شاعر النيل وقضيّة الالتزام
في الظروف الراهنة، تتطوّرُ العلاقة بين الأدب والحياة باستمرار في كلِّ يوم، بحيث إنّ الأدب يتّخذ جانبًا بشريًّا يسلّطُ الضوء على رسالة الأدب هذا وعلى مسؤوليّة الكتّاب الحديثين. وهذا ما يُسمّى بقضيّة الالتزام؛ فالكتّاب كانوا يناضلون من أجل استقلال الشعب والدفاع عنه، ويطالبون بالعدل وباستئصال الجَهل والفقر، ويحاولون تشجيع الفضيلة والأخلاق الحميدة.
يرمي هذا المقال إلى معاينة قضيّة الالتزام في أشعار حافظ إبراهيم، شاعر الشعب المشهور، بهدف معرفة مدى اهتمامه بالمسائل المجتمعيّة وبمأساة الشعب المصريّ، وهذا بحسب محورَين رئيسيَّين: الأوّل ظهور الالتزام، والثاني له جانبان يطبعهما عدم الاحترام.
واستنتجنا أنّ الشاعر كان في بعض الأحيان قد انحرفَ عن الالتزام الجدّيّ، خصوصًا عندما وظّفته الحكومة في مكتبة مصر؛ ولكنّ ذلك وغيره لم يُبعِد شاعر النيل من دائرة الالتزام عامّةً. كان شاعرًا ملتزمًا طوال حياته تقريبًا، بالرغم من الوسط المصريّ الذي كان يعيش فيه، والظروف الحياتيّة التي كان تحيطُ به والتي آلت به أحيانًا إلى الخروج من إطار الالتزام الجدّيّ هذا.

