تسمى المرحلة الثانية من الزواج بالمشاركة “ܫܘܬܦܘܬܐ”, الزواج ” ܙܘܘܓܐ” وكذلك الزفاف “ܚܠܘܠܐ”. تبدأ هذه المرحلة بعد اكمال مرحلة الخطبة بفترة معينة يحددها الخطيبين او اهلهما؛ وفيها يتم زف العروس إلى منزل العريس بالتتويج والاحتفال, والتي بها تكتمل مراسيم الزواج وتبدأ الحياة الزوجية, ويمتلك بها الزوجين حق المعاشرة الزوجية, والاتحاد الجنسي, كما انهما يكتسبان حق الميراث المتبادل بينهما.
بالنسبة لتعريف الزواج في قوانين كنيسة المشرق, فلا نرى سوى تعريف وحيد قدمه عبديشوع الصوباوي (+1318) في مجموعته القانونية ” نظام الأحكام الكنسية “(تم تكريس هذه المجموعة ومجموعته الثانية: مجموعة مختصرة للقوانين السنهادوسية, رسمياً في مجمع مار طيماثيوس الثاني (1318) ولا زالتا ساريتا المفعول في كنيسة المشرق الاشورية وكنيسة الشرقية القديمة حتى الان), حيث يقول فيها: ” الزواج الشرعي هو اتفاق أو انسجام والفة بين رجل وامرأة, بالشهادة وبالصلاة الكهنوتية, وشركة ومعاشرة طبيعية, الذي يأتي بمساعدة او مساندة متبادلة لبعضهم البعض في هذه الحياة الزمنية, للتماسك الضروري, ولإنجاب الأطفال الذين يكونوا لهم خلفاً”.
من هذا التعريف يمكننا أن نستنتج اولاً, التأكيد الواضح على الموافقة الحرة والالتزام المتبادل بين الرجل والمرأة كشرط اساسي لعقد الزواج, ثم الوفاء بتنفيذه بالاحتفال بالزفاف واقامة حياة مشتركة, الذي نظمت بطبيعتها لصالح الزوجين وفي خدمة الأسرة وإنجاب الأطفال وتربيتهم.
أهداف الزواج
يعتبر مار عبديشوع الصوباوي (1318+) المؤلف الوحيد بين جميع المؤلفين القانونيين والمجامع في كنيسة المشرق, الذي حدد أهـداف الـزواج بصـورة منهجية وواضحة وصريحة وذلك في مجموعته القانونية ” نظام الأحكام الكنسية” في قانون خاص تحت عنوان ” هدف الزواج الشرعي “.
ويفصّل الكاتب أهداف الزواج وخصائصه بحسب مار عبديشوع الصوباوي (1318+) في هذا المقال.