الأب سامي حلّاق اليسوعيّ
دليلُكَ لفهم الأيقونات – شَرحٌ مُبسَّط للشَّبيبة
88ص. ط.1. بيروت: دار المشرق، 2021
(ISBN: 978-2-7214-5615-1)
دليلك لفهم الأيقونات دليلٌ مبسّط يشرح الأيقونات، وما تخبّئه من سرد إنجيليّ، يومئ للمتأمّل فيها برموز تساعده على ولوجها، لأنّه «أمام عملٍ روحيّ»، كما جاء في عنوانٍ فرعيّ من الفصل الأوّل مستهلًّا بالتّنبيه «انتبه، أنت أمام عملٍ روحيّ». فـ «على الرّغم من أنّ الأيقونة لوحة تصوّر مشهدًا دينيًّا» (ص. 7)، وهي في غالبيّتها مشاهد مستمدّة من تأمّل نصوص إنجيليّة، إلّا أنّها تتخطّى كونها مشهدًا فنّيًّا، فـ «على الرّسّام الّذي ينجزها أن يعيش حياةً روحيّة، وأن يصلّي ويتأمّل، ثمّ يعبّر بالأشكال عمّا يختبره داخليًّا في الصّلاة.» (ص. 7). لذلك من يُنجز الأيقونة بعد صلاة وتأمّل وصوم، يصبح كاتبًا للأيقونة وليس رسّامًا. فهو يكتب مشاهد الإنجيل بالأشكال والألوان الطّبيعيّة.
من هنا، مفاهيم الجمال كلّها المرتسمة في مخيّلتنا تتغيّر في الأيقونة، فمع تجسّد يسوع المسيح زال الإنسان القديم، الإنسان الماديّ الّذي شوّهته الخطيئة، وبدأ عصر الإنسان الروحيّ، آدم الثّاني (رومة 6: 6-7) : «إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل جسد الخطيّة، كي لا نعود نُستَعبَد أيضًا للخطيّة 6. لأنّ الّذي مات قد تبرّأ من الخطيّة.»
الفصل الأوّل، إذًا، يشدّد فيه الشّارح (الأب سامي حلّاق) على هذا العمل الرّوحيّ المتمثّل في الأيقونة، والعابق بشذا روحيّ، حتّى إنّ «الوجه مرسوم بطريقة روحيّة» والطّبيعة تظهر بمنظور مقلوب.
في الفصل الثّاني الّذي جاء تحت عنوان «الأيقونة قصّة مصوّرة»، يعرض المؤلّف القصص التّصويريّة ومصادرها والأنماط الّتي تظهر في الأيقونات من المدح والتّعظيم، إلى الملحمة، فالمأساة وأخيرًا النّمط اللّاهوتيّ.
يتناول المؤلّف، في الفصل الثّالث، البنية الهندسيّة في الأيقونة، ليتطرّق، في الفصل الرّابع، إلى هندسة أيقونات الأعياد.
الفصل الخامس مخصَّص لأبعاد الجسم بحسب المخطوطات، وأبعاد الوجه من أنف وعينين، يتبعها في الفصل السّادس لغة الجسد والتّعبير بالأيدي.
وبما أنّ الأيقونات تعجّ بالأشكال والرّموز، خصّص لها المؤلّف الفصل السّابع، فشدّد على تعبير قسمات الوجه وملامحه، كما ركّز على الشّعر واللّحى، والأرجل وكلّها لها دلالاتها الرّمزيّة.
ثياب المسيح والعذراء والقدّيسين والملائكة، وكذلك الثّياب اللّيترجيّة والأقمشة تحمل أيضًا دلالاتها، وأفرد لها المؤلّف فصلًا بكامله، هو الفصل الثّامن من الكتاب الدّليل.
أمّا الألوان الّتي تزخر بها الأيقونات فأورد المؤلّف معانيها ودلالاتها ورموزها في الفصل التّاسع والأخير. اللّون الذّهبيّ، وألوان الأبيض، والأزرق، والأحمر، والأرجوان، والأخضر، والبنيّ، والأسود، لها دلالاتها ورمزيّتها.
البنية الهندسيّة، ولغة الجسد، والأشكال والرّموز، والثّياب والألوان ببهاء تجسّدها، تجتمع كلّها في هذا الكتاب لتكون دليلًا تلج من خلاله الشّبيبة، بشرحٍ مبسّط، إلى أبعاد الأيقونة الرّوحيّة وعمقها اللّاهوتيّ.
يُعتَبَر هذا الكتاب بحقّ دليلًا للمؤمن المسيحيّ كي يتأمّل بتمعّنٍ في معاني الأيقونة، ويفهم ما تنطوي عليه هذه المعاني من تدبير خلاصيّ، تجسّد في ملء الزّمن.
الدّكتورة بتسا استيفانو : حائزة دكتوراه في العلوم الدّينيّة، وإجازة في الأدب العربيّ من جامعة القدّيس يوسف في بيروت. أستاذة محاضرة في معهد الآداب الشّرقيّة في الجامعة، ومسؤولة عن الأبحاث في مكتبة العلوم الإنسانيّة فيها. أستاذة محاضرة في جامعة «Domuni» – باريس. ولها العديد من المقالات المنشورة باللّغتين العربيّة والفرنسيّة.