بعلبك في العهد المملوكيّ. من الولاية إلى النيابة

كان لبنان، بحدوده الجغرافيّة والسياسيّة والإداريّة الحاليّة، جزءًا من سوريا الكبرى (بلاد الشام) منذ أيّام الإسلام الأولى. ففي الوثائق المرجعيّة كلّها، كان هامش المنطقة الساحليّ يسمّى ساحل الشام، أو ساحل دشق بشكل خاصّ. وفي غضون الحقبة المملوكيّة، وهي امتداد للقرون الوسطى، بقي الوضع على حاله تقريباً مع ظهور اختلافات ضئيلة. فقد انشقّ لبنان أقسامًا إداريّة نتج عنها ضمّ بعض مدنه كبعلبكّ، وصيدا، وبيروت إلى دمشق. في الواقع ، كانت بعلبكّ مقاطعة (ولاية) في بداية العصر المملوكيّ، قبل أن تتحوّل لاحقًا إلى نيابة صغيرة، يرأسها نائب يلتزم بتعليمات نائب دمشق. وتعود أصول التحوّل هذا إلى طموح السلطنة في تبنّي الإصلاحات، ولا سيّما في عهد السلطان الناصر محمّد، أو إلى ظهور أسباب إستراتيجيّة أخرى، أو لتسهيل العمل الإداريّ، أو حتّى لأسباب تتعلّق بعواقب الحملات العسكريّة التي خاضها المماليك ضدّ كسروان.

Share This