الفاروق وسيكولوجيا العدل
لقد أدارَ عمر ابن الخطّاب الخلافة الإسلاميّة في فترةٍ عصيبة، إلّا أنّه تمكّن من تقوية أسُسها عبر اعتماد مبدأ العدالة. وهذه العدالة لم تكن، عنده، عدالةً قضائيّة أو اقتصاديّة، بل امتدّت لتطالَ السلوك والمشاعر. وإذ كان يحاول أن يطبّقها في كلّ شيء، وجبَ عليه مواجهة حاجزَين كبيرَين: تفسير النصوص الدينيّة الصارم، وفكرة ممارسة العبوديّة. كما شجّعَ مبدأ التفكير العاقل من أجل تفسيرٍ أشدّ ملاءمة للظروف والتطوّر. وطبعًا، حاربَ العبوديّة. وانتقادُه القمعيّ إزاء حاكم مصر كان مستمرًّا، نظرًا إلى سلوك هذا الحاكم القاسي والمستفزّ مع المصريّين. وقد قُتِل عمر، للأسف، مطعونًا بالسكّين، ما تسبّب بمقاطعة نضال الفاروق..

