأنّ الكاتب يقول لنا: «المحبّة لا تعرف المقدّمات، فهي اللّحظة الحاليّة»، وهكذا هو سرّ المحبّة الّذي يتجسّد عملًا وقولًا. ينقلنا الكاتب في خمسة أقسام، وكأنّها خمس خطوات ترسم رقصة الحبّ بين اﷲ، والقريب، والإنسان. ففي الخطوة الأولى نتأمّل مصدر الحبّ الّذي هو اﷲ، وفي الثّانية ننفتح على الحبّ الّذي يشمل البشريّة كلّها، وفي الثّالثة نتفتّح في المحبّة بما تعرفه من ألم والّذي هو ضرورة النّموّ، وفي الرّابعة نواجه عوائق النّموّ في المحبّة، وفي الخامسة تتكامل الحياة في اﷲ والإنسان، ومعها تكتمل حلقة، أو رقصة الحبّ لنعود هكذا دواليك في رحلة الحياة والفرح والحبّ.
يعود الإصدار الأوّل لهذا الكتاب بالفرنسيّة إلى العام ١٩٥٨، لكنّ هذا الكتاب هو من الجواهر المعتّقة، نفهم بقراءتنا إيّاه أنّ الحبّ قديم قِدم الزّمن، وفهمه واختباره إنّما مسيرة البشريّة جمعاء. لذلك، نجد في تأمّلنا المقطوعات الخمسة والسّبعين الّتي تؤلّف هذا الكتاب، أنّنا أمام سيمفونيّة حياة تتناغم مع جميع المشاعر الّتي يحملها قلب البشر.
لقد أبدع لوبريه في التّنقّل بين إيمانه وحياته العمليّة بأبعادها الأكاديميّة والبحثيّة، فعرف كيف يعيش ملكوت اﷲ الّذي هو هنا والآن، وقد أبدع معه الخورأسقف حليم عبداﷲ بنقل هذه الدُّرر إلى لغة عربيّة جزلة وعذبة، فقدّم إلينا دار المشرق، كتابَ صلاة ننتظره في عالم يعمل في المجالات الإنسانيّة ويبحث عن زوّادة روحيّة تضفي على رسالته المعنى والتّعزية…
الأب طوني حمصي اليسوعيّ : حائز شهادة ماجستير في اللّاهوت الكتابيّ – كلّيّة اللّاهوت اليسوعيّة – باريس، ودبلوم جامعيّ في الصّحافة الرّقميّة، جامعة القدّيس يوسف – بيروت. مدير التّواصل الرّقميّ للرّهبانيّة اليسوعيّة= =في الشّرق الأدنى والمغرب العربيّ. يُشرف على النّسخة الرّقميّة للكتاب المقدّس باللّغة العربيّة في ترجمته الكاثوليكيّة، وله عديد من التّرجمات الصّادرة عن دار المشرق.