ساعات رمليّة وألماس في تقريظ الأنا القارئة
عندما كان طفلاً، كان متحمّسًا جدًّا للقراءة، إذ كان يجد فيها نورًا ووسيلة للهروب… لقد تعلّم في وقت مبكّر جدًّا أن الكتاب هو مفتاح الحلم، والإضاءة على الوحدة، والمصالحة مع العالم المرئيّ… ومنذ ذلك الحين، لم تتعب هذه الروح قطّ، ولم تخبُ هذه الحساسية يومًا… لقد جعل من القراءة تعليمًا وحياةً، ومن لياليه كتابًا عظيمًا يفتح فيه كل نجم صفحة جديدة أمامه… قرأ كما يحبّ أن يقرأ، حرًّا، تحت تأثير الرغبة، بنفاد الصبر وبأمل …
قراءاته كانت بذور كتبه… مكتبته هي ذاكرة لها، مكانٌ حميم، يوم عظيم من حياته… ومن خبرته كقارئ وباحث وكاتب، يعهد لقلمه بشغفه للحرّيّة والكتاب، ويباشر بالاستبطان.