الأب نيقولاس سانتوبان اليسوعيّ
الفرح بوصلة توجُّهي – العيش مع القدّيس إغناطيوس
نقله إلى العربيّة الأب سامي حلّاق اليسوعيّ،
55ص. ط.1. بيروت: دار المشرق، 2021
(ISBN: 978-2-7214-5610-6)
الكاتب، نيقولاس سانتوبان، علَمٌ من أعلام الرّوحانيّة الإغناطيّة. بلجيكيّ من الإقليم الفلمنكيّ، له مؤلّفات عدّة، وشهرة واسعة في وعظ الرّياضات الرّوحيّة والمرافقة والإرشاد. يتميّز أسلوبه بالبساطة والعمق، وتسخير الطّرفة أحيانًا، على مثال نصر الدّين قوجة، لإيصال الفكرة إلى مستمعيه وقرّائه. وخير شاهدٍ على ذلك كتابه نوادر يسوعيّة، مدخل [جدّيّ] على الرّوحانيّة الإغناطيّة الّذي صدر قبل بضع سنواتٍ عن دار المشرق.
في كتاب الفرح بوصلة توجّهي يعيد الكاتب خطّ سِيرة حياة القدّيس إغناطيوس دي لويولا، مؤسِّس الرّهبانيّة اليسوعيّة، ليستخلص منها الهدف النّهائيّ الّذي تسعى هذه الرّهبانيّة إليه، ألا وهو مساعدة الإنسان على أن يجد طريق «السّعادة الحقيقيّة».
يبدأ الكتاب بسرد سيرة القدّيس إغناطيوس بطريقةٍ معيّنة. فالكاتب لا يعيد ما كُتِبَ عن ابن القرن السّادس عشر هذا، بل يسلّط الضّوء على مراحل مفصليّة في حياته، فيبيّن من خلالها مفارق الطّرق الّتي نواجهها باستمرارٍ في حياتنا، فتضعنا أمام اختيارات: طريق نهايته السّعادة، وآخر نهايته التّعاسة، وكلّ المشكلة تكمن في أنّ بداية الطّريق لا تشير إلى نهايته، بل توحي أحيانًا بما هو عكس هذه النّهاية. وعليه، هناك ضرورة ملحّة للقيام بعمليّة تمييز.
التّمييز. إنّها كلمة السّرّ لفهم علّة تأليف هذا الكتاب، وجوهر الرّوحانيّة الإغناطيّة، وإحدى سمات الخدمة اليسوعيّة. فبعد تقديم الأحداث الّتي تدرّب إغناطيوس من خلالها على التّمييز في حياته، استخلص قائمة قواعد تساعد أيّ إنسانٍ، من أيّ انتماءٍ دينيٍّ، على تطبيقها، ليقوم بالتّمييز حين يجد نفسه أمام مفترق الطّرق الّذي تحدّثنا عنه سابقًا. والكاتب يقدّم هذه القواعد بلغةٍ معاصرة وبأسلوبٍ بسيط. هوذا اقتباس له دلالته:
«… يمكننا تحديد توجّهَين متكافئَين وواقعيَّين يستحقّان التّقدير. ثمّ نقضي وقتًا طوال أسبوع وكأنّنا اخترنا بإرادتنا ونهائيًّا توجّه الدّروس A. ثمّ نفحص مرّةً أو مرّتَين في اليوم كيف شعرنا طوال هذا اليوم، وندوّن مشاعرنا في هذا الموضوع: هل كنّا هادئين، سعداء، حيويّين… أو بالعكس: متوتّرين، قلقين، مستائين…؟ وفي نهاية الأسبوع نقيِّم. في الأسبوع الثّاني نقوم بالأمر نفسه مع توجّه الدّروس B.»
فصول الكتاب قصيرة (كلّ فصلٍ من صفحتَين إلى ثلاث)، سهلة القراءة حتّى على مدمني الرّسائل الموجزة في وسائل التّواصل الاجتماعيّ؛ والأهمّ من هذا كلّه، يقدّم إلينا الكتاب طريقة فعّالة لنختار ما يقودنا إلى السّعادة.
الأب سامي حلّاق اليسوعيّ : راهب يسوعيّ، وأستاذ في جامعة القدّيس يوسف – بيروت. له مؤلّفات وترجمات عدّة منشورة، بالإضافة إلى مقالاتٍ بحثيّة في مجلّة المشرق.