رائد السلفيّة ابن تيميّة (1263- 1328) وموقفه من المسيحيّين
إنّ ابن تيميّة، المعتبَر شخصيّة جداليّة بامتياز، كان مؤسّس التيّار السلفيّ الإسلاميّ الذي نذكره في أيّامنا مع النزعة التي تتّخذها السلفيّة اليوم في “الربيع العربيّ”. ولطالما ذكرَه نموذجًا كلٌّ من السلفيّين أنفسهم والمختصّين بتاريخ هذا التيّار الإسلاميّ. بالفعل، قد كان ابن تيميّة أوّلَ مَن لعَنَ المسلمين الذين انتقدوا تيّاره وقدّرهم للجحيم. فإن كان هذا موقفه من إخوته في الدين، فما كان موقفه تجاه الديانات الأخرى، خصوصًا تجاه المسيحيّين الذين كانوا الأقوى صلةً بالمسلمين؟ يحاول هذا المقال الإجابة عن هذا السؤال الحَرِج في ماضيه والحارق في حاضره. فيستند بحثُنا على دراسة الوسط الدينيّ والسياسيّ حيث عاشَ ابن تيميّة في زمن انقلاباتٍ جمّة. وانطلاقًا من هذا، يذكر المقال سيرة ابن تيميّة المطبوعة بالمراحل المختلفة التي أثّرت في شخصيّته المفرِطة، ليصل إلى دراسة فكره تجاه الغيريّة الدينيّة وخاصّةً تجاه المسيحيّين.

