المقاومة والتمثيل: تفاعل محمود درويش مع الذاكرة والنسيان

في روايته “ذاكرة النسيان”، صوّر الشاعر محمود درويش عمليّة تحضير القهوة ارتشافها وكأنّه فعل مقاومة، ووصف رائحة حبوب البنّ وكأنّها جغرافيا. يتّسم هذا النصّ في الشكل والمضمون باستحالة التصنيف، بما أنّه يحتوي على جغرافيّات متعدّدة. في الواقع، استغنم درويش فرصة اندلاع الحرب، والتدمير، وانفجار الوضع الذي كنّا نقود فيه الحياة بشكل مختلف تماماً عن الطبيعة. وهكذا، يعكس الفعل الإبداعيّ الواقع والتاريخ بشكل واضح، مع العلم أنّه الموضوع الأساسيّ الذي عالجه في روايته. وأنا أدرس هنا هذا النصّ وفقًا لمقاومة الحصار على بيروت، ومن منظور تمثيل الصوت الجماعيّ في السيرة الذاتيّة والانسجام مع الأدب القديم من أجل تسليط الضوء على الصراع بين التاريخ والتمثيل مع أخذ تعقيداتها كلّها بعين الاعتبار. تجدر الإشارة إلى أنّ النصّ الحاليّ يُظهر نقطة في غاية الأهمّيّة: إذا كان الإنسان يمتلك لغته، فسوف يتقن سرد روايته، وبالتالي، سوف يتقن قصّته.

Share This