زمن ما بعد التعدّديّة الثقافيّة
ساهم تراجع اللّيبراليّة الناشئة عن الحداثة والتي تحتضن القيم الديموقراطيّة وحقوق الإنسان، وكذلك انحسار التوتّر الحيويّ بين الاشتراكيّة واللّيبراليّة على الصعيد الوطنيّ بعد زخم العولمة في نشر التعدّديّة الثقافيّة في المفردات السياسيّة منذ السبعينيّات. فالسياسات التي تتّبعها الحكومات الأوروبيّة في هذا الصدد، على الرغم من تنوّعها، قد أثمرت النتيجة نفسها: ثبات المهاجرين في مجتمعاتهم الثقافيّة معزّزين بالتالي هويّة المجتمع الأجنبيّ بالكامل، وحتّى ذلك الذي يتناقض تمامًا مع الروح الليبراليّة. فقد ساهم انحدار العولمة النسبيّ عقب الأزمة الماليّة والاقتصاديّة العام 2008، وكذلك ارتفاع نسبة الإرهاب على الساحة الدوليّة في التشكيك بالتعدّديّة الثقافيّة نفسها. يتبع المؤلّف تطوّر هذه المسألة ويظهر القضايا والتحدّيات ذات الصلة