تبحث هذه الدراسة في قضايا النقد الأدبيّ، وتفتح بابًا جديدًا في المناهج النقديّة الأدبيّة؛ فلأوّل مرّة في تاريخ الدراسات النقديّة تُقدَّم نظريّة نقديّة أدبيّة تعكس المنهج الحضاريّ العربيّ، وقد وجدنا أنّ جماليّات النصّ الأدبيّ العربيّ تكمن في محاكاة المفردات الحضاريّة العربيّة، وبعد البحث والتمحيص وجدنا أنّ أساس المرتكزات الحضاريّة العربيّة يقوم على البدو (الحراك الدائم) والحضر (الاستقرار الدائم)، والإنسان العربيّ يعيشُ في حياته الحراكَ الدائم بحثًا عن الكلأ والماء، وعندما يجدهما يستقرّ ويثبت، وتاليًا فإنّ نسبة الحراك أكثر بكثير من نسبة الثبات والاستقرار. وهكذا وجدنا هذه المرتكزات الحضاريّة قد انعكست على اللغة العربيّة المرتكزة على الحركة والسكون، وأصبح النصّ الأدبيّ العربيّ يحمل في طيّته قيم الحركة والسكون، ولهذا وجبَ على النقد الأدبيّ أن يبحث في تناسب الحركة والسكون في النصّ كي يظهر مقوّمات الجمال في هذا النصّ، فكلّما تناسبت الحركة مع السكون كان النصّ أقرب إلى الأدبيّة، وقولنا تناسُب الحركة مع السكون في النصّ لا يعني التساوي بينهما.
هكذا وصلنا في ختام دراستنا هذه إلى أنّ الحركة والسكون هما الأساس الأفضل في مقاربة النصوص الأدبيّة العربيّة، لأنّ هذا الأساس هو انعكاس طبيعيّ للحضارة العربيّة القائمة على الحراك والاستقرار.