كتاب “التريوذي”. كتاب ليتُرجيّ للصوم الكبير في الكنيسة البيزنطيّة
إنّ التريوذي، كلمة يونانيّة تعني القصيدة الغنائيّة، وتمثّل “شاهدًا” مميّزًا لتطبيق روحانيّة أسرار التدرُّج أو التنشئة المسيحيّة الثلاثة (العماد والميرون والإفخارستيّا) في القرون المسيحيّة الأولى، ولتكييفها مع بعض عناصر الروحانيّة الرهبانيّة. وهذا الزمن الذي يختبره المسيحيّ في الكنيسة يصبح فصحًا مستمرًّا له وعبورًا دائمًا من الموت إلى الحياة. سنحاول الكلام، في البدء، على إطار هذا الكتاب التاريخيّ، لنصل في قسمٍ ثانٍ إلى حديثٍ عن بُنيته. أمّا في القسم الثالث فنعالج مضمون الكتاب والرؤية اللاهوتيّة الشرقيّة لفهم هدف مجموعة الصلوات هذه الليترجيّة في زمن الصوم الكبير. وهذا الزمن هو الفترة المثلى لتحضير المسيرة نحو الفصح الكبير. بالفعل، فإنّه كتابُ تأمّلاتٍ تربويّ يساعدُ المؤمن المسيحيّ، المستعدّ دائمًا ليتطهّر، على أن يقتدي بالمسيح الذي أعطى ذاته كلّيّةً لتخليص البشريّة جمعاء من خلال موته وقيامته.

