القدّيس لويس دي غونزاغا. “طوبى لأطهار القلوب فإنّهم يشاهدون الله” (متّى 8:5)
تتوق المؤلّفة إلى الانخطاف برائحة القداسة المقترنة بالقدّيس لويس دي غونزاغا لكي يملأ روحها بالألحان الموسيقيّة، ويخفّف نبضات قلبها بأنفاسه… وهكذا، فإنه يفتح الطريق أمام قرّاء مجلّة المشرق ليتمكّنوا من الانخطاف بالرائحة نفسها، حتّى من خلال ترجمة أعماله التي تمّت بقسمين: الأوّل، وهو القسم المنشور في هذه المجلّة، يروي ولادته، وعماده، والاتجاهات الكبرى التي اتّبعها في شبابه العابق بحسّ الطهارة والتواضع. بعد ذلك، تصف المؤلّفة روحه الطاهرة والتقيّة المفعمة بمبادئ العفّة، والرسالة، والتقشّف، والرصانة. وبالإضافة إلى ذلك، فقد توقّفت عند مسألة ميله إلى الانتماء للرهبانيّة اليسوعيّة وقراره الثابت بالانضمام إليها والامتثال لأنظمتها مرورًا بالمحاولات العديدة التي قام بها والده لخنق ذلك اللهب المتألّق والمشتعل في قلبه والتي باءَت كلّها بالفشل إذ إنّه لم يتمكّن من إقناعه بالعزوف عن قراره. كما أوضحت بعمق الطريقة التي أشبع بها عينيه، وقلبه، وروحه بصوت الربّ الذي يناديه لخدمته، وكيف استعدّ للعبق بالمسك الفائح من ذلك الصوت العليّ والفاضل، والتسلّح به في كلّ وقتٍ وزمان من أجل الدفاع عن إيمانه، واحترامه، وحماسته… والوصول أخيرًا إلى رفع رايته عاليًا جدًّا. تجدر الإشارة إلى أنّ المؤلّفة قد استندت، في كلّ ما سبق أن ذكرت، إلى مجموعة متنوّعة من المراجع المهمّة من أجل الحفاظ على الدقّة في كتاباتها.