ساد المشهدَ السِّياسي اللُّبناني الإِنقسام منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقد أَدَّى إلى الكشف عن مدى تباعد مصالح الطائفتين الشِّيعيّة والسُّنّيّة. كان عنوان المرحلة آنذاك استعادة القوى المسيحيّة دورها في المعادلة اللبنانيّة. وقد انقسمت التحالفات السياسية للقوّتين السياسيّتين الأساسيّتين، أي التيّار الوطني الحرّ والقوّات اللبنانيّة، بين الأطرف الإسلامية، بإعتقادها ان تحالفاتها هي التي تؤمّن العودة إلى الدور السياسي الفاعل. وحيث ان قضيّة المسيحيّين في الجوهر هي أن تصان حريّاتهم، ويتأمّن أمنهم، وتقوم مساواة سياسيّة وقانونيّة فعليّة بينهم وبين مواطنيهم، أيًّا يكن عدد هؤلاء وأولئك، وأن يبقوا بعيدين كلّ البعد من أيّ لونٍ من الذميّة. فكيف كان المسار السياسي للسياسيين المسيحيين بعد انسحاب الجيش السوري وعودة حريّة العمل السياسي في لبنان؟ وهل نجحوا في المحافظة على قضيتهم؟ وما مصير المسيحيون في لبنان اليوم؟ فهل أنّ مصير مسيحيّي لبنان كأبناء بلدة بجرّين؟، هذه القرية المارونية الصغيرة حيث هجرها أهلها في الحرب العالمية الأولى، بجرّين اليوم مهجورة، على الرغم من جمال موقعها، فهي هياكل بيوت وأشلاء حجارة تنتظر أبناءها… “ذهبوا ولم يعودوا”!

Share This