“مختصَر مسألة في مخاطبة السيّد لأبيه الواردة في الإنجيل المقدَّس” ليحيى بن عديّ

إنّ مقالة يحيى بن عديّ المذكورة في العنوان تعالج مسألة طبيعة المسيح وعلاقة الابن بالآب. يثبت يحيى خطأ مَن يعتقد أنّ الآيتَين “أبي وأنا واحد” و”مَن رآني رأى الآب” تناقضان الآية “أبتِ، أبعِد عنّي هذه الكأس”، لأنّ الآيتَين الأُوليَين تُظهران أنّ الآب والابن هما من طبيعة واحدة، في حين أنّ الثالثة تبيّن الازدواجيّة من جهة، وعَجْز الابن من جهة أخرى.
بالفعل، يستند جواب يحيى على تبيان إمكانيّة مخاطبة الذات وفوائد هكذا مخاطبة، وهذا في قسمَين: في القسم الأوّل يثبت خطأ اعتقاد أنّ مخاطبة الذات أمرٌ غير معقول، ذاكرًا أمثلة من الكتاب المقدّس والأدب العربيّ. وفي القسم الثاني، يقدّم ستّ فوائد لمخاطبة المسيح أباه، ويستنتج من ذلك دروسًا أخلاقيّة من جهة، ونتائجَ لاهوتيّة من جهة أخرى (الثالوث الأقدس، التجسّد، الصَّلب).

Share This