لقد ذكرَ البابا يوحنّا بولس الثاني، في رسالته البابويّة “إطلالة الألف الثالث”، أهمّيّةَ “مسكونيّة الشهداء” (في المقطع 37). هذه هي نقطة ثقافتنا المحوريّة حيث يمكن كلَّ المسيحيّين أن يجتمعوا. فقداسة البابا يدعونا إلى التفكير في ما يقرّبنا بعضنا من بعض أكثر منه في ما يفرّقنا. ننطلق، في قسمٍ أوّل، من تفكيرٍ في معنى كلمة “شهيد” لنشدّد على تعبير القدّيس بوليقَربُس “الشهادة بحسب الإنجيل”. ونعرض في قسمٍ ثانٍ أهميّة الشهادة في الكتابات المقدّسة، ومؤلّفات آباء الكنيسة، ولاهوت الكنيسة، خاصّةً في المجمع الفاتيكانيّ الثاني.
فالشهادة، في الختام، يمكن أن تصبح في المستقبل الطريق نحو “الشراكة الكنسيّة” بين الكنائس، إذ، وبحسب كلمة البابا فرنسيس، “القدّيسون يدفعون الكنيسة إلى الأمام… لتُعطينا السلامَ والوحدة”.