يهدف هذا المقال، وضمن إطار تعميق معنى إنسانيّة يسوع، إلى تبيان كيف أنّ يسوع عاشَ وفاءً للأحداث، معتبرًا إيّاها “حيّزًا روحيًّا” للبحث عن مشيئة أبيه السماويّ وإيجادها لكي يُطيعَه أيّما طاعة. وثمّة قراءة بيبليّة تسمح بالتحديد بكشف هذه الصلة بين أحداث حياة المسيح وطريقة طاعته مشيئةَ الله. أمّا “الأحياز الروحيّة” الرئيسيّة التي يمكننا ذكرها في هذا الشأن فهي: إيمان يسوع الموجود دائمًا في صلاته، ومختلف الإغراءات التي عاشها، وإعلانه ملكوت الربّ ودعوته إلى الاهتداء إلى الله، ومعجزاته وشفاءاته، وآلامه وموته، وأخيرًا رؤيته للمستقبل. وهكذا، عندما قدّم بيلاطُس يسوع إلى الجماهير مُعلنًا: “هذا هو الرجُل”، فهو قد قدّم في الواقع مثالًا للإنسانيّة يعبّر نِعمَ التعبير عن أحداث الحياة التي تُظهرُ مشيئةَ الله.