كان الأب بولس عبود شخصية مميّزة في عصره. عاش في بداية حياته راهبًا في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، ثم كاهنًا خوريًا، وقاضيًا، وكاتبًا في الشؤون القضائيّة والتاريخيّة. قضى معظم حياته في التأليف، وتناول في كتاباته مواضيع حسّاسة ومهمّة في الطائفة المارونيّة، وأغنى المكتبة التاريخيّة بمؤلفاته القيّمة.
كان الأب بولس عبود خطيبًا لامعًا. نسج علاقات سياسيّة ودينيّة مع الدول، والحكّام، وكبار المسؤولين، والبابوات، والبطاركة، والأساقفة، والكهنة على اختلاف طوائفهم. تنقّل بين لبنان وفلسطين، وتعاطى في الشأن السياسي. دافع عن حقوق الموارنة في مدينة يافا في فلسطين. ونبّه من الخطر الصهيوني واﻹستيطان في فلسطين. دعا الى التمسّك بأرض الوطن. وبسبب خطبه الناريّة والجريئة، والقاسية التي ألقاها في يافا ضدّ اليهود، نصحه بعض أصدقائه بمغادرة فلسطين. لقد رفع الصوت في فلسطين لتدارك مخاطر الهجرة، ومع كل هذا التحذير تمكّن اليهود من طرد الفلسطينييّن من أرضهم واحتلالها، ومن تشريدهم وتشتيتهم في العالم العربي عام 1948.

Share This