اللاّهوت السّياسيّ في الكنيسة المارونيّة

أعادت الهجرة اللّبنانيّة انطلاقتها في منتصف تسعينيّات القرن الماضي بعد ركود أصابها في نهاية الحرب، بخاصّة مع بداية التّباطؤ الاقتصاديّ العائد إلى السّياسات الماليّة والنقديّة والتّجاريّة المعروفة منذ التّسعينيّات. وتراجعت الهجرة في مطلع العام 2000 بسبب الوضع في الخليج والعراق. وكان من نتائج هذه الحرب : تأنيث المجتمع اللّبنانيّ، وتراجع النّموّ الدّيمغرافيّ وخسائر بالرّأسمال البشريّ بسبب الإنفاق على تكوين الأشخاص وتربيتهم في لبنان، لتستفيد منهم دول مقصد المهاجرين، بخاصّة المهاجرين الجامعيّين الّذين شكّلوا منذ مطلع القرن العشرين حوالى نصف العدد الإجماليّ للمهاجرين، فيكون لبنان استثمر في تكوين رأسمال بشريّ لدول المقصد.

وقد تطوّر تركيب المهاجرين الطّائفيّ فانقلب من هجرة أكثريّتها مسيحيّة إلى هجرة أكثريّتها إسلاميّة بسبب عوامل عديدة، نوضحها في نصّ المقالة.

وقد تنوّعت بلدان المقصد في مطلع القرن الواحد والعشرين، فانخفضت الهجرة إلى دول الخليج ، وهي مؤقّتة، وزادت الهجرة إلى الدّول الصّناعيّة مثل كندا وأوستراليا وأوروبّا والولايات المتّحدة، في سبيل البحث عن عمل أساسًا، ثمّ لجمع شمل الأسرة، كما هربًا من الوضع المأساويّ في لبنان.

كلمات مفتاحيّة: هجرة – لبنان – سياسة اقتصاديّة – بلاد المقصد - الخسارة في الرّأسمال البشريّ – شيخوخة المجتمع – تأنيث المجتمع - التّنوّع الطّائفيّ للهجرة – هجرة نهائيّة باتّجاه الدّول الصّناعيّة الغربيّة.

L’émigration des Libanais après 1990
De la régionalisation à la mondialisation

Dr. Boutros Labaki

Cette émigration, après un ralentissement en début d’après-guerre, reprend dans la première décade des années 1990, du fait du ralentissement économique dû aux politiques financières, monétaires et commerciales suivies par les nouveaux gouvernants. Cette émigration a été ralentie vers la fin des années 1990, du fait de la situation dans le Golfe et en Irak, puis à nouveau en 2005 avec les retraits syriens, et reprit après de plus belle. Les conséquences de cette émigration furent la féminisation de la société et son vieillissement, le ralentissement de la croissance démographique, et les pertes en capital humain, dues au fait que l’investissement pour la formation de l’émigré que consentent: sa famille, l’Etat et la société, a des effets bénéfiques dans les sociétés d’accueil et non au Liban qui aurait financé cet investissement. Notons surtout, aussi, qu’au 21ème siècle, près de la moitié des émigrés étaient des universitaires.

Mots clés: émigration – Liban – politique économique – pays d’accueil – pertes en capital humain – viellissement de la société – féminisation de la société – diversité confessionnelle de l’émigration – émigration définitive vers les pays industriels occidentaux.

الدّكتور بطرس لبكي: دكتوراه في التّاريخ الاقتصاديّ من جامعة السوربون – باريس. أستاذ ورئيس مركز الأبحاث في معهد العلوم الاجتماعيّة – الجامعة اللّبنانيّة. أستاذ ومدير أبحاث في جامعة القدّيس يوسف، وأستاذ في الجامعة الأميركيّة – بيروت، وفي جامعة ليون الثانية، ويعمل في المركز الوطنيّ الفرنسيّ للأبحاث العلميّة في باريس ورين، كما في جامعة أكسفورد والمعهد الألمانيّ للأبحاث التربويّة الدوليّة في فرانكفورت. له العديد من الأبحاث في المجالين الاقتصاديّ والاجتماعيّ، وآخرها كتابُه «هجرة اللّبنانيّين (1850-2018) مسارات عولمة مبكّرة».

         [email protected]

Share This