أدونيس والتجديد في النظريّة الشعريّة

في إطار الأيّام الأولى من العام الدراسيّ 2014-2015 في “الجامعة للكلّ” بجامعة القدّيس يوسف، وتحت شعار “الفنّ ومكافحة المصير”، كان الشاعر أدونيس ضيف الشرف، وقد شارك الدكتور جورج سلهب، أستاذ أدب عربيّ وأدب مقارَن في معهد الآداب الشرقيّة، بجامعة القدّيس يوسف، وقدّم محاضرة بعنوان “أدونيس والتجديد الشعريّ”، في حضور الشاعر. وبعد الاطّلاع السريع على عمل الشاعر، وهو مرشّح دائم لجائزة نوبل في الأدب، أشار المُحاضر إلى خصائص شعر أدونيس: الرفض، والتمرّد الدينيّ والسياسيّ، والموت والقيامة، والهروب، والحلم، والطفولة، والهجاء. وقد أعرب الشاعر عن أفكاره التجديديّة التي تطال “مجلّة الشعر” التي أسّسها الشاعر يوسف الخال العام 1951. لقد جمعت المجلّة الأدبيّة هذه، التي استمرّت حتّى العام 1970، حول مؤسّسها وأدونيس نخبة من الشعراء والكتّاب المبتكرين الذين أعادوا إحياء حركة التجديد في الأدب العربيّ، التي أبصرت النور منذ أيّام جبران خليل جبران و”الرابطة القلمية” في بداية القرن العشرين. وقد كان قرار تغيير العالم من خلال الشعر مبدأ الحركة الشعريّة الرئيسيّ في “مجلّة الشعر”. ثمّ أعجب شعراء “الشعر” بالتيّار السرّياليّ، وأطلقوا العنان للتعبير المباشر، والتصوّر الشعريّ، والخيال الإبداعيّ. وقد كان عدد القصائد الأجنبيّة الكبير الذي نُقِلَ وتُرجِمَ على صفحات المجلّة يعكس العلاقة بين مؤلّفي “الشعر” والكوزموبوليّات الأدبيّة.

Share This