سيكولوجيا الاستحواز
تظهر الرغبة في الاستيلاء والاستحواز في جوانب الحياة المختلفة منذ بداية الزمان. في الواقع، تبرز الظاهرة هذه في الإنسان طوال مرحلة النموّ النفسيّ-الجنسيّ في الطفولة. فالصغار الذين يحبّون أن يستحوزوا على كلّ شيء يتحدّرون، بشكل عامّ، من عائلات غير مستقرّة نفسيًّا وبطريقة مماثلة، يمكن القول إنّ المجتمعات التي تتميّز بهذه الظاهرة غالباً ما تفتقر حكوماتها إلى المصداقيّة.
كثيرًا ما ترتبط سمات الاستحواز هذه بسمات سيكوباتيّة يصعب علاجها. فالارتباط هذا يميل إلى خلق دكتاتوريّات سياسيّة، وعسكريّة، وإيديولوجيّة.
العلاج قد يبدو صعبًا، خاصّة بالنسبة إلى الراشدين. أمّا ما يمكن معالجته بشكل معقول فهو قيام سلطة قضائيّة، عادلة وحازمة في الوقت نفسه، قادرة على الردّ على “الأنا” الفرديّة والجماعيّة وتدمير هيكليّتها الأساسيّة. في حين يبقى العنصر الوقائيّ والتربويّ أساسيًّا للغاية لكي تتمكّن الأجيال الجديدة من تفادي هذا الاتّجاه غير السليم.